صلاة "الكبريت الأحمر" للإمام سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني- رضي الله عنه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اجعل أفضل صلواتِك أبداً ، وأنمى بركاتك سرمداً ، وأزكى تحياتك فضلاً وعدداً ، على أشرف الخلائق الإنسانية ، ومعدن الدقائق الإيمانية ، وطور التجليات الإحسانية ، ومهبط الأسرار الرحمانية ، وعروس المملكة الربانية ، واسطة عقد النبيين ، ومُقَدِّم جيش المرسلين ، وأفضل الخلائق أجمعين ، حامل لواء العز الأعلى ، ومالك أزمَّةِ الشَّرفِ الأسنى ، شاهد أسرار الأزل ومشاهد أنوار السوابق الأول ، وترجمان لسان القدم ، ومنبع العلم والحلم والحكم ، مظهر سر الوجود الجزئي والكلي ، وإنسان عين الوجود العلوي والسفلي ، روح جسد الكونين ، وعين حياة الدارين ، المتخلق بأعلى رتب العبودية المتحقق بأسرار المقامات الإصطفائية ، سيد الأشراف وجامع الأوصاف ، الخليل الأعظم ، والحبيب الأكرم ، المخصوص بأعلى المراتب والمقامات المؤيد بأوضح البراهين والدلالات ، المنصور بالرعب والمعجزات الجوهر الشريف الأبدي والنور القديم السرمدي سيدنا ونبينا محمد المحمود في الإيجاد والوجود ، الفاتح لكل شاهد ومشهود حضرة المشاهدة والشهود ، نور كل شيء وهداه سر كل سر وسناه الذي انشقت منه الأسرار وانفلقت منه الأنوار ، السر الباطن ، والنور الظاهر السيد الكامل الفاتح الخاتم ، الأول الأخير الباطن الظاهر العاقب الحاشر ، الناهي الآمر الناصح الصابر الشاكر القانت الذاكر الماحي الماجد الغزيز الحامد المؤمن العابد المتوكل الزاهد القائم الشهيد الولي الحميد البرهان الحُجةُ المطاع المختار الخاضع الخاشع البر المستنصر الحق المبين طه ويس المزمل المدثر سيد المرسلين وإمام المتقين وخاتم النبيين وحبيب رب العالمين المصطفى والرسول المجتبى الحكم العدل الحكيم العليم العزيز الرؤوف الرحيم نورك القديم وصراطك المستقيم ، صلى الله عليه وسلم محمد عبدك ورسولك وصفيك وخليلك ودليلك ونجيك ونخبتك وذخيرتك وخيرتك ، وإمام الخير وقائد الخير رسول الرحمة النبي الأمي العربي القرشي الهاشمي . الأبطحي المكي المدني التهامي المشاهد المشهود الولي المقرَّب السعيد المسعود الحبيب الشفيع الحسيب الرفيع المليح البديع الوعظ البشير النذير العطوف الحليم الجواد الكريم الطيب المبارك المكين الصادق المصدوق الأمين ، الدعي إليك بإذنك ، السراج المنير الذي أدرك الحقائق بحجتها ، وباز الخلائق برُمتها وجعلته حبيباً وناجيته قريباً وأدنيته رقيباً ، وختمت به الرسالة والدلالة والبشارة والنَّذارة والنبوة ، ونصرته بالرعب وظللته بالسحب ورددت له الشمس وشققت له القمر وأنطقت له الضب والظبي والذئب والجذع والذراع والجمل والجبل والمدر والشجر ، وانبعث من أصابعه الماء الزلال وأنزلت من المزن بدعوته في عام الجدب والمحل وابل الغيث والمطر ، فاعشوشبت منه القفر والصخر والوعر والسهل والرمل والحجر ، وأسريت به ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى إلى السموات العلى إلى سدرة المنتهى إلى قاب قوسين أو أدنى ، وأريته الآية الكبرى وأنلته الغاية القصوى وأكرمته بالمخاطبة والمراقبة والمشافهة والمشاهدة والمعاينة بالبصر ، وخصصته بالوسيلة العذراء والشفاعة الكبرى يوم الفزع الأكبر في المحشر ، وجمعت له جوامع الكلم وجواهر الحِكم ، وجعلت أمته خير الأمم وغفرت له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، الذي بلع الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وكشف الغُمة وجلى الظُلمة وجاهد في سبيل الله وعبد ربه حتى أتاه اليقين.. اللهم ابعثه مقاماً محموداً يغبطه فيه الأولون والآخرون.. اللهم عَظِّمهُ في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته ، وفي الآخرة بشفاعته في أمَّتِه وأجزل أجره ومثوبته وأيد فضله على الأولين والآخرين ، وتقديمه على كافة المقربين الشهود
اللهم تقبَّل شفاعته الكبرى، وارفع درجاته العليا، واعطه سُئله في الآخرة والأولى كما أعطيت ابراهيم وموسى.. اللهم اجعله من أكرم عبادك عليك شرفاً، ومن أرفعهم عندك درجةً، وأعظمهم خطراً وأمكنهم شفاعةً.. اللهم عظِّم برهانه وأبلج حجته وأبلغ مأموله في أهل بيته وذريته.. اللهم أتبعه من ذريته وأمته ما تقر به عينه واجزه عنا خير ما جازيت به نبياً عن أمَّتِه وأجز الأنبياء كلهم خيراً.. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد عدد ما شاهدته الأبصار وسمعته الآذان ، وصل وسلم عليه عدد من لم يصل عليه ، وصل وسلم عليه كما تحب وترضى أن يصلى عليه ، وصل وسلم عليه كما أمرتنا أن نصلي عليه ، وصل وسلم عليه كما ينبغي أن يصلى عليه
اللهم صل وسلم عليه وعلى آله عدد نعماء الله وإفضاله.. اللهم صل وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأولاده وأزواجه وذريته وأهل بيته وعشيرته وعترته وأصهاره وأحبابه وأتباعه وأشياعه وأنصاره خزنة أسراره ومعادن انواره وكنوز الحقائق وهداة الخلائق نجوم الهدى لمن اقتدى ، وسلم تسليماً كثيراً دائماً أبداً، وارض عن كل الصحابة رضاً سرمداً عدد خلقك وزنة عرشك ورضاء نفسك ومداد كلماتك كلما ذكرك وسهى عن ذكرك الغافلون ، صلاةً تكون لك رضاءً وبحقه أداءً ولنا صلاحاً ، وآته الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه المقام المحمود ، واعطه الدواء المعقود والحوض المورود ، وصل يارب على جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى جميع الأولياء والصالحين صلوات الله عليهم أجمعين
اللهم صل على سيدنا محمد السابق للخلق نوره الرحمة للعالمين ظهوره عدد من مضى من خلقك ومن بقي ومن سعد منهم ومن شقي ، صلاة تستغرق العد وتحيط بالحد ، صلاة لا غاية لها ولا انتهاء ولا أمد لها ولا انقضاء ، صلاة دائمة بدوامك وباقية ببقائك لا منتهى لها دون علمك ، صلاة ترضيك وترضيه وترضى بها عنا ، صلاةً تملأ الأرض والسماء ، صلاةً تتحل بها العقد وتفرج بها الكرب وتجري بها لطفك في أمري وأمور المسلمين ، وبارك على الدوام وعافنا واهدنا واجعلنا آمنين ، ويسر أمورنا مع الراحة لقلوبنا وأبداننا والسلامة والعافية في ديننا ودنيانا وآخرتنا ، وتوفَّنا على الكتاب والسنة ، واجمعنا معه في الجنة من غير عذاب يسبق وأنت راضٍ عنا ، ولا تمكر بنا واختم لنا بخير منك وعافية بلا محنة أجمعين
سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ