__________________________
_______________
الحجر الاسود
أصل الحجر الأسود ملك عظيم , وهو يجدد الميثاق الذي أخذه في عالم الذر لمن يسلم عليه ويقبله , فعن نكير بن أعين قال :
قال لي أبوعبدالله : هل تدري ما كان الحجر , قال قلت : لا قال : كان نلكاً عظيماً من عظماء الملائكة عند الله عز وجل , فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به , وأقر ذلك الملك , فتخذه الله أميناً على جميع خلقه فألقمه الميثاق , وأودعة عنده , واستبعد الخلق أن يجددوا عنده في كل سنه الإقراربالميثاق والعهد الذي أخذه الله عليهم , ثم جعله الله مع آدم في الجنة يذكرالميثاق ويجدد عنده الإقرار في كل سنة , فلما عصى آدم , فأخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذه الله عليه , وعلى ولده لمحمد ,وجعله باهتاً حيراناً , فلما تاب على آدم حول ذلك الملك في صورة درة بيضاء , فرماه من الجنه إلى آدم , وهو بأرض السند- الهند- فلما رآه آنس إليهوهو لايعرفه بأكثر من أنه جوهرة , فأنطقه الله عز وجل , فقال , يا آدم أتعرفني قال: لاقال أجل : استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك , وتحول إلى الصورة التيكان بها في الجنة مع آدم , فقال لآدم : أن العهد والميثاق , فوثب إليه آدم , وذكرالميثاق , وبكى وخضع له وقبله وجدد الإقرار بالعهد والميثاق , ثم حول الله عز وجل إلى جوهر الحجر إلى درة بيضاء صافية تضيء فحمله آدم على عاتقهإجلالاً وتعظيماًفكان إذا أعيى حمله عنه جبرئيل حتى وافى به مكة , فمازال يأنس به بمكة ويجدد الإقرار له كل يوم وليلة ثم إن الله عز وجل لما أهبط جبرئيل إلى أرضه وبنى الكعبة هبط إلى ذلك المكان بين الركن والباب وفي ذلك الموضع تراءى لآدم حين أخذ الميثاق , وفي ذلك الموضع ألقم الملك الميثاق, فلتلك العلة وضع في الركن ونحى آدم من مكان البيت إلى الصفا , وحواء إلى المروة , وجعل الحجر في الركن , فكبر الله وهلله ومجده فا لذلك جرت السنه بالتكبير في استقبال الركن الذي فيه الحجر ,وأن الله عز وجل أودعه العهد والميثاق وألقمه إياه دون غيره من الملائكة , لأن الله عز وجل لما أخذ الميثاقله بالربوبية ولمحمد بالنبوة أصطكت فرائص الملائكة, وأول من أسرع إلى الإقرار بذلك الملك , ولم يكن فيهم أشد حباً لمحمد صلى الله علية وسلم منه فا ذلك اختاره الله عز وجل من بينهم وألقمه الميثاق فهو يجيء يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة ليشهد لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق ( عن عوالم العلوم )
قال : وكان في القوم الحجيج علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال :بلى والله إنه ليضر وينفع , قال: وبم ذلك يا أباالحسن ؟ قال: قول الله تعالى , قال: أشهد أنك لذو علم بكتاب الله , فأين ذلك من الكتاب؟ قال: قول الله عز وجل : { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا } وأخبرك أن الله سبحانه لما خلق آدم مسح ظهره , فاستخرج ذرية من صلبه سيما في هيئة الذر , فألزمهم العقل وقر ربهم أنه الرب , وأنهم العبد , فأقروا له بالربوبية وشهدوا على أنفسهم بالعبودية والله عز وجل يعلم أنهم في ذلك منازل مختلفة , فكتب أسماء عبيده في رق , وكان لهذا الحجر يومئذٍ عينان ولسانان و شفتان , فقال له إفتح فاك قال : ففتح فاه فألقمه ذلك الرق , ثم قال له : اشهد لمن وافاك بالموفاة يوم القيامة , فلما أهبط آدم علية السلام هبط والحجر معه فجعله في موضعة من هذا الركن وكانت الملائكة تحج إلى هذا البيت من قبل أن يخلق الله آدم , ثم حجه آدم ثم نوح من بعده , ثم تهدم ودرست قواعده فاستودع الحجر من أبي قبيس ( أبي قبيس هو جبل مطل على مكة ) فلما أعاد إبراهيم واسماعيل بناء البيت , وبناء قواعده واستخرجا الحجر من أبي قبيس بوحي من الله عز وجل , فجعلاه بحيث هذا اليوم من الركن وهو من حجارة الجنة , وكان لما أنزل في مثل لون الدر وبياضه , وصفاء الياقوت وضيائه سود وهي اقرب الرويات
منقول
_______
__________________
______________________