الهـــــــــــــــــــــــاء
في اللغة
" الهاء : الحرف السادس والعشرون من حروف الهجاء ، وهو صوت حنجري ، احتكاكي / مستمر ( رخو ) ، مهموس ، مرقق " .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ نجم الدين الكبرى
يقول : " الهاء : هو اسم ينتهي إلى حد يتصل بالإسم الأعظم " .
الشيخ الأكبر ابن عربي
الهاء : هو هادي القرآن ، نزله الله تعالى من إحاطته في دائرة الإنسان ، فيما هو عن نهاية تحقيق القرآن
وإليه الإشارة بقوله : " مَنْ كَانَ عَدُوّاً لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِك " .
الشيخ كمال الدين القاشاني
يقول : " الهاء : هو اعتبار الذات بحسب الظهور والحضور والوجود " .
الشيخ عبد العزيز الدباغ
يقول : " الهاء : " من أجزاء أحرف القبض لها " النفرة عن الضد " .
الشيخ إسماعيل حقي البروسوي
يقول : " الهاء : إشارة إلى الهوية الإلهية ، فإنه لا يمس سرها إلا المطهرون عن جنابة كل مقام من المقامات الوجودية .
وهي التعلق به ، والبعد بواسطته عن الحق المطلق "
.
الدكتور عبد الحميد صالح حمدان
يقول : " حرف الهاء : وهو حرف نوراني وسر روحاني ، والاسم منه الهادي . من أكثر من ذكره تزايد نور قلبه ، وهدأ الله سرائره " .
الباحث محمد غازي عرابي
يقول : " الهاء : هي نفس إلهي يخرج من الرئة تسبيحاً بحمده ، فمن الهو ومروراً بالهو وانتهاء بالهو لا نجد سوى الهاء " .
إضافات وإيضاحات
" مسألة - 1 " : في هاء الهوية
يقول الشيخ حسين الحصني الشافعي :
" للهاء في الهوية مرتبة الأولية ، وفي الإلهية مرتبة الآخرية ... مشيرة إلى أسرار عظيمة ومعان جليلة منها :
ما هب من معانيها نسمات الرجاء على قلوب أهل الكشف ، وهو أن حركة الوجود دورية ، فعين النهاية عين البداية ، فكما كان السبق للرحمة كذلك المآل إليها " .
" مسألة - 2 " : في مناسبات وضع الهاء للذات المقدسة
يقول السيد محمود شكري الآلوسي :
" ذكروا مناسبات كثيرة لوضع ( الهاء ) للذات المقدسة :
منها : أنها للغيبة ، وهو لتعذر معرفته بالكنه غاب عن العقول .
ومنها : أن عددها بالجمل خمسة ، وهي عدد دائر ، فإنك إذا ضربته في نفسه حصل ستمائة وخمسة وعشرون ، فالخمسة لا تذهب
وهكذا لو كررت الضرب ألف ألف مرة تجد الخمسة ، بل وما حصل من ضربه أولا دائراً في كل حاصل ، وفي ذلك مناسبة لا تخفى على العارف .
ومنها : أن الهاء دائرة رسماً : " وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ " "
.
" مسألة - 3 " : في حقيقة الهاء
يقول الشيخ أحمد السرهندي :
" حقيقة الهاء : هي التي يعبر عنها بغيب الهوية ، وهذه الحقيقة خزينة الرحمة ، ومستقر الرحمة الواحدة التي وسعت كل شيء في الدنيا
ومستودع التسعة والتسعين رحمة التي ادخرت للعقبى كلها " .
" مسألة - 4 " : في خصائص الهاء من الناحية الصوفية
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" الهاء : من حروف الغيب . لها من المخارج : أقصى الحلق . ولها من العدد : الخمسة .
ولها من البسائط : الألف والهمزة واللام والهاء والميم والزاي . ولها من العالم : الملكوت .
ولها الفلك الرابع ، وزمان حركة فلكها تسعة آلاف سنة . ولها من الطبقات : الخاصة وخاصة الخاصة .
ولها من المراتب : السادسة . وظهور سلطانها : في النبات .
ويوجد منه بآخرها ما كان حارا رطبا وتحيله بعد ذلك إلى اليبوسة . ولها من الحركات : المستقيمة والمعوجة .
وهي من حروف الأعراق . ولها الامتزاج . وهي : من الكوامل . وهي : من عالم الانفراد .
وطبعها : البرودة واليبس والحرارة والرطوبة مثل عطارد . وعنصرها الأعظم : التراب ، وعنصرها الأقل الهواء .
ولها من الحروف : الألف والهمزة .
ولها من الأسماء الذاتية : الله والأول والآخر والماجد والمؤمن والمهيمن والمتكبر والمتين والأحد والملك .
ولها من أسماء الصفات : المقتدر والمحصي .
ولها من أسماء الأفعال : اللطيف والفتاح والمبديء والمجيب والمقيت والمصور والمذل والمعز والمعيد والمحيي والمميت والمنتقم والمقسط والمغني والمانع .
ولها : غاية الطريق " .
هاء لفظ الجلالة
الشريف الجرجاني
يقول : " الهاء في لفظة الله : تدل على أن منتهى الجميع إلى الغيب المطلق " .
الهاء المضمومة
الحافظ رجب البرسي
الهاء المضمومة : هي منبع الأسرار ، وهي قيوم الحروف ، والطبيعة الخامسة الفاعلة .
والهاء : باطن كل موجود وحقيقة كل شهود .
من الموسوعة الكسنزانية