كشف سر مسمر للمرة الأولى في تاريخ العالم
حينما كان مسمر يمارس تجاربه لم يكن في العالم كهرباء, ونما كانت تجاربها في اولى خطواتها كما ذكرنا في البحث الاول, وقد كان مسمر منوماً مغنطيسياً قوياً, ولكنه اضاف إلى قوته قوة عظمى وهي(قوة سريان الكهرباء الحقيقية المجهولة في ذلك الوقت –في اجساد المرضى وما ينتج عنها من الايمان القوي).
ذلك أن الاناء الخفي والمواد الكيميائية العجيبة التي كان يعتقد أو يدعي انه يمغطسها بالسحبات كانت كالاتي:
1. كبريت وبتسخين الكبريت بالنار يتبخر, فاذا تساقط بخاره في الماء لتقله ذاب فيه بسهولة تامة وتنتج من ذلك حامض الكبريتوز, ويتعرض حامض الكبريتوز للهواء الجوي يتأكسد إلى كبريتيك وذلك طبقاً للمعادلات الاتية:
So2 + H2o = H2so4 + 2h2so4 + O2 = 2h2so4
وهذا الخير هو حامض الكبريتيك ويكون ممتزجاً بالكبيتوز.
2. ما حسبه المشاهدون قطعاً من الزجاج كما وصفه اسكندر دوماس في رواية عقد الملكة وغيره وحسبه بعضهم منجنيز لم يكن سوح الزاج الاخضر المائي أو التوتيا, و الطريقة التي استعملها مسمر هي طريقة الالكيميا التي استعملها العرب لصنع حامض الكبريتيك ولا ينس القارئ أن جارب مسمر كانت حول عام 1780, والطريقة هي:
بتسخين التوتيا أو الزاج الاخضر المتبلور, أو سلفات الحديد ورفىالماء وكلهااسماء لمسمى واحد يحدث:
Fe So4 7h2o = Feso4 H2o + 6h2o
2feso4h2o = Fe2o3 + So2 + So3 + 2h2o
So3 + H2o = H2so4
وهو حامض الكبريتيك وبالنسبة لان الطريقة بدائية وقابلة للخطأ يبنتج غالباً مزيج مخفف من حمض الكبريتوز وكلاهما يفي بالغرض هنا, فاذا وضعنا هذا الحامض في اناء من النحاس ووضعنا فيه أي فلز اخر أي معدن وقد كان حسب وصف الشهود قطعة من الكربون, أي الفحم تكون عمود من الاعمدة الكهربائية يكون فيه اناء الناحس قطباً والفحم قطباً اخر, فلو امتد سلك من احدهما وسلك من الثاني وامسك بالموجب احد المرضى وبالسالب مريض اخر وامسك كل منهما بيد الاخر تمت الدائرة الكهربائية وسرى فيهما تيار كهربائي تختلف قوته حسب حجم المور واحدث دهشة عظمى في الوقت الذي لم تكن الكهرباء قد عرفت فيه إلا لخواص العلماء يتخبطون في تفهمها, وكان مسمر على ما يظهر بجلاء لا يعرف أن الحامض المخفف يفي بالغرض بل كان يحب أن الكهرباء تتولد من عملية تحويل الكبريت أو الزاج الاخضر إلى حامض, وكان يجري تجارب اخرى محونة بالاخطاء والزيدات يختلف معه التيار الحادث ضعفاً وقوة واستمرار وتقطعاً.
ومن المراجع المختلفة الي ذكرت مسمر ندرك ايضا بسهولة تامة نه اجرى تجارب كثييرة لاستنباط الكهرباء بغير وجو سوائل في التجربة, اي بغير احمض في حالة السيولة وهو يسمى الان العمود الجاف مثل بطارية الجيب, وغيرها, وساذكر للقارئ انواعا منها تنطبق على المظظاهر المسمرية, ومادمت قد كشفت سره فلم يعد في الامر اية صعوبة لان الطالب الصغير في السنو الاولى الثانوية يمكنه ان يدرك بسهولة هذا الباب البدائي في علم الكهرباء بينما عجز الكيميائي العالم الكبير لافوازييه والعالم فرانكلين عن فهمها وهي تحت باصارهما, لان الكهرباء لم تكن قد عرفت على حقيقتها.
اما الاعمدة الجافة وهي كما بينت الان مسالة تافهة في عصصرنا فيمكن صنعها بقطعة من الكربونظو اي الفحم تصبح موجباً تحاط بعجينة من ثاني اوكسيد المنجنيز لمنع الاستقطاب ولم تعرف هذه العجينة الا في العصور الحديثة, وبفيرها يحدث التيار لوكنه يضعف ثم ينقطع, وهذا لا يؤثر على تجارب مسمر لانه لم يكن يحتاج الى التيار الا زمناً قصيراً, و اما بقية تركيب العجينة فهو كربون مسحوق, وملح النشادر وفحم الخشب والدقيق العادي و المصيص المعروف باسم جبس باريس ثم يوضع الجميع في غلاف من الخارصين, اي الزنك يصبح قطباً سالباً.
ويمكن احداث تيار كهربائي بطريقة ابسط من هذه لا ريب بان مسمر كان يستخدمها, فمن المعروف ان المعادن المختلفة اذا وصل بينها بحامض احدثت تياراً كهربائياً فاذا وضعنا لباداً مبللاً بحامض بين قطع من معادن مختلفة مثل النحاس و الزنك بالتبادال واوصلنا باخر قطعة من النحاس سلكاً وباخر قطعة من الزنك سلكاً اخر اصبح السلكان قطبين اذا امسك شخص باحد السلكين بيمينه وبالاخر بيساره اقفلت الدائرة وسرى التيار.
ولا يحسب القارئ ان مسمر كان دجالاً مشعوذاً ولكننا نلخص الموضوع كما ياتي:
1- اغلب الظن ان مسمر كان يعتقد ام الكهرباء تتولد من العمليات الكيميائية نفسها التي كان يقوم بها لتوليد الحامض وانها من الخواص المغنطيسية للمواد التي كان يستعملها وهذه تكاد تكون الجحقيقة من الوجهة المنطقية.
2- لم تكن الكهرباء معروفة معرفة صحيحة على الإطلاق وقد كان مسمر بعتقد أن تاثير الكهرباء ليس إلا فعل السيال المغنطيسي الذي يملا الكون ولا يخلو منه مكان وهذا ايضا حقيقي منطقيا لان الكهرباء الصناعية ماخوذة طبعا من الكهرباء الكونية, أي كهرباء الذرة الموجود في كل مكان.
3- كان يقوم بعمل السحبات المغنطيسية والقاء الايحاءات القوية, وكان هو نفسه ذا تاثير مغنطيسي عظيم القوة, وهذه العوامل اهم في العلاج من الكهرباء, ونحن في العصور الحديثة نفسل فشلاً تاما في علاج الامراض النفسية بالاجهظة الكهربائية الهائلة المتعددة التي بين ايدينا, وننجح نجاحا يشبه المعجزات في العلاج بالإيحاء والتنويم المغنطيسي, ولو اننا نمتاز باستخدام التحليل النفساني والطب الحديث, وميزة اخرى ذات اهمية رئيسية, وهي التفريق بين الحالات المرضية و اسبابها وطرق علاجها.
4- لم يمكن امن نحدد بالضبط الوقت الذي كان مسمر يمارس فيه استخدام الاعمدة و الوقت الذي نجحت فيه تجارب استنباط التيار من العمود ولكن الأمر لا يعدو احتمالين:
أ- أن مسمر استنبط الاعمدة الكهربائية بنفسه من المباحث التي كانت تنشر في ذلك الوقت في ايطاليا وهي مباحث تمهيدية لاختراع الاعمدة.
ب- أنها – أي الاعمدة – كانت حديثة الاختراع وكان صنعها مشحوناً بالاخطاء والاوهام بحيث تعتبر تجارب مسمر تجارب اساسية فيها.
5- نجح مسمر نجاحاً تاما كاملا لا ريب فيه في شفاء حالات عديدة جداً عجز عنه الطب وسرت انباؤه في مشارق الارض ومغاربها.