بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الأنسان روح لا جسد
الأنسان يحيافى حياة ظاهرها مادية حسب ما يحس به بواسطة حواسه الخمس الموجوده فى جسده والتى بواسطتها يتعامل مع الحياة ولكن الدين يعلمنا بأن هناك غيبيات يجب ن نؤمن بها وإن لم تدركها حواسنا فيعلمنا الدين بأن هناك سبع عوالم
وأن عالمنا هو أدناها وان باقى العوالم هى التى يعيش فيها الأنسان بعد موته
ولا أحد يعلم ولكن الدين يجيب بما يسمى بالغيبيات عن عالم الملكوت
والأنسان الحى نجده مكون من روح موضوعه داخل النفس الحية والنفس الحية موضوعه فى جسد حى وهذا الجسد هو الظاهر لنا ونعتبره هو الأنسان
وبعد موته قال القرآن لقد ذاقت نفسه الموت ولكنها لم تمت وذلك عند انتزاعها من الجسد وقال القرآن بأن الحساب يوم القيامة
)كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)(آل عمران: من الآية185)والذى مات هو الجسد فقط والأنسان قد خلع وعاء الجسد وأصبح روحا بداخل نفسه إن الفرق بين الحالتين هو بأنه عندما كان فى الحياة الدنيا كان يستخدم حواس الجسد وهى التى تجعله يعيش فى العالم المادى وان أبطلت الحواس الخمسة فلايمكن للأنسان أن يتعامل مع العالم المادى وكأنه غير موجود
وهذا مايحدث عند النوم بتغييب الحواس الخمس وبموته الموته الصغرى وكأن الأنسان عندما يستيقظ يحييه الله مرة أخرى وهكذا
ويمكن أن نستدل على بعض معلومات فالأنسان النائم يحلم بأنه ينتقل الى أماكن ويقابل أشخاص إن مايحدث فى الحلم هو الحياة الأخرى التى يحياها الأنسان بعد موت جسده وانتقال روحه لعالم آخر ليس به نجوم أو كواكب )إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) (الصافات:6) والأنسان عندما ينتقل الى الحياة الأخرى فهى عالم آخر بتردد أعلى من عالمنا وموجود فى نفس موقع عالمنا الحياة الدنيا ولكنه بلا زمن أو مسافة والأنسان يتخاطر مع الأرواح الأخرى بلا كلام بل بالفكر والرؤية
من الأحاديث النبوية الصحيحة بأن هناك عذاب القبر ومعناه بأنه عذاب للنفس وليس للجسد لأن الجسد قد مات وتوقفت الحياة فى خلاياه وتحلل لقد أصبح الجسد كقطعه من تراب تتحلل تدريجيا فحساب القبر وعذاب القبر هما للنفس الحية بالروح فالأنسان كما فى الحلم تذهب نفسه وروحه الى اى مكان بينما الجسد نائما حيث تقابل آخرين وترى أماكن أخرى
وهذه الأحاديث ترشدنا عن ما الذى يحدث :
الميت عندما يحمل يسمع مشيعيه وأن الملائكة تكلمه وتسأله وأنه يعلم منزلته فكيف ذلك من الواضح بأن النفس لها حواسها وهو يستخدمها فبذلك يسمع ويرى بينما حواس جسده قد عطلت ولايستخدمها فالأنسان أصبح روحا ومازال حيا يتعامل مع
الحياة الدنيا فيرى ويسمع مشيعييه وأيضا يتعامل مع الحياة الآخره مع الملائكة ومع الأرواح وقد قال الله فى القرآن عن هذا:
)لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) (قّ:22)
الحديث رقم:
2072- إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه، حتى إنه يسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ لمحمد. فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله. فيقال: انظر إلى مقعدك من النار، قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة. فيراهما جميعا، ويفسح له في قبره سبعون ذراعا، ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون. وأما الكافر أو المنافق فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: لا أدري، كنت أقول ما يقول الناس. فيقال له: لا دريت ولا تليت. ثم يضرب بمطراق من حديد ضربة بين أذنيه، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين، ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه
لكى نتصور الموضوع فإن الله قد خلق سبعة عوالم متطابقه أى موجوده فى نفس المكان العالم الأول هو الحياة الدنيا والأرض الدنيا "أى العالم الأدنى منزلة" وهو العالم المادى والذى به النجوم والكواكب والمجرات وتعيش فيه مخلوقات الله
أما العوالم الأخرى ما تسمى الحياة الأخرى فهى عوالم غير مادية يطلق عليه عوالم أثيريه وكل منها لها ذبذبة معينه وتتدرج كل منها فى الأرتفاع فى الذبذبة هذه العوالم منطبقه مع عالما المادى وفى نفس الموقع وقد عبر عنها القرآن الكريم بأن بين كل ذبذبة لأحد العوالم وأخرى مايسى بالبرزخ )لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (المؤمنون:100) فكل عالم مختلف ذبذبته عن العالم الآخر وفارق الذبذبتين هو البرزخ
)اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12)
إذن الأنسان فى الحياة الدنيا يشيع موتاه ويدفن جسدهم فى القبر والموجود داخل القبر هو جسد الأنسان هذا عندما نتعامل مع الجسد ولكن الأنسان هو روح ونفس وجسد فالروح تتعامل مع الروح والنفس تتعامل مع النفس والجسد يتعامل مع الجسد
أين ذهبت أرواح من مات جسده نعلم بأنهم إنتقلوا من عالمنا المادى الى الحياة الآخرة وهى خير وأبقى )وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (الأعلى:17) )وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) (الضحى:4) إن كل إنسان تنتقل روحه الى أحد هذه العوالم السبع حسب درجته التى حصل عليها نتيجة لأعماله فى الحياة الدنيا )وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:132) والأعلى منزلة يرى ويسمع كل الأقل منه منزلة حتى الحياة الدنيا ولايستطيع أن يرى أعلى من مستواه أى درجته
إذن جميع الأرواح ترى وتسمع من فى عالمها فى الحياة الأخرى وجميع العوالم الأقل منها درجة ومنها عالمنا المادى حياتنا الدنيا
ونلاحظ بأن المكان واحد والفرق هو بين الدرجات أو الذبذبات ونجد بأن هذه العوالم المتداخله جميعها تشترك فى العالم المادى لأنه يحدد المكان لكل منها
فمثلا قبر إنسان فى عالمنا المادى وهذا الأنسان كان صالحا وروحه تعيش فى درجة عاليه اى فى العالم الرابع فالذى نشاهده فى عالمنا هو القبر المادى بينما الذى نشاهده بدلا منه فى العالم الرابع مكان القبر قصرا متسعا أو روضة يتناسب مع منزله الروح وبالعكس عندما يكون الأنسان شريرا فهو يسكن العالم الأول والذى نشاهده فى عالمنا المادى هو قبره ونجد مكانه فى السماء والأرض حفرة ضيقه هو مايسكنه فى حياته الأخرى