عذرا رسول الله !
مَنْ ذَا يُطَاوِلُ فَيْضَ نُورٍ أَنجْـَـــدَا
في الكَــوْنِ يَغْمُرُ مَا اسْتَكَنَّ وَمَا بَـدَا؟
نـُورٌ تَفَـتَّـقَ مِنْ عَمِـيقِ دُجُنـَّـةٍ
يَمْـحُو بِكَفِّـهِ مَا أَضَــلَّ فَأَفْسَـدَا
ذَاكَ الحَبِيبُ المُصْــطفَى صِنْوُ الوَفَـا
نَبْــعُ الشِّفَا إِنْ جِئْـــتَهُ مُتَبَلِّـدَا
طَرِبَتْ لِمَــوْلِدِهِ السُّهَا وَتَبَسَّمَـتْ
سُرُجُ السَّمَـــاءِ فَكَانَ يَوْمًا أَوْحَدَا
عَبَثًا يُـحَاوِلُ كُـلُّ عِلْــجٍ أَرْعَنٍ
النَّيْلَ مِنْــهُ وَمِـنْ مَــقَامٍ حُـمِّدَا
بِأَبِـي وَأُمِّــي أَنْتَ مِنْ كَيْدِ الطِّغَا
مِ فِدَاكَ كُلُّ الخَلْقِ مِنْ لَمْـزِ العِـدَى
وَفِدَاكَ هَذَا الشَّانِئُ الوَغْــدُ الـذِّي
مَنَّـتْـهُ نَفْسُـهُ أَنْ يَطُـولَ الفَرْقَدَا
أَيَطُولُ مَنْ حَمِدَ الحَمِيدُ صِـــفَاتِهِ
في سُورَةِ القَلَـــمِ اجْتَبَاهُ وَمَجَّدَا ؟
أَيَطُولُ مَنْ شَغَلَ العَـــوَالِمَ ذِكْرُهُ
إنْسًــا وَجِّنـَّا غَائِبِينَ وشُــهَّدَا ؟
هَذَا النَّبِيُّ الرَّحْمَةُ الـمُهْدَاةُ وَالـ
وَسَطِيَّـةُ الـمُـسْدَاةُ خَيْرٌ أَسْعَـدَا
عَدْلٌ ،وَإِْحْسَانٌ ، وَحِـلْمٌ سَابِـقٌ
وَشَفَاعَـةٌ كُـبْرَى تَكُـونُ لَنَا غَدَا
يَا سَيِّدَ الثَّقَلَيْـنِ ، حَسْبُكَ فَضْلُ مَنْ
سَمَّـاكَ فِي الذِّكْرِ الـمُبَارَكِ أَحْمَدَا
مَحْمُودُ هَذِي الدَّارِ وَالأُخْـرَى مَعًا
أَكْــرِمْ بِمِثْلِكَ حَـامِدًا وَمُحَمَّدَا !
أُفْرِدْتَ بِالإسْــرَاءِ وَالـمِعْرَاجِ لاَ
بَشَرٌ سِوَاكَ بِذَاكَ خُـصَّ وَأُفْــرِدَا
وَرَأَيْتَ مِـنْ آيَاتِ رَبِّكَ مَا قَضَتْ
بِهِ حِكْمَـةُ البَارِي جَزَاءً سَرْمَــدَا
فِي رِحْــلَةٍ قُدُسِيَّةٍ لَـمْ تُعْطَـهَا
إلاَّ لِشَـأْنٍ كُنْـتَ فِيهِ مُـحَسَّدَا
أَنْتَ الـمُـقَدَّمُ لِلشَّفَاعَةِ ضَارِعًا
إِذْ لاَ شَفِيـعَ هُنَاكَ يَشْفَـعُ أَوْ فِدَا
إِنِّي حَبِيبُكَ أَنْتَ قُلْتَ الحِــبُّ مَنْ
لَمْ يَلْقَنِي ثُمَّ اسْـتَـقَامَ عَلَى الـهُدَى
كَـلِفٌ بِحُبِّكَ لَمْ يَجِدْ لَكَ نُصْــرَةً
إلاَّ القَــوَافِي وَالقَرِيضَ الُمـجْهَدَا
عُذْرًا رَسُــولَ اللهِ ! إِنَّــا أُمَّـةٌ
هَانَتْ ، فَعَـالَ السَّمْحُ فِيهَا وَاجْتَدَا
وَتَكَـالَبَتْ أُمَــمٌ عَلَيْنَا مِثْلَــمَا
تَأْتِي عَــلَى الجِيَفِ الجَـوَارِحُ وُرَّدَا
هُــنَّا عَلَى الأَعْدَاءِ لاَ مِـنْ ذِلَّـةٍ
فِي الدِّينِ لَكِـنْ مَنْ تَجَـرَّدَ جُـرِّدَا
عُذْرًا رَسُولَ اللهِ ! إِنَّـا أُمَّــــةٌ
هَجَرَتْ صِـرَاطَكَ وَالسَّبِيلَ الأَرْشَدَا
تَلْتَـاعُ سُنَّتُكَ الوَضِيئَةُ حَــسْرَةً
بَيْنَ ابْتِدَاعٍ قَدْ تَجَـلَّـلَ مُسْـعَدَا
فَمَتَى تَؤُوبُ إِلَيْكَ رَاكِضَةَ الخُــطَا
تَشْتَارُ مِنْكَ وَمِـنْ جَنَاكَ العَـسْجَدَا
عُذْرًا رَسُولَ اللهِ ! حَسْبُكَ نَاصِـرًا
مَـنْ قَالَ لاَ يَحْـزُنْكَ قَوْلُهُمُ اعْتِدَا
مَنْ فِي رِضَاكَ رِضَاهُ أَوْ فِي نَصْـرِهِ
لَكَ عِـزَّةٌ أُعْــطِيتَهَا مُتَــفَرِّدَا
وَلَكَـمْ أَسَـاءَ إِلَيْكَ غِرٌّ جَــاهِلٌ
نَاجَزْتَهُ بِالصَّــفْحِ يَعْبَــقُ أَغْيَدَا
قَبَسٌ مِـنَ القُـرْآنِ مُثـِّـلَ بَيْنَنَـا
بَشَرًا ، فَلَيْسَ يَضِيُرهُ صَخَبُ العِدَى
فَلِــذَا نُحِبُّهُ ، كَمْ نُحِبُّـهُ إنَّ حُبَّـ
ـهُ فَوْقَ أَيْـكِ الوُدِّ طَيْرٌ قَدْ شَـدَا
وَنَقُولُ عِنْدَ سَمَــاعِ ذِكْـرِهِ هَيْبَةً
" صَلَّى عَـلَيْكَ اللهُ يَا عَـلَمَ الهُدَى "