السلام عليكم ورحمة الله حياكم الله ونحبكم في الله أما بعد أسأل الله تعالى أن لا يحرمنا من زيارة المقام الأسمى علي وجه البسيطة وألا يحرمكم معنا نحن وكل من قال أمين والحمد لله رب العرش العظيم كيف لا والأفئدة تشتاق إليه يا رب العزة والجبروت أمين وبالإجابة جدير
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الدي جعل كلمة التوحيد حرزا وحصنا وجعل البيت العتيق متابة للناس وأمنا،وأنسبه بالنسبة إلي نفسه تشريفا وتحصينا ومنا وجعل زيارته وطوافه،حجابا بين العبد وبين العداب والصلاة والسلام علي محمد نبي الرحمة وسيد الأمة وعلي أله وصحبه قادة الحق وسادة الخلق وسلم تسليما كتيرا أما بعد فإن الحج ركن من أركان الإسلام ومبانيه عبادة العمر وختام الأمر وتمام الإسلام وكمال الدين ،وفيه أنزلت (اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
مكة والمدينة حرسهما الله وشد الرحال إليهما ،قال تعالى (وأذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلي كل ضامر ياتين من كل فج عميق ) لما أمر الله سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وعلي نبينا وعلي كل عبد مصطفى ،أن يؤدن في الناس بالحج نادى ياأيها الناس إن الله عز وجل بنا بيتا فحجوه ،قال تعالى (ليشهدوا منافع لهم ) قيل والله أعلم التجارة في الموسم والأجر الجزيل في الأخرة ،ولما سمع بعد السلف هدا قال غفر لهم ورب الكعبة ،وقيل في تفسيره عز وجل (لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) أي طريق مكة يقعد الشيطان عليها ليمنع الناس منها ،قال صلى الله عليه وسلم من حج البيت فلم يرفت ولم يفسق،خرج من دنوبه كيوم ولدته أمه ،وقال بأبي هو وأمي ما رؤي الشيطان أصغر ولاأدحر ولا أحقر ولا أغيض منه ، في يوم عرفة وما دلك إلا لما يري من نزول الرحمة وتجاوز الله عن الدنوب العظام ، وجاء فيه أيضا أن حجة مبرورة خير من الدنيا وما فيها وليس لها جزاء إلا الجنة ، والحجاج والعمار وفد الله عز وجل أو كما يقال ضيوف الرحمان وزواره أن سألوه أعطاهم ،وإن استغفروه غفر لهم وإن استشفعوا ،شفعوا، وروي عن الحسن البصري أن صوم يوم فيه يعدل مئة ألف يوم ،والصلاة بمئة ألف صلاة ، إلي غير دلك من العمل الصالح وفي الخبر الصحيح عمرة في رمضان كحجة مع رسول الله عليه الصلاة والسلام ،وجاء في الأثر أن الله عز وجل ينظر إلي أهل الأرض كل ليلة ، فأول من ينظر إليه أهل الحرام ،وأول من ينظر إليه من أهل الحرام ،أهل المسجد الحرام فمن رأه طائفا غفر له ومن رأه مصليا غفر له ومن رأه قائما مستقبلا الكعبة غفر له
وإن شاء الله لنا تتمة في هدا الباب العظيم ،نسأل الله أن يبلغنا حجة مبرورة ما دمنا في الحياة أمين والحمد لله رب العرش العظيم