لكل فكرة سيئة شيطان
وكما للزنا شيطان
فللربا شيطان
و كما للكذب شيطان
فللصلاة شيطان
و تلكم أمثلة تقريبية بسيطة يمكنكم القياس عليها
لكل ما يمكن أن يطلق عليه ( أنه ) فكر شيطانى سيء .
ويمكن تعريف الفكر الشيطاني السيء على ( أنه ) كل تلكم الأفكار التي يمكن أن نضر بها أنفسنا أو الآخرين أو التعدي على شريعة الله وسنة نبيه المكرم محمد ( ص )
و تلك هي الحقيقة . . و لتعدد الحقائق في حياة كل منا بات من السهل علينا رصد وتصنيف تلك الحقائق الى أصناف رئيسية :
و هي ( حقيقة نحبها ) و تعريفها أنها تلك الحقيقة التي نمني نفسنا بأن تكون هي الحقيقة و هي بالاختصار تلك الحقيقة الحلوة في حياة كل منا مثل أن يتأكد شخص من حب شخص آخر له و يكون تمنى حدوث هذا التأكد هو ذاته تمني أن تكون تلك هي حقيقة مشاعر هذا الآخر تجاهنا .
و ( حقيقة نكره سماعها ) و هي تلك الحقائق المرة التي مرت في حياة كل منا و بالطبع فان هذا النوع من الحقائق هو ذلك النوع الذي لم نتمنى أن يكون حقيقة و يمكن ضرب المثال بوفاة أحد الأهل فان هذا يكون حقيقة واقعة ولكننا لم نكن أبدا نتمنى حدوثها رغم إيماننا اليقيني بأن ( الموت هو الحقيقة الوحيدة في حياة سائر المخلوقات ) . . و بالطبع فان هذه الحقيقة هي التي يسعى الانسان سريعا للهرب منها وعدم مواجهتها لما تسببه من مشاكل نفسية صعبة للانسان
من هنا يكون مدخلنا لــ ( حقيقة الشيطان ) الذي هو يحاول أن يساعد الانسان بمنتهى الود و الدفيء لتخطي حقائقه الحياتية المؤسفة و تكون تلك البداية . .
و لكثرة الصغائر التي يرتكبها الانسان كل حين أو بالأحرى كل يوم إن جاز التعبير فان تقرب وتودد الشيطان للانسان يجعله شيئا فشيئا يصدق بــ ( أنه ) على صواب و لم يخطيء و هنا تكون الطامة الكبرى والمفتاح السحري الذي يهديه الانسان لهذا الشيطان كي يتلاعب به كما يشاء حيث أن هذا الشيطان يأخذ في تصغير السيئات وتهوين حسابها في عينك حتى تقع فيها و تهوي وتهوي و تظل تهوي الى ما لا نهاية من الانحدار . .
حتى تجد نفسك قد أجبرت على أن تقوم بوقفة مع النفس . . و هنا فقط تستطيع أن تتعرف و بكل سهولة على ( شيطان الحقيقة ) . .
و يمكنك أن تتأكد من ( أنه ) شيطان الحقيقة من خلال وقفتك مع النفس . تلك اللحظة التي تتخلى فيها عن عباءة الخصم و تنصب نفسك حكما على ما صدر منك من تصرفات مسئولة أخطأت فيها في حق نفسك وحق الآخرين وتعديت حدود الله في خلقه .
هنا سيظهر لك شيطان الحقيقة الذي سيتولى عنك تذكيرك بكل آية قرآنية كريمة قمت بالتعدي عليها و سيخبرك بنفسه أن تلك هي الحقيقة عارية تماما من أي رتوش أو جماليات .
و قد قابلت نوعية الشياطين هذه مرارا وتكرارا بحكم تعاملى مع حالات مصابة بسحر أو بمس و حاورته و سألته فأجابني و بالحق قال لي أن تعريفه ( أنه ) الوجه المظلم للحقيقة الوجه الخفي و علمت منه ان الحقيقة شطران أولهما ظاهر ومعروف و الآخر خفي في الظلام الذي يعشقه أي شيطان و مادامت خيوط اللعبة لم تنكشف بعد بشكل كامل إذن فإن اللعبة مستمرة وبمجرد تكشف جميع الخيوط تصبح اللعبة بلا فائدة ولا طائل من ورائها سوى مضيعة الوقت وهنا يوجهك الشيطان للحظة الحسم ويوسوس لك بمحاسبة نفسك قبل أن يحاسبك الخالق و هو لا يفعل ذلك حتى يساعد الانسان جديا ولكنه يفعل ذلك لكي يجعلك تقضي بيديك على أي ذرة أمل في النجاة أو إيمان بالتوبة من عقلك وقلبك وحتى ينتهي دوره معك ليبدأ مع انسان جديد ( لا زال عنده دين ) .
حيث أن ستكتشف بعد مرور السنون أن عمرك كله ذهب هباءا منثورا فيذكرك بكم مرة كذبت وكم مرة نافقت هذا أو ذاك و كم من مرة أضعت فرضا فرضه الخالق عليك . .
و سيذكرك شيطان الحقيقة بكل ذنب اقترفته و حسابه عند الخالق جل في علاه و لن يستريح حتى يجعلك تتطلع فترى مقعدك من النار و هنا ينتهى دروه معك ليبدأ من جديد مع شخص جديد . .
وفي تعريفه للحقيقة يقول شيطان الحقيقة أن الحقيقة هي ذلك الكائن ( الحلو ) على حد وصفه المعلق بين السماء والأرض ولا يستطيع أحد من العالمين أن يجزم بوقوعه أو لا لكونه يقع في علم الغيب المطلق الذي يتفرد به ( الله ) . .
وكون هذا الكائن موجود ومخفي فهذا شيء يسعد شيطان الحقيقة لأن في معرفة الحقيقة بغير ضياع كل شيء صدمة لن يجعلك شيطان الحقيقة تصدرها له مهما كان حتى لو تكلف الأمر حياته . . فقدر حرص الشيطان على حياته لا يعادل قدر حرصه على حفظ الحقيقة لوقتها . .
ولو طلبتم مني أن أكمل الحديث عن شيطان الحقيقة من خلال كتاب كامل لأجهدت نفسي لأجلكم و أتممته نزولا على رغباتكم . .
ولكني و حتى لا أطيل عليكم أنصحكم نصيحة أمين بأن تتبعوا ما أنزل الله و تتنزهوا بانفسكم عن الهوى و كذب الشيطان والاعيبة اللامتناهية .
أخيرا لا أقول لك سوى : احذر ترشد . . !