بسم الله والحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي سيدنا محمد الصادق الوعد الامين اللهم اخرجنا من ظلمات الجهل الي انوار المعرفة و العلم , و من وحول الشهوات الي جنات القربات ..
ايها الاخوة الكرام مع درس جديد من دروس اسماء الله الحسني و في هذا الدرس نتحدث بشكل عام عمن كان في اسماء الله الحسني في الدعوة الي الله .
بادئ ذي بدء لقد اودع الله في الانسان قوة ادراكية و ميزه بهذه القوة عن بقية المخلوقات هذه القوة الادراكية تستلزم طلب الحقيقة فقد خلق الله حاجة عليا للمعرفة و ما لم تلبي هذه الحاجة العليا و مالم يبحث الانسان عن الحقيقة ومالم يبحث عن سر وجوده فقد هبط عن مستوى انسانيته .
و هناك حاجات سفلي و حاجات دنيا و هناك حاجات عليا مقدسة فالله سبحانه و تعالي اودع في الانسان هذه القوي كي تلبي لذلك الانسان الذي يبحث عن الحقيقة و الذي يتعرف الي سر وجوده و الي غاية وجوده لعله اقترب من ان يؤكد ذاته و يحقق وجوده في الارض .
و اصل الدين معرفة الله و فضل معرفة الله علي معرفة خلقة كفضل الله علي خلقه كم هي المسافة كبيرة جدا من ان تعرف شئ من خلق الله و من ان تعرف خالق السماوات و الارض فالمسافة كبيرة جدا ففضل كلام الله علي خلقه كفضل الله علي خلقه و الان فضل معرفة الله علي معرفة خلقه كفضل الله علي خلقه فلذلك ما المعرفة تحذوعلي ان نعرف الله " يا ابن ادم اطلبني تجدني فاذا وجدتني وجدت كل شئ و ان فتك فاتك كل شئ و انا احب اليك من كل شئ "
ايها الاخوة الكرام لو ان طفل صغير قال: معي مبلغ عظيم كم نقدر هذا المبلغ ؟ نقدره بمأتي ليرة مثلا .
اما اذا قال مسئول كبير في دولة عظمي اعددنا مبلغا عظيما لهذه المهمة كم نقدر هذا المبلغ ؟ بمأتي مليار ، الكلمة نفسها قالها طفل فقدرناها برقم و قالها انسان اخر فقدرناها برقم ، فاذا قال الله تعالي خالق السماوات و الارض " وعلمك ما لم تكن تعلم و كان فضل الله عليك عظيما " لذلك لا شئ يعلو علي مرتبة العلم ، اذا أردت الدينا فعليك بالعلم و اذا اردت بالاخرة فعليك بالعلم و اذا اردتهما معا فعليك بالعلم و العلم لا يعطيك بعضه الا اذا اعطيته كلك فاذا اعطيته بعضك لم يعطك شئ و يظل المرء عالما ما طلب العلم فان ظن انه عالما فقد جهل وبالمناسبة طالب العلم يؤثر الاخرة علي الدنيا فيربحهما معا ، بينما الجاهل يؤثر الدنيا علي الاخرة فيخسرهما معا .
ايها الاخوة النقطة بالاسلام دقيقة جدا يمكن ان تتعرف الي الله و يمكن ان تضعف معرفتك بالله و تتعرف الي امره ونهيه و لكن الحقيقة الصارخة انك اذا عرفت الامرة فان عرفت الامر تفانيت في طاعة الآمر ، بينما اذا عرفت الامر و لم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الامر ، و كاني و ضعت يدي علي مشكلة العالم الاسلامي الاولي ، الصحابة الكرام قلة وصلت راياتهم الي اخر الدنيا لانهم عرفوا الله و حينما اكتفينا بمعرفة امره و لم نصل الي معرفته كما ترون علي العالم الاسلامي ، والله عزوجل يقول " وعد الله الذين آمنوا ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني " كما في الاية الكريمة و الواقع المر لسنا مستخلفين و لسنا امنون و الكرة في ملعبنا لانه " خلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة و اتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " اذا الفرق الواضح بين الصحابة الكرام الذين عرفوا الله و طبقوا منهجه فاستحقوا وعد الله عزوجل ، كما تعلمون جميعا زوال الكون اهون علي الله من ان يحقق وعوده للمؤمنين ، علي كل قضية العلم واسعة جدا و قال بعض العلماء هناك علم بخلقه و العلم وصف ما هو كائن اي هناك ظواهر فلكية علم فلك و ظواهر فيزيائية علم الفيزياء و ظواهر كيمائية علم الكيمياء و ظواهر نفسية علم النفس و ظواهر اجتماعية علم الاجتماع فالعلم مختص بما هو كائن و هو علاقة مقطوع بها ما هو بين متغيرين تطابق الواقع و عليها دليل .
هذا هو العلم ، لكن هناك شئ اخر هناك علم بامره اي هناك من اختصاصه الجامعات في العالم اي جامعة تذهب اليها او كليات للعلوم و الطب و الهندسة و الصيدلة و ما الي ذلك هذا علم بخلقه و العلم بخلقه اصل صلاح الدنيا و المسلمون مفروض عليهم فرضا كفائيا ان يتعلموا هذه العلوم كي يكونوا اقوياء لذلك العلم بخلق الله اصلا في صلاح الدنيا اما العلم بامره اصل في العبادة " و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون" و العبادة طاعة طوعية من محبة قلبية اساسها معرفة يقينية تؤدي الي سعادة ابدية ففي هذا التعريف الدقيق طاعة طوعية من محبة قلبية اساسها معرفة يقينية تؤدي الي سعادة ابدية هذا التعريف فيه كليات ثلاث كلية معرفية و كلية سلوكية و كلية جمالية و الكلية السلوكية هي الاصل و ما لم يستقم المسلم علي امر الله لا يستطيع ان يقف علي الدين شيئا و الكلية السلوكية المؤمن مؤيد و في حياته قيم و عنده فرض و واجب و سنة مؤكدة و مباح و مكروه تنزيه و تحريم و عنده حرام .
و بالمناسبة العبادة واسعة جدا هناك عبادة شعائرية و هناك عبادة تعاملية و العبادات الشعائرية و منها الصلاة و الصوم لا تصح و لا تقبل الا اذا صحت العبادة التعاملية لذلك يقول العلماء " ترك درهم من حرام خير من ثمانين حجة بعد الاسلام " ، وقد ورد في بعض الاحاديث الشريفة " و الله لان امشي مع اخي في حاجته خير لي من صيام شهر واعتكافه في مسجدي هذا، "
اذا هناك علم في خلق الله والمسلمون مدعون الي هذا العلم و فيه الفرض الكفائي اي اذا قام به مجموعة سقط عن الاخرين و هو في صلاح الدنيا انما العلم بامره ان تعرف الحلال و الحرام و احكام التعامل اليومي و هذا كلها من احكام الفقة و لابد ان يعرفها الانسان لتاتي حركته في الحياة متطابقة اليها انك من بالاستقامة تسلم لانك تطبق تعليمات الخالق و ما من جهة في الكون الا ان تتبع تعليماتها الا الجهة الصانعة لانها الجهة الخبيرة وحدها " و لا ينبئك مثل خبير" .
العلم بامره فرض عين علي كل مسلم و العلم بخلقه فرض كفائي اذا قام به البعض سقط عن الكل بينما العلم بامره فرض عيني علي كل مسلم ، من اجل ان تعبده لابد ان تعرف امره و نهيه فعلم بخلقه من اجل صلاح الدنيا و علم بامره من اجل قبول العبادة لكن علم به ، العلم بامره وبخلقه يحتاج الي مدارسة و مدرس و كتاب و وقت و مذاكرة و مراجعة و اداء امتحان ، و لكن العلم به يحتاج الي مجاهدة قالوا جاهد تشاهد و انت حينما تلتهم و تاتي حركت مطابقة في الحياة لمنهج الله عزوجل عندها يتفضل الله تعالي علينا جميعا و يمنحنا من معرفته جل جلاله ، فالعلم به يحتاج الي مجاهدة بقدر ما تضبط تضرعات و بيتك و عملك بقدر ما يتفضل الله عليك ان يمنحك شئ من معرفته في الحقيقة نحن امام معرفته في طرق ثلاث اولا بند اياته الكونية " ان في خلق السماوات و الارض و اختلاف الليل و النهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما و قعودا و يذكرون الله علي جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات و الارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار " لذلك من اجل ان نعرف الله لابد ان نتفكر في مخلوقاته لان المؤمن يتفكر في خلق السماوات و الارض تفكر مستمر و الفعل المضارع يدل علي الاستمرار فمن اجل ان اعبد الله لابد ان اتفكر في مخلوقاته و هذا الكون ايها الاخوة ينطق بوجود الله ووحدانيته و كماله و قد قيل الكون قران صامت ، و القران كون ناطق ، و النبي عليه الصلاة و السلام قران يمشي ، اول شئ هناك ايات كوينة تحتاج الي تفكر و هذا طريق امن لان كل ما في الكون يعد مظهر لاسماء الله الحسني تري في الكون رحمة فالله رحيم ، وتري في الكون قوة فالله قوة و تري في الكون غني الله غني ، فكان الكون مظهر لايات الله الحسني و صفاته العلا و التفكر في خلق السماوات و الارض طريق الي الله ، اخوتنا الكرام بربكم ان قرات اية فيها امر تقتضي هذه الاية ان تاتمر و ان قرات اية فيها نهي تقتضي هذه الاية ان تنتهي و ان قرات اية فيها وصف لحال اهل الجنة تقتضي هذه الاية ان تسعي الي دخول الجنة و ان قرات اية فيها وصف لحال اهل النار تقتضي هذه ان تتقي النار ولو بشق تمرة و ان قرات قصة اقوام سابقين دمرهم الله عزوجل تقضي هذه الاية ان نبعتد عن كل عمل يعمله كل هؤلاء الان السؤال واذا قرات اية فيها اشارة الي الكون و الي خلق الانسان ماذا تقضتي هذه الاية ؟ تقضي ان تتفكر في خلق السماوات و الارض اخوتنا الكرام 1300 اية في االقران الكريم تتحدث عن الكون و خلق الانسان و اردد " ان في خلق السماوات و الارض و اختلاف الليل و النهار لايات لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما و قعودا و علي جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات و الارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار " هذا الفريق سلك الطريق السالك الامن و مثمر و فيه طريق اخر " قل سيروا في الارض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكذبين " و هو ان تنظر في افعاله ، الله عزوجل فعال لما يريد و افعاله متعلقة بالحكمة المطلقة و قد قال بعض العلماء كل شئ وقع اراده الله و كل شئ اراده الله وقع و ارادة الله المتعلقة بالحكمة المطلقة و الحكمة المطلقة متعلقة بالخير المطلق و طريق التفكر في افعاله او اياته التكوينينة و هناك ايات تكوينية و هناك ايات قرانية ، و طريقة معرفة الله التفكر في اياته الكونية و خلقه و النظر في اياته التكوينية افعاله ثم تدبر اياته التكوينية يا ابن ادم اطلبني تجدني فاذا وجدتني وجدت كل شئ و ان فتك فاتك كل شئ و انا احب اليك من كل شئ فلو شاهدت عيناك من حسني لما وليت عنه لغيرنا و لو سمعت اذناك حسن خطابنا خلعت عنك ثياب العجب و جئتنا و ولو ذقت من طعم المحبة ذرة
منقول