الطريقة أو الفرقة التي أخدت منها الروحانيات العبرية
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على خير الخلق أجمعين سيدنا محمد الهادي إلى صراط مستقيم و على آله وصحبه أجمعين و لا حوا و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
بالأمس أرسل إلى أحد الأعضاء لن أذكر اسمه رسالة خاصة طرح فيها على سؤال وجيها و دقيقا نسيته سهوا و غفلة عنه، يقول هذا الأخ الكريم في رسالته ما هي تسمية الجماعة التي استطعت اختراق صفوفها بحيث استطعت أن أصل إلى أدق التفاصيل المتعلقة بالروح الجامعة التي يعملون بها مع العلم أن اليهود بخلاء لا يبوحون بأسرارهم إلا للخاصة منهم ؟؟؟ سؤال ممتاز و في محله و درس اليوم كاملا يكون للإجابة على هذا السؤال.
أولا و قبل الخوض في غمار هذا الأمر يجب علي أن أذكر الجميع أن الجزائر قبل الاستقلال كانت تضم حوالي ربع مليون يهودي نزحوا إليها بعد التدمير الثالث للهيكل السليماني على يد القائد الروماني تيطس، فبعد هذا التاريخ و خصوصا بعد تاريخ الشتات أي التاريخ الذي دمر فيه الإمبراطور الروماني أدريانوس (هادريان) الدولة اليهودية عن أخرها و محاها من الخريطة، توجه قسم من اليهود إلى شبه جزيرة العرب و استقروا في المدينة المنورة التي كان اسمها يثرب، و قسم ثاني نزح نحو شمال أفريقيا، و قسم ثالث تشتت في الشام.
الفرقة التي تهمنا نزحت نحو شمال أفريقيا المتكونة من تونس و الجزائر و المملكة المغربية، و سكنت هذه المنطقة من 130 قبل الميلاد حتى يومنا هذا، بالنسبة ليهود الجزائر فلم يبقى منهم إلا 200 شخص بعد الاستقلال بينما كانوا ربع مليون عام 1962 تاريخ استقلال الجزائر.
الآن سنجيب على السؤال المطروح وفق ما هو متوفر لدي من وثائق و أرشيف، فأقول: كانت في الجزائر في الفترة الممتدة بين 600 إلى 1960 جماعة من السحرة اليهود يحملون اسم جماعة الثعبان الأزرق يمارسون الروحانيات العبرية، و يحكمهم سبعة حاخامات يحملون اسم حراس العتبة المقدسة، النوعية التي كانوا يمارسونها من الروحانيات العبرية كانت قوية جدا لأنها كنت عبارة عن مزيج من السحر المصري الفرعوني، و أيضا الكابالا. كانت هذه الجماعة تعيش في الغرب الجزائري و من بين أكبر حاخاماتها عبدول بن بركات و أبراهام بن دان، حسن بن شالوم، شمعون بن داود، إسحاق بن سليمان، و بنيامين لاوي. و قد ترك هؤلاء الحاخامات مخطوطات نادرة جدا و قل نظيرها في الروحانيات.
الطريقة التي أنا بصدد شرحها و كشفها على المنتدى أخذتها من هذه الجماعة، لأنني سبق و أن قلت أخر حاخامات هذه الجماعة اتصل بي عام 1962 و طلب مني مساعدته لمغادرة الجزائر، لأنه كان محكوم عليه من طرف جبهة التحرير الوطني الجزائرية بالإعدام نظرا لمواقفه العلنية المادية للثورة الجزائرية، و بعد أن اتصلت بالرئيس الأسبق للجمهورية الجزائرية المرحوم هواري بومدين الذي كان حينها قائدا لأركان جيش التحرير الوطني الجزائري، و كذا الرفيق المرحوم بن يوسف بن خدة الذي كان رئيسا للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عند الاستقلال، و نظرا لأنني كنت مسئولا كبيرا في الجيش سمح لي بأن أنقله سالما إلى ميناء وهران و أن أتولى شخصا عملية إخراجه من البلاد.
بقي هذا الحاخام مع كل أفراد عائلته عندي في بيتي قرابة الأسبوعان، ثم نقلته أنا شخصيا إلى ميناء وهران، و قمت بعملية تسجيله حتى يغادر الجزائر، و لم أغادر الميناء حتى رأيته بأم عيني يغادر الجزائر على متن سفينة و هو يبكي على ما ترك خلفه.
هذا الحاخام أعطاني حوالي 186 مخطوط و حوالي 300 كتاب قديم جدا متعلق بسحر اليهود،كان من بين هذه المخطوطات و الكتب، مخطوطات أصلية للحاخام عبدول بن بركات.
هذا الأرشيف فتح لي الأبواب على مصرعيه لأدخل الروحانيات العبرية من بابها الواسع، و لو لم أتحصل عليها لما ذهبت بعيدا في هذا الفن الذي صرت أتقنه.
اختلاطي بالفرنسيين الذين يعملون في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية، كان له أيضا دورا كبيرا في إعانتي على فك الكثير من الرموز التي استعملها الحاخام عبدول بن بركات في كتابة مخطوطاته.
إذا اسم هذه الجماعة هو جماعة الثعبان الزرق، و كان رمزهم ثعبان شبيه بثعبان الكوبرا الملكي، و طلسم الاغريغور يضم رسما للكوبرا بالإضافة لجملة تقول: كن صالحا يسخر الله لك الفيالق التسعة من الجان، و إن خنت العهد فقد أوجبت على نفسك اللعنة إلى يوم الدين.
هذه الجملة مكتوبة باللغة اللاتينية القديمة و هي كما يلي:
Amoris cantus sum in pugnae campo hellique calmor in amoris cantus.
حسب الوثائق المتوفرة لدي، تأسست هذه الجماعة في مصر ثم انتقلت مع من هاجر من اليهود إلى الجزائر على وجه الخصوص، و بقيت هذه الجماعة نشطة حتى تعرضت للفناء من 1954 إلى 1960 على يد جبهة التحرير الوطني الجزائرية نظرا للمواقف المعادية لهذه الجماعة التي ناصرت فرنسا و قاتلت جنب إلى جنب معها ضد الجزائريين، فالحاخام الذي أعطاني كل الوثائق و الأرشيف المتعلق بها، كان له ولدان يعملان في الدرك الفرنسي،و كان ابنه الثالث ضابط شرطة، أما هو فقد كان عظوا نشطا في المنظمة المسلحة السرية (منظمة إرهابية أسسها المعمرون الفرنسيون عام 1960 كرد فعل على قبول الحكومة الفرنسية للتفاوض مع الجزائر قصد الاستقلال) هذه المنظمة قامت بعمليات قتل و تصفية جسدية و فجرت الكثير من الأحياء الشعبية التي كانت أهلة بالجزائريين، مما دفع بقيادة الثورة الجزائرية لإصدار قرار أمرت فيه بتصفية كل معمر فرنسي يثبت بصفة أكيدة أنه منتم لهذه المنظمة، و كان من أكبر زعماء هذا التنظيم الفاشي الجنرال سالان قائد القوات المسلحة العام في الجزائر الذي قام بمحاولة انقلابية فاشلة عام 1961 بحيث أعلن الجزائر دولة مستقلة عن فرنسا و يحكمها المعمرون الفرنسيون و من لحق بهم من خونة و يهود.
هذه إذا نبذة مختصرة عن تاريخ هذه الجماعة التي نحن بصدد دراستها و كشف أسرارها الروحانية، و باقي الدروس التي ستنشر ستكون قمة في المستوى بإذن الله عز و جل.
أما الآن فالنقاش مفتوح و من أراد السؤا فليتقدم
بقلم المخلص للجميع محمد الناصر.