صدر مرسوم ملكي روسي إبان الدولة القيصرية قبل الثورة
البلشفية على رجل مقّرب من زوجة الملك بالنفي إلى سيبيريا
وكان مخطوط الحكم كما يلي :
( عفونا مستحيل . يُنفى إلى سيبيريا )
فرفع هذا الرجل شِكايته إلى زوجة الملك لعلّها تصهر جمود رأس
الملك على نار هادئة من عذب الكلام ولطيف التودد !!
لكن كانت النتيجة بالنفي ..
فما كان منها إلا حيلة لطيفة جميلة أنقذت بها حياة رجل ..
ماذا فعلت ؟!
أخذت على حين المرسوم الملكي ولم تُغيّر منه حرفا إنما كان
عملها ( تغيير محل النقطة ) فكان المرسوم كما يلي :
( عفونا . مستحيل يُنفى إلى سيبيريا )
وبالفعل تمّ ما أرادت .. ا.هــ
قد تتكالب الأمور على العبد وتضيق به الظروف ويضيق بها
لكن في وسط لجّة ( الكرب ) وفرط ألمه تجد بين أحرف ( الكرب )
شعاعا من نور وبريقا من الطمأنينة والسكون والأنس تبصره
( رب ) فكأن ( كاف ) الكرب قد كُفتّ بلطف الرب ..
فلا تيأس يا عبد إن كان ( الرب ) يعرفك وتعرفه ..
هذا أول درس الحادثة ..
وثاني درسها الذي نتعلمه أن المؤمن إن لم تُسعفه الهمة إلى
جليل المطالب ونيل المراتب فلا ينتكس عن أن يُغيّر شيئا ولو
بـتغيير ( نقطـــة ) ..
والنية إن كانت لله تعالى صافية فكلمة تخرج من فيك قد يُغيّر
الله بها حياة من حُندس الظلمات .. أو عمل تعلمه يبارك الله فيه
شهورا وسنوات ..
ورأس الأمر أن نبدأ بالتغيير لما يُحبه ويرضاه في أبسط الأمور
حتى نصل إلى عواليها ..
والله الموفق ....