بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
إخواني واخواتي الاعزاء بحول الله وقوته
سأعمل على تنزيل تفسير السور القرآنية
جميعها ابتداء من الفاتحة ونهاية بسورة
الناس ... واتمنى ان تستفيدوا منها ....
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)
(بسم الله ) بدأ الحق كتابه بالبسملة الشريفة لما أحتوت عليه من الأسرار اللطيفة اذ قال بعضهم إن جميع أسرار العلوم فيها و قال بعضهم في النقطة التي تحت الباء هي سر الله المحيط وفيها من العلوم مالا يدخل تحت المحيط و الباء متعلقه بمحذوف باسم الله اقرأ إذا كان المبدوء مقروءا وهكذا يقدر كل شارع في أمر ما يناسبه والله علم على الذات (الرحمن) الذي وسعت رحمته الدنيا و الآخرة ( الرحيم) الجاعل شريف مظهر هذا الاسم في الدار الآخرة و البسملة عند البعض آية من الفاتحة وعند آخرين آية من كل سورة ذكر الجد سيدي عبد الله الميرغني في شرحه على الصلاة المشيشية أن الله تعالى أوحى إلي نبي من الانبياء من أتى يوم القيامة وفي صحيفته أربعة آلاف مرة بسم الله الرحمن الرحيم ركزت لواءه إلي قائمة من قوائم العرش وشفعته في اثني عشر ألف عتيق قدج استوجبوا النار ولولا أني قضيت على كل نفس بالموت ما قبضت روحه ولا يمنعه أن يدخل الجنة إلا أن ينزل به الموت ( الحمد ) هو الثناء بالجميل على جميع النعم (لله ) المستحق له على الحقيقة دون غيره وقرئ الحمد لله بإتباع الدال اللام و بالعكس (رب ) وقرئ بالنصب و الرب في اللغة هو المولى ( العالمين ) الثقلين و الملائكة وهو رب و مصلح كل موجود وتربيته للخلق بحسب تنقلاتهم من طور إلي طور واختلاف الأطوار في العباد فتربيته للصغير بإرضاع أمه ثم بتناوله من الطعام شيئا فشيئا إلي أن يقدر على القيام به وتربيته للكبير بزيادة عقله و اتساع فهمه و إدراكه دقائق الأمور بالفطانه وتربيته للعارفين بحسب ترقيهم في منالزل القرب إلي جنابه الأقدس وكماله المقدس
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
(الرحمن) الذي رحم عباده في الدنيا يالتوفيق إلي الأعمال الصالحة و في الآخرة بالجزاء عليها وزيادة الفضل (الرحيم ) الذي يرحم عباده المؤمنين في الآخرة بشهود جماله العالي وتوالي خطابه المتلالي (مالك ) وقرئ ملك وقرئ ملك بالتخفيف وقرئ ملك بلفظ الفعل الماضي وقرئ ملكا بالنصب منونا وملك بالرفع منونا (يوم الدين ) يوم الجزاء وهو يوم القيامة وتخصيصه بذكر ملك هذا اليوم لظهور انفراد الملك فيه للحق دون غيره وإن كان هو المالك لما قبل ذلك وبعده (إياك) مفعول مقدم (نعبد ) فعل مؤخر وقرئ بكسر النون و المعنى أن قيامنا في العبادة بك إذلولا شروق نوره على العبد المتوجه إلي جنابه لم يقم بشيء من الأمور الواجبة عليه الموصلة إلي عظيم رحابه (وإياك ) أي بك (نستعين ) وقرئ بكسر النون أيضا أي واستعانتنا في جميع ما نشتغل به من القربات وغيرها بك لا بغيرك وصلاح أحوالنا في سيرنا بجليل نفعك لا ضرك (اهدنا ) فعل دعاء أي نطلب منك أن تهدينا (الصراط ) وقرئ بالسين وقرئ بين بين (المستقيم ) أي المستوي الذي لا اعوجاج فيه (صراط ) سبيل و طريق (الذين ) موصول (أنعمت ) وتفضلت (عليهم ) من العباد وينبغي للمصلي هنا أن يلاحظ سبيل الأنبياء و الأولياء و الصوفية ومن نحا نحوهم من الأتقياء ( غير المغضوب عليهم ) وهم اليهود (ولا الضالين ) النصارى وقرئ وغير الضالين (آمين ) كلمة دعاء بمعنى استجب لنا وليست من الفاتحة إجماعا وعنه صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب تعدل بثلثي القرآن أخرجه عبد بن حميد وقال صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب تجزي ما لايجزي شئ من القرآن ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان وجعل القرآن في الكفة الأخرى لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات أخرجه الديلمي في الفردوس
"
"
"