عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جهاراً غير سر يقول: ( ألا إن آل أبي - يعني فلاناً - ليسوا لي بأولياء، إنما وليي الله وصالح المؤمنين، ولكن لهم رحم أبلها ببلالها ) متفق عليه واللفظ للبخاري .
المفردات
أولياء: جمع ولي وهو المؤمن التقي.
رحم: القرابة.
أبلُّها ببلالها:أصلها بصلتها.
المعنى الإجمالي
قسم الإسلامُ المجتمع الذي جاء فيه إلى قسمين: مؤمنين وكافرين، فالمؤمنون لهم واجب الولاء بعضهم لبعض، من الحب والنصرة والتكافل، وعليهم واجب البراء من الكفار، ويشمل كره ما هم عليه من الكفر والمعاصي، وعدم الوقوف معهم في مواجهة مسلم، مع وجوب معاملتهم بالعدل، ومن كان منهم قريباً لمسلم لم يوجب الإسلام على المسلم هجره وقطيعته، بل أمر الإسلام بالبر به، والإحسان إليه.
وفي هذا الحديث يبين النبي - صلى الله عليه وسلم - عن طريق التطبيق العملي هذا المنهج، فيبرأ من أقوام من الكافرين، يذكرهم بأسمائهم، ويبيّن أن ولاءه لله ولصالح المؤمنين، لكنه مع ذلك يتعهد بصلتهم لقرابتهم منه، وهو منهج ينبغي على كل مسلم تطبيقه فيوالي المؤمنين، ويبرأ من الكافرين من غير ظلم لهم، ولا قطيعة لأرحامه منهم، وبذلك يسلم له دينه وعقيدته .
الفوائد العقدية
1- وجوب موالاة المؤمنين لربهم بالإيمان به واتباع أمره .
2- وجوب موالاة المؤمنين لرسولهم بالإيمان به واتباع أمره .
3- وجوب موالاة المؤمنين لإخوانهم في الإيمان بحبهم ونصرتهم.
4- بيان أن المؤمن العاصي له من الولاء بقدر إيمانه وطاعته مع كره ما يأتي من المعاصي.
5- بيان أن الرابطة الإيمانية أقوى من رابطة النسب.
6- وجوب براءة المؤمنين من الكافرين ببغض ما هم عليه من الكفر، مع وجوب معاملتهم بالعدل.
7- بيان أن البراءة من الكافرين لا تعني قطع أرحامهم، وعدم الإحسان إليهم.
م/ن