مع دخول فصل الشتاء ونزول أول قطرات المطر يتناقل الناس أخبار الترفاس وأين ظهر ويبدؤون في البحث عن هذا الفطر استمتاعاً بقضاء الوقت في البحث عنه، وأيضاً بطعمه الذي يحاول الكثير ألا يمر الشتاء إلا وقد تناول شيئاً منه، والترفاس نبات فطري يؤكل، وهو يخرج من الأرض كما يخرج الفطر، وهو لذيذ الطعم وله رائحة عطرية ويتراوح حجمه بين البندقة والبرتقالة، وتبدأ تباشير ظهور الترفاس بعد أول مطرة بـ 45 ليلة من مطر الموسم، والهوبر هو أول نوع يظهر ولونه أسود وداخله أبيض وهذا النوع يظهر قبل ظهور الترفاس الأصلي وهو يدل على أن الترفاس المأكول سيظهر قريباً ، ويعتبر هذا النوع أردأ أنواع الفقع ونادراً ما يؤكل، أما الترفاس الصالح للأكل فيظهر مع أول دفء شمس الربيع بعد 75 ليلة من أول مطر الموسم، وأول عشرين يوماً من الربيع إذا نزل فيها المطر تعتبر موسم وهو منبت الترفاس بشرط تتابع المطر وكثرة رعد السحب الممطرة فكلما كثر الرعد كثر الفقع لذلك يسميه العرب «بنات الرعد» لأنه يكثر بكثرته.
والكمأة أو الترفاس ينبت في جزيرة العرب وبلاد الشام وفي مصر وليبيا والمغرب العربي وفي بعض الدول الأوربية
وقد وردت عدة أحاديث في منافع الترفاس ( الكمأة) حيث ورد في صحيح البخاري ومسلم عشرة أحاديث تتكلم عن فضل الكمأة ومنها ما ورد عن عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ». رواه البخاري ومسلم
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم « الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ الَّذِى أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ ». رواه مسلم
[Getty Images] الترفاس الجزائري منتج جديد موجه للتصدير ويحظى بشعبية كبيرة.
يعرف موسم الترفاس في الجزائر نجاحا كبيرا هذه السنة. فالتجار سعداء بالأرباح، في حين تتمكن شركات التصدير والشحن بالكاد من الوفاء بالطلب، لكن الأهم من كل ذلك هو فرص الشغل الجديدة المتاحة للراغبين في قطف هذه الثمرة الشهية.
كمأ الترفاس ينمو بكثرة في الصحراء الجنوبية الغربية الجزائرية. ولا يحتاج المزارعون لبذل أي مجهود لزرعها. فكل ما تحتاجه هو الأمطار.
وهذه السنة، كانت السماء سخية.
ومنذ مطلع الموسم، تتوجه الشاحنات إلى مطار الهواري بومدين في العاصمة الجزائر محملة الترفاس وتعود خاوية. وجهة الشحنة: بلدان الخليج وسوريا.
وعلى سبيل المثال، كانت رحلة الجزائر-دبي ممتلئة عن آخرها لدرجة أن مديري الشحن اضطروا للحد من كميات الترفاس المشحونة كل يوم. ويقول مسؤولو المطار إنه يسمح بنقل 15 طن فقط في كل شحنة وذلك بسبب النقص في الموظفين والتجهيزات.
ويقول المسؤولون في قسم الشحن بالخطوط الجوية الجزائرية إنه تم تسجيل أزيد من 80 مليون دينار من الأرباح في فبراير. ويمكنهم تحقيق المزيد إذا كانت لديهم موارد أفضل حسب قول مدير قسم الشحن عاشور بلجيلالي.
شركات التصدير سعيدة بنفس القدر.
وقال أحمد غانم الذي يدير شركة التصدير الأهلية "الأمور تسير بشكل جيد. فالترفاس يباع مثل الفطائر الساخنة والزبائن يطلبون دائما المزيد".
أنوار السليماني يدير عددا من المشاريع في دبي. وكان يصدر الترفاس لبلدان الخليج. وأوضح أن الوقت قد حان للتوسع.
"سأبدأ إرسال شحناتي الأولى إلى سوريا، بمعدل طنين في كل شحنة. وفي الوقت الحالي، إنها تدر أرباحا جيدة. وآمل تأسيس مقاولتي الخاصة في السنة المقبلة".
وفي بعض المناطق، بالكاد يلبي المنتج الطلب المحلي، كما هو الشأن في منطقة بوسعادة حيث يستهلك الناس الجزء الأكبر من الترفاس الذي يقطفونه.
وفوجئ قاطفو الترفاس الشباب من بوسعادة وبشار (800 كلم جنوب غرب العاصمة الجزائر) بتحول غذائهم الأساسي والمألوف إلى تجارة كبيرة، لكنهم لا يشتكون من ذلك.