بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بوابه للدخول إلى العلوم الروحانية
إن كل هدف في الحياة غالباً له طريقين يوصلان له
طريق بناحية الصواب وطريق بناحية الخطأ
ومن أراد السلوك لإحداهما فعليه بتحضير الأسباب واتخاذ العدة ومستلزمات السفر
حتى يستطيع السير ويكمل الطريق إلى نهايته
وطالب الروحانيات لا بد له من سلوك أحد طريقين
إما الإتجاه إلى العلم الروحاني الصحيح وهذا الطريق يكون الوصول فيه صعب وطويل
ولكنه في الجانب الصحيح
وإما أن يتجه إلى السفليات ومنه ينخرط في عالم السحر وهذا هو الجانب الخاطئ
وقد يكون الوصول سريعاً وقد يكون بطيئاً
لن نتكلم عن الشق الثاني فهو لا يهمنا وسنبدأ بالكلام عن الجانب الأول
مُستمدين العون من الله عز وجل فمنه التوفيق
في البداية لا بد لكل طالب لهذا العلم أن يعرف
ما هو الهدف منه ؟
إن الهدف في البداية هو جعل هذا العلم عبادة يتقرب بها الشخص إلى خالقه عز وجل .
لأن الله عز وجل قال ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
إذاً هنا يكون الطالب عارفاً لماذا يريد الدخول إلى هذا العالم
فهذه المعرفة هي حجر الأساس الذي يُبنى عليه ما بعده .
وكيف تكون العبادة في هذا العلم ؟
تكون العبادة بنية استخدامه في إصلاح النفس والناس
ومحاولة مد يد العون للمحتاجين وإنقاذهم بما يستطيع من المعاناة التي يمرون بها ويعيشونها
بما يتوافق مع أمور الشرع في الأوامر والنواهي
ابتغاءً للأجر والمثوبة من الله عز وجل .
ماذا يفعل الطالب كي يستطيع إصلاح الناس ومد يد العون لهم ؟
هنا تكون البداية في إصلاح النفس أولاً
فالطالب إن لم يبادر بإصلاح نفسه أولاً ويعمل جاهداً لتزكية روحه فمهما فعل لن يستطيع أن يُصلح غيره
وإن لم يستطع تغيير حياته للأفضل بحيث يكون في حالة مُتزنة روحانياً
فكيف سيؤثر على من حوله ويبني مُجتمعه ؟
وقد قالوا قديماً في المثل ( فاقد الشيئ لا يُعطيه ) .
والدخول في مرحلة التزكية للنفس لا بد أن يكون
بالتدريج وعبر مراحل مدروسة ومُنظمة
حتى يتمكن الشخص من الترقي في الدرجات بلا تعب
فكل درجة تُهيئ النفس والبدن لما بعدها .
ماذا يفعل الطالب لتحصيل العلم الروحاني وكيف يختار مصادره ؟
هذا هو السؤال الصعب والذي جعل الكثير إما يتوقفون عن طلب العلم الروحاني
أو يعتمدون على النفس فيكون الخطأ أكثر من الصواب
وحينها يتم الدخول إلى متاهات التخبط بلا دراية فيحصل التراجع والإنهيار.
إذاً لا بد من البحث أولاً عن مُرشد يأخذ بيدهم ويدلهم على
الأقل إلى بداية الطريق وكيفية الدخول فيه
وهذا ما نجده صعباً هذه الأيام .
ونحن بدورنا في هذا المنتدى بقيادة الشيخ إدريس حفظه الله عز وجل
سنحاول أن نضع الأساس العام أمام طالب العلم الروحاني حتى يستطيع البدء في الدخول إلى هذا العالم عن دراية ومعرفة
ولا يعني هذا أن لا يبحث الطالب عن مُرشد ليتولى تعليمه وإرشاده عن قُرب .
وكما قلت في البداية لن يكون الأمر سهلاً خاصة لعدم التواجد مع الطلاب مُباشرة للإطلاع على حالاتهم وتقويم سلوكهم
والشيئ الآخر هو أن كل طالب له حالة خاصة ويجب التعامل معه على حسب حالته
وإعطاءه ما يناسبه من الأوراد والأذكار حتى يستطيع الوصول للصفاء الروحي .
ما هو المطلوب من الطالب ؟
المطلوب هو والإلتزام بما سنضعه من العلم حتى يتدرج في طريق الروحانية
ليصل إلى مرحلة الصفاء الروحي الذي يؤهله
للدخول بسهولة ويسر لعالم الروحانيات المُتخصص .
فمن أراد أن يُكمل معنا فليأخذ وقتاً ويجلس فيه مع نفسه ويصارحها
هل يستطيع أن يُكمل الطريق إلى نهايته ولا يتوقف ؟
لأن الإنتكاسة في هذا العلم خطيرة وتؤدي إلى
نتائج سلبية على الروح والبدن بحد سواء .
هل يريد التدرج للروحانية عن طريق العبادة ؟
أو يريد الحصول على خدمة الجن بطريقة سريعة ليحقق مطلبه الفردي ؟
ومن اليوم ليضع الأشخاص ما يريدون الوصول
إليه نصب أعينهم حتى يستريحوا ويُريحوا .
من يريد البدء بطريق العبادة
فسأضع اليوم البداية الصحيحة التي أمرنا الله عز وجل بها
والتي كانت الدرب الأول للأولياء رضي الله تعالى عنهم
إنها
التوبة والإستغفار
فيبدأ الطالب الذي يريد الدخول إلى هذا العلم بالتوبة عما مضى من الذنوب ويكون عازماً على عدم العود فيها
وليغتسل ويصلي ركعتين على هذه النية ويكثر من الإستغفار
وعند الوقوع في الذنب فلتكن التوبة والإستغفار مقرونة به مُباشرة
مع عدم الإصرار لأن الإصرار على المعصية لا يتوافق مع السائر في هذا الدرب
بل لو وضع له ورد الإستغفار يومياً صباحاً ومساءً ( 100 مرة ) ويكون مُلازماً له كل حياته فهو خير له .
والمحافظة على الصلوات في أوقاتها
مع السنن الرواتب القبلية والبعدية مع التدرب على الخشوع فيها
وحضور القلب مع إخلاص العبودية لله رب العالمين