الروحانية ، هو توجه أو اهتمام الإنسان نحو كل ما يتعلق بالروح والنفس و بالقيم الأبدية و كل ما يمكن أن يشرح الطبيعة الكلية (الكبرى) للإنسان و الخلق و العالم ،وهي تتميز :
- بوضع نظريات ميتافيزيقية تتضمن الإيمان بقوى فوق-طبيعية.
- اهتمامها بمسائل سلامة العقل والصحة النفسية.
- اهتمامها باستكشاف ما يقود الإنسان ليصبح كاملا
- اهتمامها بالقيم والمعتقدات والمعايير والأخلاقيات التي يتمسك بها الفرد.
- بالتجربة والوعي ، وتقدير "البعد المتسامي" لحياة خارج الذات.
- زيادة الوعي في حقيقة ارتباطك بذاتك ، وبالله وبالكون والآخرين .
- تطوير قدرات الفرد ومواهبه الداخلية.
- رفع الوعي بالقوانين الروحية التي تحكم الكون والحياة كقانون الطاقة وقانون الكرام وقانون الجذب الكوني , وقانون السبب والتأثير, وقانون المرادف الذهني , وقانون النشاط اللاواعي, وقانون التركيز, وقانون التعويض, وكيفية استثمار هذه القوانين لحياة أفضل.
- إزالة الأوهام ، أو "الأفكار الخاطئة"التي تعيق وتحد من تطور الإنسان.
لاحظ معي أن الروحانية هي بعض ما تقدمه الأديان السماوية لمعتنقيها.
وباستثناء الأديان السماوية, فقد تعددت الطرق الروحانية بتعدد الثقافات ومشارب الحكماء وعقائدهم فظهر الكثير منها مثل:
الطاوية
الكونفوشية
الهرمسية
الصوفية
الغنوصية
الهندوسية
البوذية
الكابلاه
الفيثاغورثية
الشامانية
وكان لهذه الطرق الفضل الكبير في استكشاف وتطوير الكثير من العلوم والفنون مثل:
التنجيم بأنواعه
التأمل
اليوجا
المانترا
اليانترا
المودرا
الفراسة
علم النفس
علوم الطب البديل بأنواعه
علوم الطاقة (كالفونج شوي,الفاستو, التاي شي, الريكي)
علم الأرقام
الكابلاه
الموسيقى
الفنون القتالية
الكيمياء
علوم الأيزوتيك
هذه العلوم لم تطلب لذاتها بل كان الهدف الأسمى من طلبها هو دعم مسير تطور الإنسان ووعيه.
وكما تلاحظون معي المعنى الواسع واللامحدود للروحانية ولكنه للأسف أصبح محدودا للغاية في وقتنا الراهن وأصبح مرتبطا بأطرف ضيقة, الروحانية في عصرنا هذا لم تعد أكثر من ممارسات لاستحضار الأرواح والجن أو كتابة الأحجبة وعمل الشبشبة. لم تعد أكثر من الغرق في تقاليد بالية, وأمور شكلية اهتممنا بها وأغفلنا الجوهر.
ولع بكشف حجاب الحس ، و ظهور الخوارق. هذه باختصار هي وجهة نظري وخلاصة مفهومي للروحانية ولما يجب أن تكون عليه.
لننتقل إلى النقطة الثانية في موضوعنا وهي ما وجه الارتباط بين الممارسات الروحانية من جهة وبين ما نسميه بالكشف وظهور الخوارق من جهة أخرى؟ واسمحوا لي أن أستقطع بعض ما قاله ابن خلدون في هذا الشأن.
من الجليِّ أن شخصًا شديد التقى أو متأملاً يمتاز بقدرة أرقى على الكشف من شخص دنيوي, ومن الجليِّ أيضا أن:
"الطالب في مجاهداته ، وعباداته ، لابد وأن ينشأ له عن كل مجاهدة ، حال نتيجة تلك المجاهدة . وتلك الحال : إما أن تكون نوع عبادة فترسخ ، وتصير مقاماً للطالب ، وإما ألا تكون عبادة ، وإنما تكون صفة حاصلة للنفس ، من حزن ، أو نشاط ، أو غير ذلك من المقامات ولا يزال الطالب يترقى من مقام إلى مقام إلى أن ينتهي إلى التوحيد ، والمعرفة ، التي هي الغاية المطلوبة للسعادة."
"ثم أن هذه المجاهدة، والخلوة، والذكر.. يتبعها غالباً ، كشف حجاب الحس ، والإطلاع على عوالم من أمر الله ، ليس لصاحب الحس السادسة إدراك شيء منها ، والروح من تلك العوالم وسبب هذا الكشف : أن الروح إذا رجع عن الحس الظاهر إلى الباطن ، ضعفت أحوال الحس ، وقويت أحوال الروح ، ولا يزال في نمو وتزايد إلى أن يصير شهوداً ، بعد أن كان عاماً ، ويكشف حجاب الحس ، ويتم وجود النفس .. وهو عين الإدراك ، فيتعرض حينئذ للمواهب الربانية ، والعلوم الدنية والفتح الإلهي ، وتقرب ذاته في تحقيق حقيقتها من الأفق الأعلى .. وهذا الكشف كثيراً ما يعرض لأهل المجاهدة، فيدركون من حقائق الوجود، ما لا يدركه سواهم، وكذلك يدركون كثيراً من الواقعات قبل وقوعها، ويتصرفون بهمهم، وقوى نفوسهم في الموجودات، وتصير طوع إرادتهم".