بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أعتراف الأنسان بظلم نفسة!!!
الداعي واعترافه بظلمه لنفسه وهو بين يدي ربه من ركائز الدعاء,
يؤكد ذلك الدكتور مبروك عطية ـ أستاذ بجامعة الأزهر
ـ مضيفا أن المولي عز وجل قال في سورة الأعراف:( قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين), وقد قال كثير من المفسرين: إن هذه الآية هي الكلمات التي تلقاها آدم عليه السلام من ربه فتاب عليه, فانظر كيف حملت هذه الدعامة التي يرتكز عليها الدعاء المستجاب وهي قول آدم وزوجته:( ظلمنا أنفسنا), وكذلك قول الله تعالي في سورة الأنبياء:( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادي في الظلمات ألا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين), وهنا نقول لمن يخاطب ربه تعالي بما لا يليق: يا رب ماذا فعلت لكي تبتليني بكذا وكذا, أو يشكو ربه إلي عباده فيقول: كلما خرجت من ابتلاء دخلت في ابتلاء جديد مع أنني أصلي وأتصدق وأعتمر وأقرأ القرآن, ولم أفعل يوما في حياتي شيئا يغضب الله: نقول لهذا الإنسان إن ما قلته يغضب الله فقد زكيت نفسك وادعيت الكمال حيث لا كمال لبشر إلا من عصم الله من الرسل,وقد رأيت المعصومين المرسلين يقولون: ظلمنا أنفسنا, فهل تري نفسك فوقهم أو أكمل منهم والعياذ بالله؟! ويضيف الدكتور مبروك عطية, أن الإنسان الذي يتهم نفسه بالظلم بين يدي ربه قد هدي إلي معني التسبيح الصحيح, لأن معني التسبيح أن تنزه الله تعالي عن كل نقص لا يليق بذاته المقدسة, وذلك في حد ذاته دعامه أخري تضاف إلي اتهام النفس بالظلم ليتحقق المعني كاملا, ويصبح الدعاء مستجابا بإذن الله.