القران الكريم و خصائصه العامة
خصائص عامة
وهي كذلك خصائص كثيرة منها :
حفظه في الصدور من أشرف خصائص القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى كلف الأمة بحفظه كله بحيث يحفظه عدد كثير يثبت به التواتر وإلا أثمت الأمة كلها ، وليس هذا لكتاب غير القرآن ، فالتوراة والإنجيل ترك لأهلهما أمر الحفظ فاكتفوا بالقراءة دون الحفظ ، إلا قلة لا تكاد تذكر ولم تتوافر الدواعي لحفظهما كما توافرت لحفظ القرآن الكريم فلم يكن لهما ثبوت قطعي كما هو للقرآن فسهل تحريفهما وتبديلهما . ولم يترك الرسول صلى الله عليه وسلم سبيلاً فيه حث على حفظ القرآن إلا و أرشد إليه وحث عليه فحفظه عدد كبير من الصحابة والتابعين ومن بعدهم وما زالت المسيرة مستمرة يحفظ المسلمون القرآن في صدورهم ونجد إقبالاً لا يخطر ببال ولا يحلم بمثله أهل الكتاب - انظروا - إن شئتم - مدارس تحفيظ القرآن العديدة منذ نزول القرآن إلى عصرنا هذا ثم التفتوا يسرة ، فكم من مدرسة لتحفيظ الإنجيل أو التوراة فلن تجدوا منها شيئاً بل ستجدون قلة القلة تحفظ هذا أو ذاك مما لا يذكر - أبدًا - في مقابل مدارس تحفيظ القرآن الكريم تقول المستشرقة لورا فاغليري أن " في مصر وحدها عدد من الحفاظ أكثر من عدد القادرين على تلاوة الأناجيل عن ظهر قلب في أوروبا " ويقول جيمي متشيز " لعل القرآن هو أكثر الكتب التي تُقرأ في العالم وهو بكل تأكيد أيسرها حفظاً " .
ومن خصائص القرآن الكريم العامة اتصال السند : ومن المعلوم أن أغلب الذين يتعلمون تلاوة القرآن إنما يتعلمونها عن طريق السماع ولا يكتفون بتعلمه من المصاحف وحدها ، ونعلم أن أساتذتهم تلقوه أيضًا بالسماع عن طريق مشايخهم وهكذا لا تنقطع هذه الطريقة إلى أن تصل طبقة التابعين ثم الصحابة ثم الرسول صلى الله عليه وسلم . وبهذا يكون سند القرآن في كل عصر وفي كل حين متصلاً برسول الله صلى الله عليه وسلم وليس هذا لكتاب غير القرآن الكريم ، فقد شرف الله هذه الأمة باتصال سندها برسولها صلى الله عليه وسلم . قال محمد بن حاتم المظفر : " إن الله تعالى أكرم هذه الأمة ، وشرفها وفضلها بالإسناد ، وليس لأحد من الأمم كلها قديمها وحديثها إسناد موصول ، وإنما هو مصحف في أيديهم ، وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم ، وليس عندهم تمييز بين ما نزل من التوراة والإنجيل ، مما جاءهم به أنبياؤهم ، وبين ما ألحقوه بكتبهم من الأخبار التي أخذوها عن غير الثقات .
ومن خصائص القرآن الكريم العامة :
أنه لا يمسه إلا المطهرون . أنـزل الله القرآن بواسطة أفضل الملائكة على أفضل الأنبياء لخير أمة أخرجت للناس فأخرجهم به من الظلمات إلى النور ومن رجس الجاهلية إلى طهارة الإسلام فحق لهذا الكتاب أن يتهيأ المسلمون لتلاوته وأن يستعدوا لها بالطهارة ليست الطهارة الصغرى كما يفهمها بعض الناس ، ولكنها الطهارة الكبرى بكل معانيها . طهارة القلب من الكفر والشرك فلا يمس القرآن كافر ولا يُمكن من ذلك ، لا يسافر بالمصحف إلى بلاد الكفر ، وطهارة القلب أيضًا من الرياء والنفاق ، وأن يراد بالتلاوة غير وجه الله كمن يقرأه للرياء والسمعة أو ليقال هو قارئ أو كمن يقرأه للتكسب أو لينال به شيئاً من حطام الدنيا. وطهارة اللباس فينبغي أن تكون ثيابه طاهرة نظيفة نقية ، وأن يتطيب وأن يلبس من الثياب أحسنها ، وأن يستعد لها كما يستعد لملاقاة الملوك فإنه مناج ملك الملوك .
وطهارة الفم فينبغي أن ينظف فاه ويستاك ويخلل أسنانه اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة أصحابه من بعده .
:ومن خصائص القرآن الكريم العامة
أن الله تعهد بحفظه : قال تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ( الحجر : 9 ) وقد مرت بالقرآن أحداث عظيمة ، وأهوال جسيمة ، وعوامل خطيرة ، وتكالب عليه الأعداء ، وتداعت عليه الأمم ولو مر بعض ذلك على غير القرآن لأصابه ما أصاب الكتب السابقة من التحريف والتغيير والتبديل . أما القرآن فقد مر بهذه الأحوال المتماوجة والدواعي المتكالبة ولم تنل مه بغيتها ، بل وصل إلينا كما أنزله الله لم يتغير ، ولم يتبدل ، ولم يتغير ما طالته الأفواه النافخة ، ولا نالته الأصوات اللاغية . ليتم الله نوره ولو كره الكافرون .
أما الكتب السابقة فلم يتعهد الله بحفظها ، بل أوكل أمر حفظها إلى أهلها فقال تعالى : ( إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء ) ( المائدة : 44 ) . وخصائص القرآن العامة كثيرة ومنها إجمالاً : معارفه ، إعجازه ، أنه لا ينسب إلا إلى الله ، والجمع بين البسملة والاستعاذة عند تلاوته ، وحرمة تفسيره بمجرد الرأي ، وتيسر حفظه وتلاوته ، وأن قارئه لا يمله ، وتحريم روايته بالمعنى ، وأنه يتلفت من حافظه ، ورسمه ، وهيمنته على الكتب السابقة ، والأحرف المقطعة في أوائل السور وغير ذلك .
منقول للفائدة