العلوم الروحانية والقرآن الكريم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
نجد بأن القرآن الكريم به القصص القرآنية لنعلم أخبار الأنبياء والرسل وبه الشريعة ولنعلم المعاملات وبه العلوم الطبيعية كالطب والطبيعة والفلك وغيرها وبه المواعظ وبه الرحمة والنور وبه الحكمة وبه العلوم الروحانية وبه المعرفة بالله والملائكة وبالغيبيات وبه جرعات الترقى والوصول فنجد بأن القرآن الكريم به علوم ظاهرة منها الشريعة وعلوم الطبيعة والتاريخ والفلك والتدين
فالقرآن الكريم هو كتاب الله الكامل وقد حفظه الله ولايمسه الا المطهرون)الركِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَات ِإِلَىالنُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) (ابراهيم:1) )هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (الحديد:9) )رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْتَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُلَهُ رِزْقاً) (الطلاق:11)
وهناك علوم باطنة تتعلق بالغيبيات والروحانيات والحكمة والترقى للمعرفة والحقيقة ولايصح لمشتغل بالعلوم الظاهرة أن يتكلم فى علوم الباطن الا إن كان قد عمل بها ويتكلم عنها ذلك لأن علم الباطن لا يعلمه الا المؤمنين وتتدرج الكشف للمعلومات حسب درجته عند الله وعلم الروحانيات كان موجودا قبل الأسلام منذ عهد آدم ونجد التراث لكل نبى من الأنبياء ولكل ولى وعارف فسيدنا ادريس علم رسالة الرمل وسيدنا على علمالجفر ونبى اللهسليمان كان يحكم الجن )وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ) (النمل:20) والطير )قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ) (النمل:39) وكان لديه وزير للشئون الروحانية هو آصف ابن برخيا )قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَطَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاًعِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِيأَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَفَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:40) يلاحظ بأن العلوم المادية أصبحت بديلا للعلوم الروحانية التى كانت فى السابق هى التى يتعامل بها الأنسان أى أن العالم فى الماضى كان متحضرا مثل الآن لأن العلوم الروحانية كانت تعوض الفرق فمثلا الآن التلفزيون ينقل الرؤية من مكان لآخر كان بديلا عتها الكشف يمكن الأنسان أن يطلع ويرى الأمور من على بعد وكانت هذه الأمور تخصص للصالحين أو يستمع للأصوات من على بعد ولعنا نذكر موضوع ياسارية الجبل فنتذكر فيه بأن سيدنا ابن الخطاب رأى جيش المسلمين فى المعركة وأنه أثناء خطبته للجمعة قال ياسارية الجبل فسمعه قائد الجيش ياسارية وذهب للجبل حسب أمر أمير المؤمنين أما الآن أصبح التليفون هو الوسيلة وهذا متاح لكل الناس مع اختلاف درجاتهم فالماديات تحل وتعمم محل الروحانيات لكن مازال للروحانيات ميزاتها لأنها تغطى كل شىء سواء وصلت اليه الماديات أم لم تصل ولكى نعرف عن الروحانيات فأنها تتعلق بماتستطيع الروح الأنسانية أن تفعله والماديات هى ما يستطيع الأنسان كجسد أن يفعله بواسطه الفكر والعلوم الطبيعية والعمل وبالنسبة للروحانيات والذى أقصده العليا منها التى تعتمد على البادة والأيمان بالله لتقوية الروح لكى يتم التصرف فى الأمور بواسطة الروح فالأمر بسيط ليس معقدا فهناك أسماء الله موجوده منذ خلق الله آدم وعلمها الله له)وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31) وقد توارثها الأنبياء وتم استخراج دعوات منها فكانت هذه الدعوات باللغة التى كان عليها هؤلاء الأنبياء وهذه الدعوات معروفه الى الآن وهى أسماء الله بلغات مختلفه منها السريانية أو العبرية وعندما يريد إنسان أن يستخدمها فإنه يجب عليه التطهر وعبادة الله أولا ثم إختيار مكان محدود خاص به بحيث لايدخل فيه الا وهو طاهر ويقرأ الورد الذى يتكون من أسماء الله عدد كبير من المرات لكى يتروحن أى أن روحه تصبح لها قوة روحانية وبعد مدة حوالى 40 يوما يكون مهيأ للتعامل الروحانى ولابد أن يكون لديه ثقافة روحانية وهى الأتجاه للخير إعتبار كل المخلوقات أمم مثلنا لهم حقوقهم )وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) (الأنعام:3والتعامل مع كل المخلوقات بالحسنى وبالحق وبالرحمة وبالشريعة وعدم الكبر والأخلاق وعدم التدخل فيما لايعنيه وتكتم الأسرار والأنسان معرض لأختبارات تزيد كلما علت منزلته والتأكد من أن الأمور كلها بيد الله وأنه عندما يدعوا الله موقن بالأجابة والتوكل على الله فالروحانيات هى علوم متخصصه لقوم يؤمنون بالله ولهم منزلة عند اللهوعلى أساس هذه المنازل إن الله تعالى قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن: يكره الموت، وأنا أكره مساءته : صحيح البخاري عن أبي هريرة * والعلوم الروحانية بعد نزول لقرآن الكريم أصبحت مفهومة بلغتنا وأصبحت أقضل وأقوى تأثيرا وللمتطلع فالقواعد واحدة وقد أصبحت الآيات القرآنية منظمة لمايحتاجه الروحانية ونظرا لأن الروحانيات تعتمد على أسماء الله وصياغتها فى دعوات والقرآن الكريم به سور وآيات تؤدى المطلوب تماما كالسابق وحيث أن الأنسان به الخير والشرير فالمقصود بالعلوم الروحانية هى العليا حيث يتبع مالايغضب الله ولكن هناك إنسان ليس فى مستوى عالى أو حتى ليس متدينا ويتبع الشر فإن هؤلاء أيضا يمكن أن يتعلموا هذه العلوم ليستخدموها فى تسخير الجن لفعل مايطلبون ولكن الأمر يتطلب أن يقوا أنفسهم من هجوم الجن عليهم ويعلمون مايجعلهم لايخطئون فى تعاملهم مع الجن حتى لايحاكموا وهؤلاء وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَالْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً) (الجـن:6)
وأصبح العلم الروحانى العلوى بالقرآن الكريم أكثر ثراء وأفضل من أى وقت مضى