السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اعزائي ادارة واعضاء ورواد وزوار مملكتنا الحبيبة
دعونا ندخل كل في اعماقه لكي نعرف السر العظيم الذي وضعه
الخالق في داخل كل واحد منا ..
اكيد ستتساءلون ماهو السر الذي اقصدة ؟؟
فأقول اليكم هذا الحديث عن نبينا وحبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم
فحديث إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه فابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا. أخرجه ابن ماجه من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وفي إسناده أبو رافع اسمه إسماعيل بن رافع ضعيف متروك كما في الزوائد، وضعفه الألباني، وعند ابن ماجه أيضا الأمر بالتباكي غير مقيد بقراءة القرآن، فروى من حديث الأعمش عن يزيد الرقاشي وهو ضعيف عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، فإن أهل النار يبكون حتى تسيل دموعهم في وجوههم كأنها جداول، حتى تنقطع الدموع فتسيل الدماء فتقرح العيون. فلو أن سفنا أزجيت فيها لجرت.
وهذه الأحاديث وإن كان فيها ما فيها من المقال، لكن البكاء عند قراءة القرآن والبكاء من خشية الله تعالى قد وردت بمدحه النصوص الكثيرة، وكان البكاء من خشية الله تعالى عند ذكره شعار العابدين وطريق الخائفين، ومجاهدة النفس بالتباكي لتحصيل رقة القلب، فيكون البكاء بعد ذلك طبعا لا تطبعا أمرا حسنا محمودا، غير أن ذلك ينبغي أن يكون في الخلوة حذرا من الوقوع في الرياء. ولما ورد في مدح الباكين في الخلوات كقوله صلى الله عليه وسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه.
والدعاء من جملة الذكر، فلو بكى الداعي تضرعا وافتقارا إلى ربه أو تباكى كان ذلك حسنا.
وقد ذكر النووي رحمه الله في التبيان فصلا في البكاء عند قراءة القرآن وبين السبيل الموصلة إلى هذه الفضيلة العظيمة.
: البكاء في حال القراءة هو صفة العارفين وشعار عباد الله الصالحين، قال الله تعالى { ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا } وقد وردت فيه أحاديث كثيرة وآثار السلف. فمن ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم [ اقرؤوا القرآن وابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا ]، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنه صلى بالجماعة الصبح فقرأ سورة يوسف فبكى حتى سالت دموعه على ترقوته وفي رواية : أنه كان في صلاة العشاء فدل على تكرره منه، وفي رواية : أنه بكى حتى سمعوا بكاءه من وراء الصفوف.
وعن أبي رجاء قال: رأيت ابن عباس وتحت عينيه مثل الشراك البالي من الدموع، وعن أبي صالح قال : قدم ناس من أهل اليمن على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فجعلوا يقرؤون ويبكون فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : هكذا كنا، وعن هشام قال : ربما سمعت بكاء محمد بن سيرين في الليل وهو في الصلاة. والآثار في هذا كثيرة لا يمكن حصرها وفيما أشرنا إليه ونبهنا عليه كفاية والله أعلم.
قال الإمام أبو حامد الغزالي : البكاء مستحب مع القراءة وعندها، وطريقه في تحصيله أن يحضر قلبه الحزن بأن يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والمواثيق والعهود ثم يتأمل تقصيره في ذلك فإن لم يحضره حزن وبكاء يحضر الخواص فليبك على فقد ذلك فإنه من أعظم المصائب. (الله اعلم )
......................................
نرجع لموضوعنا بعد هذا الشرح ونريد ان نعرف ونجعل كل منا يبحث في اعماقه
عن السر وماهي السورة او الآية التي تجعله ملء بالخشوع وتفيض عيونه بالدموع
ولماذا لانستقل هذا السر الذي وهبنا اياه رب الارباب ومذلل الصعاب ؟؟
نقراء الاية او السورة التي تبكينا على الدوام لكي تجعل الرق والخشوع فينا وفي قلوبنا
ونكون من الذين فاضت اعينهم من خشية الله
انا عن نفسي فما تفيض اعيني هي الأيات
بسم الله الرحمن الرحيم
طه
مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى
إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى
تَنزِيلا مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى
الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى
وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى
اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى
وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى
إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى
فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى
إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى
وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى
إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي
إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى
(صدق الله العظيم)
فماذا عنكم انتم ؟؟