بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
امراض عضوية يتسبب فيها الجن
وهناك أمراض عضوية يتسبب فيها الجن، ولا صلة للأطباء في علاجها، ولن يستطيعوا أن يصلوا إلى علاجها مهما أوتوا من علم ومهما اعتمدوا على تقنيات رفيعة المستوى، وسيظلون يدورون في فلك الأبحاث والدراسات ولن يصلوا في النهاية إلا إلى اتساع هوة البحث عليهم، كمرض السرطان، وتصلب الشرايين، وبعض حالات العقم، فقد صح أن الجن قد تصيب الإنسان بالأمراض القاتلة ومنها الطاعون والاستحاضة (النزيف)، وهما نوعين من أنواع الأمراض منهما ما هو مرض عضوي مختص بعرق في الرحم، وهو عضو من أعضاء الجسد، والطاعون هو داء من الأدواء التي تصيب أحد وظائف الجسد الطبيعية، وليس مجرد عطب في أحد أعضائه، فهو له القدرة على إفساد الأعضاء البشرية ووظيفتها.
فعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فناء أمتي بالطعن والطاعون)، فقيل يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال: (وخز أعدائكم من الجن، وفي كل شهداء)،( ) وهذا الطاعون داء من الأدواء التي تصيب الإنسان وعن عائشة مرفوعًا: (الطاعون شهادة لأمتي، وخز أعدائكم من الجن، غدة كغدة الإبل، تخرج بالآباط والمراقِّ، من مات فيه مات شهيدًا، ومن أقام فيه [كان] كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه كان كالفار من زحف). (المراقِّ): ما سفل من البطن فما تحته من المواضع التي ترق الجلود. وعن عبد الله بن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الطاعون فقال: (وخز من أعدائكم من الجن، وهي شهادة المسلم.
قال الشبلي: روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي موسى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فناء أمتي بالطعن والطاعون)، فقيل يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه فما الطاعون؟ قال: (وخز إخوانكم من الجن، وفي كل شهادة) ورواه ابن أبي الدنيا في كتاب الطواعين، وقال فيه وخز أعدائكم من الجن، ولا تنافي بين اللفظين لأن الأخوة في الدين لا تنافي العداوة لأن عداوة الإنس والجن بالطبع، وإن كانوا مؤمنين فالعداوة موجودة. قال ابن الأثير: الوخز طعن ليس بنافذ، والشيطان له ركض وهمز ونفث ونفخ ووخز، قال الجوهري: الركض تحريك الرجل، ومنه قوله تعالى: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ)، وفي حديث المستحاضة (هي ركضة من الشيطان) يريد الدفعة والهمز شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل، وقد نفث الراقي ينفث وينفث والنفخ معروف، والوخز الطعن بالرمح وغيره لا يكون نافذًا قال الزمخشري يسمون الطاعون رماح الجن.
قال تعالى: (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ] يوسف: 84. [
قال تعالى: (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [المجادلة: 10.[
قال تعالى: (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ) [البقرة: 275[
قال تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّى مَسَّنِىَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ) [ص: 41[