السلام عليكم ورحمة الله حياكم الله ونحبكم في الله اشتهر قوم لوط بصفةٍ ذميمة وعادات سيّئة عدلوا فيها عن فطرة الله سبحانه وتعالى للبشر حيث كانوا يأتون الذّكران من العالمين ويدعون نساءهم، كما كانوا يفعلون المنكر والفواحش في نواديهم ويجهرون بها ويتفاخرون، وقد وقف نبي الله لوط عليه السّلام فيهم ناصحاً ومذكّراً، وقد أنذرهم عذاب الله وغضبه على من يعمل مثل عملهم، وعلى الرّغم من النّداءات المتكرّرة للوط عليه السّلام إلاّ أنّها لم تجد آذاناً صاغية لدى قومه بل كان جوابهم أن أخرجوا آل لوط من قريتكم إنّهم أناس يتطهّرون، وقد كان لوط عليه السّلام ضعيفاً فيهم وبدون رهط يحمونه حتّى أنّه تمنّى لو أنّ له قوّة يحتمي بها من قومه. لقد شاء الله سبحانه أن يرسل الملائكة رسلاً إلى إبراهيم ولوط عليه السّلام، فمرّوا أولاً على إبراهيم وبشّروه باسحق ولداً من امرأته العقيم.
كما بشّروه بهلاك قوم لوط المجرمين، فقال لهم إبراهيم أنّ القرية فيها لوطاً ومن آمن معه فأخبرته الملائكة أنّها سوف تنجّيهم بأمر الله تعالى، وقد جاءت الملائكة إلى لوط عليه السّلام وأخبرته بأنّ يخرج بأهله ومن آمن معه ليلاً وأن لا يلتفت منهم أحد إلا امرأته فإنّه سوف يحلّ عليها العذاب مع قومها لخيانتها زوجها حين دلّت قومها على خبر ضيف لوط، وعندما خرج لوط وأهله ومن آمن معه من القرية أمر الله سبحانه جبريل عليه السّلام أن يحمل تلك القرية فيرفعه،ا ثمّ يقلبها رأساً على عقب فجعل الله عاليها سافلها، ثمّ أمطر عليهم حجارةٍ من سجيل منضود زيادةً في العذاب والنّكال لما أتوه من الكفر والعصيان