السلام عليكم ورحمة الله حياكم الله ونحبكم في الله
أيّد الله سبحانه و تعالى أنبياءه بالآيات و المعجزات و هي أمورٌ خارقةٌ للعادة ، فكانت معجزة النّبيّ موسى عليه السّلام العصا التي تحولت إلى ثعبانٍ مبينٍ و اليد التي تصبح بيضاء منيرةً ، و كانت معجزة سيّدنا عيسى علاج المرضى و ذوي الأسقام و إحياء الموتى بإذن الله تعالى ، و كانت معجزة سيّدنا محمّد عليه الصّلاة و السّلام وحياً و هو كتاب الله القرآن الكريم ، المعجز ببيانه و ألفاظه و تحدّى الله فيه الإنس و الجنّ أن يأتوا بسورةٍ من مثله . ومن بين الأنبياء الذين أكرمهم الله و أيّدهم بالمعجزات النّبيّ صالح عليه السّلام ، فقد بعثه الله إلى قومٍ كفروا بالله و عبدوا الأصنام و اغترّوا بقوتهم و ما منحهم الله إياه من العافية و القوّة في الجسم ، فقد كانوا من شدّتهم ينحتون في الجبال بيوتاً يتّخذونها سكنٌ لهم ، فجاءهم سيّدنا صالح يذكّرهم بالله و أن يعبدوه وحده و لا يشركوا به شيئاً.
فالله هو الذي استخلفهم في الأرض و أكرمهم بنعمه الجمّة فكيف يعبدوا غيره و كيف يجحدوا نعمه ، و لم ييأس سيّدنا صالح من دعوتهم ليلاً و نهاراً و هم يجادلونه بالباطل و يجاهرون بالمعاصي و يظهرون له الشّكّ في دين التّوحيد الذي أتى به ، حجّتهم الدّاحضة كيف نترك ما كان يعبد آباؤنا ، و قد حاولوا استمالته إليهم بقولهم إنّك كنت ذو شأنٍ و مكانةٍ عندنا فلا تضيّع مكانتك بما تدعون إليه ، و طلبوا من سيّدنا صالح عليه السّلام أن يأتيهم بمعجزةٍ من عند الله إمعاناً في الضلال و استكبارا ، خشي سيّدنا صالح من ذلك فهو يعلم أنّه إذا نزلت معجزة الله و لم يؤمنوا بها عذّبهم الله ، لكن أمام إلحاحهم لبّى طلبهم و دعا الله أن ينزّل معجزةً من عنده ، فأخرج الله سبحانه ناقةً من صخرةٍ صماءٍ في جبل فكانت آيةً عجباً ، و عندما رأوها لم يزيدهم ذلك إلا ضلالاً و تكذيباً ، فجمع سيّدنا صالح من آمن معه و عزم على الرّحيل فقد حان أمر الله ، و هتف في القوم أن تمتّعوا في دياركم ثلاثة أيّام بوعدٍ غير مكذوبٍ ، و عند انقضاء المهلة أتى عذاب الله فحلّت الصّيحة بهم فإذا هم خامدون هالكون