أخبرنا الإمام الشافعي في كلمات منهن يجتنى الدر :
( اذا خفت على عملك العجب فاذكر رضى من تطلب , وفى أي نعيم ترغب , ومن أي عقاب ترهب , فمن فكر في ذلك صَغُر عنده عمله )
- رضى من تطلب ؟ : ما قدرك أيها المعجب في كون الله اعرف قدر نفسك قبل ان تغالى بسعرك , تعرف الى الله عن طريق خلقه , تعرف قدر هذا الكون العظيم , وتعرف قدرك فيه , وتوقن عندها أن عبادة الثقلين لا تكفى لتحصيل رضاه , إلا أن يمن الله عليك ويعفو لا ان يحاسب ويعدل .
- أي نعيم ترغب ؟ : المعجب باع كل شيء بلا شيء , واشترى لا شيء بكل شيء , في الجنة موضع سوط أحدكم خير من الدنيا وما فيها , وخمار الحورية على رأسها خير من الدنيا وما فيها , كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم , أي ان الدنيا كلها لا تصلح ان تكون ثمناً لشبر واحد في الجنة أو خمار لإحدى الحور , فكيف يظن معجب ان عبادته تصلح للجنة ثمناً , ايها المعجب نقول لك أعظمت المهر وأسأت الخطبة , ضع يدك في جيب عملك لتحسب ما معك من طاعات , يرتد اليك البصر خاسئاً وهو حسير .
- من أي عقاب ترهب ؟ : قال الله تعالى :" إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (36) " ( المائدة )
وذلك حين يرون العذاب وشدته , والعاذب وروعته , ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر , فيصبح الموت امنية , ولا عجب ان تصبح مجرد النجاة من هذا الهول أغلى من ضعف كنوز الأرض جميعها ...