[}{] ما الفرق بين أسرار القران وخدام القرآن والجن [}{]
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الانبياء والمرسلين:
يخلط اغلب الاخوة بين اسرار القران وبين خدام القران ؟
؟ وهذا ما لاحظته من خلال اطلاعي على الكثير من المواقع فالكثيرون
يظنون بان اسرار القران هي نفسها خدام القران الكريم وهذ
من اكبر واكثر الاخطاء التي يقع فيها من لم يرزقه الله القلب السليم لفهم
هذه المعادلة وفي الحقيقة بين الامرين خيط رفيع لا يستطيع تمييزه الا من استطاع ان يفهم المعادلة الربانية والاسرار الربانية التي تلف خلق العالم
اقوم اليوم بشرح بسيط ومبسط عن هذه المعادلة للتفريق بين اسرار القران الكريم وخدامه راجيا من الله تعالى ان يلهمني الصواب في شرح هذا الامر .
لقد خلق الله العالم في نظام دقيق لا يستطيع العقل استيعابه عند التفكر فيه ويقف عاجزا عن فهم هذه الاسرار التي تلفه فلذلك اغلب الناس يوقف عقله عن التفكير وعينه عن الرؤيا ويقوم برفض كل ما لا يستطيع عقله الاحاطة به فيتهم هذا بالكذب وذاك بالشعوذة والدجل ويقف حائرا في دخيلة نفسه في تفسير هذه المعادلات وهذه الامور لذلك فمن الاسهل له ان يقوم بنفي ما يجده امامه مع انه في داخله يعلم بان هناك الكثير من الاسرار التي تلف هذا العالم ولكن لكي لا يظهر بمظهر الغبي والغير قادر على الفهم والاستيعاب فانه يرفض حتى الامور التي يشاهدها بام عينه وهذا هو عين الغباء لانه لا يستطيع سوى النظر بعين بصره التي لا تستطيع الاحاطة بكل شئ وانما من اراد الاحاطة بكل شئ عليه النظر بعين بصيرته وليس بعين بصره الضعيف
لقد سبق وقلنا بان الله تعالى قد خلق هذا الكون في نظام دقيق وجعل لكل شئ سببا حتى يتوافق هذا النظام مع عقل الانسان الذي لا يستطيع الاحاطة بكل شئ وحتى لا يقف الانسان عاجزا ولا يتعود التواكل في الامور لذلك خلق الله لكل شئ سببا فالواحد زائد واحد يساوي الاثنان وبهذه الطريقة لم يبقى للانسان حجة لان الله تعالى قد منحه نعمة العقل وبهذا العقل يستطيع الاحاطة بالاسباب فلن يستطيع الانسان ان يقول:
يا رب منحتني العقل ولكني لم استطع استعماله لانك لم تمنحنا نظاما يمكن لهذا العقل الالمام به؟
فلذلك ومن اجل تنفيذ هذا النظام جعل الله الملائكة والجن والليل والنهار والشمس والقمر والرياح والعواصف وكل ما هو موجود في هذه الحياة لتنفيذ هذا النظام الدقيق والاخذ بالاسباب وحتى الانسان ايضا يستطيع ان يفهمه وياخذ بالاسباب لان الانسان مؤاخذ بعمله فلو كان الكون فوضويا لما كان الانسان مؤاخذا بالعمل ولكن حاشا لله من ان يكون النظام فوضويا بل انه خلق في ابدع صنعة سبحانه وتعالى عما يصفون
وكذلك جعل الخير والشر في هذا العالم وبين له طريق الخير وطريق الشر وهداه الى طريق الخير وبين له عقاب الشر وذلك من خلال الانبياء والرسل الذين ارسلهم الى العالم يهدون الى طريق الخير والخلاص والنجاة من النارووعده بجنة عرضها السموات والارض ان هو استجاب له وعمل بتعاليمه وراعى ذمة الله تعالى في خلقه وفي نفسه قبل الخلق
ولنضرب مثالا يقرب الانسان من الفهم ناخذ حالة الانسان عندما يكون على الفطرة:
يكون الانسان في هذه الحالة محاطا بهالة نورانية من الله تعالى تمنع عنه كيد الشياطين والجن فان هو راعى الله تعالى في تعاليمه دامت هذه الهالة النورانية التي تحيط به وما هذه الهالة النورنية التي تحيط به الا اسرار التعاليم الالهية التي يلتزم بها واسرار الايات القرانية التي يقوم بقراءتها واسرار الصلوات التي يقوم بتاديتها واسرار اعماله الخيرة باجتنابه المحرمات وما نهى الله عنه على لسان انبياءه ورسوله فهذه هي الاسرار التي تحتويها اعماله وفرائضه وسننه وقراءاته واعمال الخير التي يقوم بها فالاعمال والاوامر التي امر الله بها على لسان انبيائه ما هي الا اسرار
صحيح انها بالنسبة الينا هي كلمات نتبعها ونحافظ عليها ولكن في الحقيقة هي اسرار حية متجسدة ولكن الانسان لا يستطيع ان يراها وانما يرى تاثيرها فقط في حياته وهذا هو معنى قول الله تعالى بان له نورا يمشي به على الارض وهذا هو معنى قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ان المؤمن ينظر بنور الله تعالى
لذلك باتباعه هذه التعاليم فان الله تعالى قد فرض في هذا النظام على هذه الاسرار ان تحرسه من كل شر من قبل الجن او الشياطين او غيرها من الامور والاخطار الاخرى
وعندما يبدا الانسان في المعاصي فان هذه الهالة النورانية التي تحيط بالانسان تبدا في الاختفاء تدريجيا وحسب الذنوب والمعاصي المرتكبة فكلما دخلت الى القلب نقطة سوداء ومحيت نقطة بيضاء ضعف تاثير هذه الهالة النورانية في حياة الانسان وقلت حمايتها له حتى ياتي على الانسان يطبع قلبه بالسواد لكثرة المعاصي والذنوب التي يرتكبها فتختفي هذه الهالة النورانية التي كانت تحيط بها وتحيد به بدلا منها هالة سوداء تجتذب كل شيطان وجن وغيرها من الامور الاخرى السيئة وهذا ايضا بنظام من الله تعالى الذي جعله في الخلق والعالم مما يترك الانسان عرضة للاصابة بالامراض الروحية والقلق النفسي ولا تعود تؤثر فيه التعاليم ولا ينفع معه الكلام ويترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعود المعصية امامه طبيعية بل لا يعود قلبه يخاف المعصية لانه قد طبع بهالة سوداء
وهذه الاسرار وهؤلاء الخدام هم امر الله تعالى في هذا العالم والخلق اجمعين وهذا هو المبدا الذي خلق به العالم وهذا هو المبدا الذي يعالج به بالقران الكريم وهذا هو المبدا الذي يستخدمه الساحر لتنفيذ سحره على الناس
فالمعالج بالقران يفهم هذه الاسرار ويوظف الايات المناسبة بعد تحديد الاعراض لتخليص الانسان من هذه الهالة السوداء التي احاطت به واما الساحر فانه يستخدم هذه الهالة السوداء في خدمته وخدمة اغراضه الشريرة ولتنفيذ ماربه التي يريد
ان كلمات وحروف القران الكريم بالنسبة الينا لا تجسد لنا سوى ما هي عليه من حالتها اي مجرد كلمات ولكنها في الحقيقة هي نورانية حية وكل حرف له تاثير نوراني محدد واجتماع هذه الحروف مع بعضها البعض ايضا له تجسد بروحانية ونورانية محددة بينما نحن ننظر اليها بعين البصر ولا نجدها سوى كلمات واحرف فقط ولكل نورانية مقابل من الجن والخدام بامر الله تعالى فان تمسك الانسان بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها والتزم بالقران الكريم وتعاليمه فان هذه النورانية هي التي تكون معه وتحفظه من الخدام والشياطين وغيرها من الامور اما ان ابتعد عن هذه التعاليم فان الخدام هم الذين يؤثرون فيه وهم يبداون في لعب دورهم معه وثاثيرهم عليه وهؤلاء الخدام لهم خدام من الجن العاديين بالاضافة الى ملوك وعشائر الجن الذين ياتمرون بامرهم فلذلك نجد في بعض الكتب بان اليوم الفلاني هو للملك الفلاني اي من خدام الجن الذي يقوم بتفيذ مشيئة الله في خلقه بموجب هذا النظام
وكمثال اخر على هذه الحالة نقوم بعرض مبسط لامر اخر:
لقد خلق الله تعالى سبع سموات وايضا سبع طبقات من الارض فعندما ننظر الى الانسان نجد انه محاط بسبع مدارات علوية وسبع مدارات سفلية فالمدارات العلوية هي للملائكة العلويين الموكلون به والسبع مدارات السفلية هي لملوك الجان والخدام الموكلون به من السفليين فعندما يكون الانسان في حالة من الايمان تكون المدرارات العلوية هي اقرب اليه من المدارات السفلية لذلك ترى الانسان رحمانيا ومحاطا بتلك الهالة النورانية اما عند ارتكاب الذنوب والمعاصي فان المدارات السفلية هي التي تكون اقرب اليه من المدرات العلوية لذلك تجد قلب الانسان قاسيا ومطبوعا بطبعة سوداء وترى اخلاقه اقرب الى الكفر منها الى الايمان
لن نتوسع في شرح الامر اكثر من ذلك لان عقل الانسان غير قادر على استيعاب الكثير من هذا النظام وما ذكرناه هنا هو للاشارة فقط العلم بالشئ وليس للاستعمال وانما ذكرناه من اجل التقريب للفهم ومحاولة لايصال هذا الفهم الى من لم يرزقه الله تعالى فهم هذا النظام وهذه الحالة
ارجو من الله تعالى ان اكون قد وفقت في ايصال الفكرة الى الجميع وان تكون مبسطة لكي يفهمها الجميع ولكن هذا ابسط شرح استطعت ان اقوم به لتقريب الامر الى الفهم والذهن والعقل ومع ذلك رب قائل:
ما هذا الكلام
لان الله تعالى لم يرزقه سوى النظر بعين بصره فقط ومن اراد الفهم فلا يجعل نظره مقياسا للاشياء وانما ليجعل عين بصيرته هي المقياس0
منقول
____________