[تعريف مختصر للرقم ستة ]
العدد ستّة
هذا اللفظ ساميّ مشترك :
في اللغة العربية : ستّة .
في العربية الجنوبية السبئية : (سدت) .
في اللغة العبريّة : (شِش) (Shesh) .
في السريانيّة : (Shetta) .
وهذا اللفظ يتفق مع اسم العدد ستّة في بعض اللغات الهندوجرمانيّة ، فهو ، في الفارسيّة (شاش) ، وفي الإنجليزية (Six) ، والفرنسية (سكس) (Six) ، واللفظة نفسها في الألمانية (سيكس) (Sechs) .
وجذر (ستّة) ثنائي : (سد) ، ويتّفق مع الحاميّة . وتعني اللفظة (سد) ، في هذه اللغة ، (ثلاثة) . وعليه ، نعتقد أن لفظ (ستّة) الساميّ مشتق من مضاعفة اللفظ الثنائيّ (سد) ، أي : (سد سد) . ومع مرور الأيام ، تطورت (سد سد) إلى (سدس) بفعل التطور الصّوتي ، عملا بمبدأ الاقتصاد اللغوي . ومن (سدس) جاء اللفظ (ست) .
يعتبر العدد ستّة عدداً نسائياً شكلاً وصوتاً . ففي الشكل يأخذ قالباً ناعماً ملسا، وفي الصوت ، تتطابق اللفظة مع كلمة ( سِكس) التي تعني الجنس . من هنا ، يرمز الستّة إلى الحبّ ، كما يرمز أيضا إلى النّقص ، فهو سبعة ناقص واحد ، فالعدد سبعة رمز الكمال .
العدد ستّة مع العربية ولهجاتها القديمة
ست – ستّة
في الجبالية (ش ت ِ ْ تْ) (شَ تْ) وفي المهرية (هَ ت ِْ ت) (ه ت) وفي نقوش العهد القديم من السبئية (ش د ث ت) (ش د ث) . وفي النقوش السبئية الأحدث عهدا (ش ث ت) (ش ث). ومن المرجح أن العدد ستّة كان ينطق قديما (ش د ث ت) سواء في لهجات الأحقاف أو السبئية ، ولكن الذي حدث لاحقا أن الألسن استثقلت النطق القديم (ش د ث ت) فاستبعدت الدال في مراحل لاحقة فأصبحت الكلمة (ش ث ت) وما أقرب (ش ث ت) من (شُ2 ل×ث ت) التي تعني العدد ثلاثة في العهد السبئي القديم ولهجات العربية القديمة الجبالية والمهرية ، فالعدد ستّة هو ضعف العدد ثلاثة ، وفي مراحل متقدمة استبعدت (الثاء) وحلت بدلا عنها (التاء) وهذا ما نراه في لهجات الأحقاف (ش تْ ت) ، وفي الطور الأخير حلت السين محل الشين فأصبحت (س ت هَ) – ستّة - .
وهناك ملاحظة لابد من الإشارة إليها وهي أن التاء في لفظ {ستّة} يبدو وكأنه دال مدغمة مذكرا بجذوره الأولى ، ويتجلى لنا ذلك واضحا إذا نظرنا إلى ما يتميز به هذا العدد من بين أعداد العربية عند تسمية كسور الأعداد فنقول مثلا (سدُس) ولا نقول (ستُس) وهو ما ميز هذا العدد عن بقية الأعداد ، ولا بد من تعليل ذلك التميز الذي يرجح أنه تأثر بماضي العدد (ستّة) في العهود القديمة حينما كان ينطق (س د ث ت) ، إذ أن الدال استبعدت في نطق العدد ولكنها ظلت مستخدمة في كسور العدد .
العدد ستّة عند المسلمين
في الإسلام ، شروط الصوم ستّة :
1 – البلوغ ، فلا يجب على غير البالغ .
2 – العقل ، فلا يجب على المجنون .
3 – أن يكون سالماً من المرض .
4 – ألّا تكون المرأة حائضاً ولا نفساء .
5 – ألّا يكون مسافراً بسفر يقصّر فيه الصلاة .
6 – أن يكون سالماً من الإغماء الغالب على الحواس .
وفي الإسلام يشترط في وجوب الزكاة أمور ستّة .
1 – البلوغ .
2 – العقل .
3 – الحريّة .
4 – الملكيّة التّامّة .
5 – التّمكّن من التصرّف .
6 – النّصاب .
العدد ستّة عند المسيحيين
اعتبر القديس أغوسطينوس الستّة العدد الأكثر كمالا من بين كل الأعداد الكاملة . ووافقه الفيلسوف فيلون الإسكندريّ فكتب : (كان لا بدّ من عمليّة تنسيق لترتيب الخلق ، والتّنسيق يتطلّب وجود العدد ، ومن بين كل الأعداد ، ليس هناك أفضل من الستّة لتنظيم البنية . إنّه العدد الكامل الأوّل) .
وفي المسيحية ، صلب السيد المسيح في اليوم السادس من الأسبوع ، نهار الجمعة ، وأسلم الروح في الساعة السادسة .
العدد ستّة عند العبرانيين
خلق الرب الإله الكون في ستّة أيام (تكوين 2 : 2) . وفي سِفْر الخروج ، قال الرب الإله لليهود : (ستّة أيام تلتقطون المنّ ، وفي اليوم السابع سبت لا تجدونه فيه) (16 : 26) . وفي سِفْر الملوك الثاني ، (كان كلما خطا حاملو تابوت الرب ستّ خطوات يذبحون ثوراً وكبشاً مسمّناً) (6 : 13) . وجاء في سِفْر الأمثال : (ستّة يبغضها الرب والسابع رجس عنده : العينان المترفّعتان ، واللسان الكاذب ، واليدان السّافكتان الدّم الذكيّ ، والقلب المنشِيء أفكار الإثم ، والرّجلان المُسَارعتان في الجري إلى المساوىء ، وشاهد الزّور الذي ينفث الأكاذيب ، ومُلقي الشّقاق بين الأخوة) (6 : 16 – 18) . ويتألف علم الدّولة الصهيونية من نجمة مسدّسة الأضلع هي نجمة داود وترمز إلى الحكمة الإنسانية .
العدد ستّة في سومر
في ميثولوجيا الخلق السومرية ، تشكو الآلهة من عدم قدرتها على تحصيل قوّتها .
إنكي إله الحكمة التي ترجع إليه الآلهة عموما في حالات الضرورة يغطّ في نومه ، لكنّ نامو المحيط البدني وأمّ الآلهة توقظه من سباته . وعملا بتوجيهات إنكي تقوم نامو ونيماه إلهة الولادة بمساعدة بعض المعبودين في جبل الطين الذي يعلو الّلجّة بإخراج الإنسان إلى الوجود . يقيم إنكي مأدبة للآلهة احتفالا بخلق الإنسان فيفرط إنكي وننما في الشراب ويثملان . تأخذ ننما بعض الطين من سطح الّلجّة وتخلق ستّة أنواع مختلفة من الكائنات البشرية ذات الطبيعة الغريبة ما خلا المرأة العاقر والخصيّ . يحكم إنكي بأن يكون قدَر الخصيّ المثول أمام الملك . وتمضي الميثولوجيا لتصف قيام إنكي بفعل الخلق الثاني فيخلق كائنا بشريّا ضعيف العقل والجسد ، ثم يسأل ننما أن تفعل شيئاً ما يحسّن حال المخلوق البائس ، لكنّها تبدو عاجزة عن القيام بأيّ شيء . فتلعن إنكي لصنعه هذا المخلوق . (منعطف المخيلة البشرية) .
العدد ستّة في بابل
جاء في ملحمة جلجامش أنه كان على البطل جلجامش ، حين وصل إلى الجزيرة حيث عشبة الخلود ، أن يسهر ستّة أيام وستّ ليالٍ ، لكنه لم ينجح ففقد الوصول إلى الخلود .
العدد ستّة في اليونان
تتغنّى الميثولوجيا اليونانية بنشيد بالعدد ستّة رمزا لمبدأ الكائنات الحيّة .
العدد ستّة في روما
كرّس الرومان العدد ستّة للإلهة فينوس (Venus) ، إلهة الحبّ الجسديّ ، وهي تجسّد في علم الفلك العاطفة والحبّ والتناسق والنّعومة والاتجاهات الغريزية .
العدد ستّة في فارس
يعتقد الفرس بوجود ستّ أرواح مقدسة تعمل للخير ، يطلقون عليها اسم (آميشا – سبنتا) (Amesha – Spenta) وهي موضوعة بإمرة آهورا مازدا وهو الذي خلقها . إنها تقمصّات للسّمات والأهداف النبيلة تجسد مزايا آهورا مازدا وتهيمن على الكون المتبدّي ، وعلى الحياة في الأرض . تقابلها ستّ أرواح شرّيرة : أكاماتو شيطان الأفكار السّيّئة ، إندرا يسوق المحكومين إلى جهنّم ، كورو شيطان العنف ، فاهونهايتيا شيطان الكبرياء ، تاورو وزايريكا سيطانا العطش والجوع " معجم الأساطير" .
وجاء في سِِفْر أستير أنه كان يتم تطهير نساء الملك الفارسي ستّة أشهر بزيت المرّ وستّة أشهر بأطياب وأدهان تطهير النساء (2 : 12) . وتقول الميثولوجيا إن الله خلق العالم في ستّ مراحل . وتحتفل فارس بستّة أعياد رئيسة . وتذكر مبادىء المانويّة ستّة فصول في السنة ترمز إلى هذه الأعياد الستّة .
وفي فارس حضّ زرادشت "مؤسّس المجوسية في القرن السادس ق. م." أتباعه على أن يقاتلوا في سبيل الإله الحكيم ، وذلك بإتباع ستّ خصال حميدة هي :
طهارة الفكر والكلمة .
النظافة والبعد عن كل ما هو دنَس .
الإحسان بالفعل والقلب .
الرّفق بالحيوانات النافعة .
القيام بالأعمال النافعة .
مساعدة الذين لا يتيسّر لهم تحصيل التّعليم بتعليمهم .
فالذين يتّبعون هذه التعاليم يمكن أن يوصَفوا بأنهم يسلكون سبيل الإله الواحد الحكيم .
العدد ستّة في الهند
تصوّر الأيقونوغرافيا الإله كومارا (Komara) بستّة وجوه . ويعتبر كارتيكيا (Karttikeya) ربّ الحرب وربّ الشجاعة في ميثولوجيا فيديّة قديمة . فعندما سلّط الشيطان شيفا الوباء على الآلهة ، وُلد ستّة أطفال من لهيب عينه الثّالثة لكي يحاربوه . وفي يوم من الأيام ، قَبَضَ عليهم بارفاتي (Parvati) وعصَرَهم فاختلطت أجسادهم وصارت جسدا واحداً ، لكن
رؤوسهم ضلّت متعدّدة . وفي ميثولوجيا أخرى أنّ كارتيكيا هو ابن آغني وغانغا ، وقد عُرِف باسم شاندا ، ورسمته الأيقونوغرافيا يمتطي طاووساً . وفي الهند ، هناك ستّ طرق موسيقية يمثلها ستّة عباقرة .
وفي البوذيّة ، هناك ستّ حكم : الدين ، العلم ، الواجب ، الحبّ ، الثّروة ، والحريّة .
العدد ستّة في الصين
إنه عدد السماء والأرض ، يرمز إلى توازن الماء والنار . ويقسّم الصّينيّون السنة إلى ستّة فصول ، كل فصل من شهرين .
العدد ستّة في المكسيك
إنه عدد نسائي يرمز إلى الثورات الستّ للقمر ، فيما العدد سبعة ذكوريّ . وينتمي النهار السادس إلى آلهة العواصف والمطر . وهو أيضا يوم الموت ، ويرمز إليه بطائر البوم .
وتَروي قبيلة النافاهو (Navaho) أن أجدادها القدماء كانوا ستّة رجال وستّ نساء خرجوا من الأرض في وسط بحيرة موجودة في وادي مونتيزوما . وعند خروجهم من باطن الأرض كان قد سبقهم إلى سطحها الجُرادة والغُرير . والواقع أنهم عندما وصلوا إلى سطح الأرض وجدوا عليه الحيوانات نفسها التي تسكن اليوم ما عدا الأََيِّل والظّبي اللذين لم يكونا قد خُلقا بعد .
العدد ستّة في أفريقيا
تَعني لفظة إفا (Efa) لدى قبيلة يوروبا (Yoroubas) الأفريقية (ستّة) وتتطابق بأصواتها مع كلمة أخرى تعني (مُرْتَبط) ، فإذا ما أراد شاب أن يعبّر عن حبّه لفتاة من قبيلته ، يُرسِل إليها ستّ أصداف . وإذا هي أرادت أن تستجيب لحبّه ، ترسل إليه ثمانية أصداف ، فالثّمانية في لغتهم ، تتطابق لفظا مع كلمة (مُرْتَبط) .
يتبع