إن الإنسان لن ينجح حتماً في التخلص من الشياطين إن لم يعرف أولاً من هم الشياطين وكيف يمكنه مجابهتهم وما يستخدمونه من أسلحة فكرية لأن الشيطان لاينظر للإنسان إلا من خلال فكره فيسيطر عليه ويستخدمه لمآربه ممرغاً أنفه في دنسات الأرض، وهو يشرب نخب النصر كلما حطم أنف إنسان كان يؤمن بالله تعالي من قبل، فيمرغه وهو يضحك في نجاسات الشهوات بطناً لظهر وظهراً لبطن
والله تعالي يخبرنا جميعاً منذ البداية بعداوة إبليس للإنسان( وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ )-البقرة الاية 36 -
واهبطوا هنا ليس معناها النزول من السماء، فالله سبحانه قد قال لناأصلاً أنه قد خلق آدم من تراب هذه الأرض ولم يخلقه في السماوات وكذلك إبليس هو من مخلوقات الأرض، ولكن الهبوط هنا مجازياً لكل من شاءت نفسه الانحداروالإخلاد للأرض وشهواتها دون أن يرفع وجهه إلي السماوات متجهاً للسمو بنفسه والعلو بها عن كل النجاسات .
إن الشيطان يهدد الانسان بعدم بلوغ ما يحب أو فقدانه. كحب المال و الدنيا أو حب لمخلوق فقد يقول له اذا تصدقت سينقص مالك أو يقول اذالم تخضع لرغبات ذلك المخلوق سيضيع مقامك عنده إن الوسواس كلام الشيطان وأداته والمكان عقل الأنسان فمتى تمكن الشيطان من عقل الانسان تمكن منه جملة و تفصيلا. فيصير الانسان مسيرا من الشيطان وهو يظن أنه صاحب و يشتغل الشيطان فيك بوساوسه مستغلا ما تحمله في ذاكرتك من تجاربك و تجارب الناس مما قد يثبت كلامه و عندما تبدأ بتصديقه يأمرك بالفحشاء, فيأمر بالسرقه و الرشوة و ظلم الحقوق و الامتناع عن الصدقات و ماالى ذلك مخافة الفقر المادي و يأمربعدم احترام حدود الله كالتبرج وصولا الى الزنى مخافه الوحده و الوحشه مخافة الفقرو الاحتياج العاطفي و له في ذلك طريقة الاستدراج أي خطوة خطوة والله سبحانه وتعالى يعلم أن الانسان ضعيف وقد يسمع الى كلام الشيطان أو يضعف أمامه فأتى بتسبيق المغفرة وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً ...فوعد باعطاء مغفرته تعالى وباعطاء فضله فما أعظم مغفرة الله و ما أجزل عطاءه وليثبت كلامه ولأن الانسان قد تغلق الأبواب في وجهه و يضيع فهمه عند تفكيره ولا يرى منفذا سالكا فيذكره عز و جل بهذه العظمه قائلا وَاللَّهُ وَاسعِ ...أي وسع كل شي فما بالك بسعة المغفرة و سعة الأرزاق وان كنت أنت قد ضاع تفكيرك يا ابن آدم فأناعَلِيم, عليم بكل شي يضعفك و بما يصلح لك وبمنافذ الأرزاق و الأمور.
إن إبليس اللعين و الشيطان الرجيم ليس وحيداً في محاولاته لإغواء البشر وجرِّهم إلى الفساد و الإفساد و ترغيبهم إلى أنواع الرذائل و الخطايا والموبقات و تزينها في أعينهم ، بل يستعين بجنوده و أعوانه و مساعديه من شياطين الجن و الأنس ، و هذا ما أشارت إليه الآيات القرآنية و الأحاديث الشريفة .
وهذه أسماء أبناء إبليس ووظائفهم:
هفاف : وظيفته إيذاء الناس وتخويفهم بالظهور لهم بهيئة حيوانات مخيفة.
زلنبور : موكل على من في السوق بتزيين أفعالهم من اللغو والكذب والقسم الكاذب ومدح البضاعة لبيعها.
ولها: للوسوسة في الطهارة وفي الصلاة .
أبيض: لإثارة الغضب.
ثبر: ليزين بالمصاب بمصيبه خمش الوجه وشق الجيب ولطم الخد.
أعور: لتحريك الشهوات لدى الرجال والنساء ودفعهم للزنا.
داسم: لإثارة الفتن في البيت بين أهله.
مطرش: لإشاعة الأخبار الكاذبة.
دهار: لإيذاء المؤمنين في النوم بواسطة الأحلام المرعبة والإحتلام مع النساء الأجنبيات.
تمريح: لإشغال وقت الناس عن أداء واجباتهم.
لاقيس: بنت ابليس التي علمت نساء قوم لوط السحاق ومازالت وظيفتها إلى الآن .
مقلاص: لتزيين أمر القمار والمتقامرين ثم ايقاع العداوة بينهم.
اقبض: واجبه وضع البيض إذ يضع في اليوم 30بيضة ،10 في المشرق و 10 في المغرب و10 في وسط الأرض، فيخرج من كل بيضة عدد من الشياطين والعفاريت
إن إبليس من المُعمرين و هو ذو عمر طويل جداً و لا يموت بل يبقى حياً إلى يوم القيامة ، و إلى هذا الأمر يُشير القرآن الكريم حيث أن إبليس من الجن وليس من الملائكة يقول : { قَالَ رَبِّفَأَنظِرْنِيإِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَالْمُنظَرِينَ * إِلَى يَومِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ ).هذا و يُصرِّح القرآن الكريم بأن إبليس كان من الجن و لم يكن من الملائكة ،قال الله تعالى : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِرَبِّهِ
عندما تحدث سبحانه عن إبليس الأب الروحي الممثل لكل شياطين الجن في الأرض تكلم عن مخلوق لديه علم وعقل، ولكن الكبر قد دَخَل إلي نفسه فكفر حسداً من آدم من قبل أن يعلم سبب التفضيل ورَفَضَ الطاعة والسجود له في الأرض عندما أمره ربه بالسجود واضمر في نفسه الشر له ولذريته من بعده إلي يوم يبعثون (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ) (الكهف 50)
وبعد أن علمنا أن إبليس من الجن لا بد أن نعرف من هم الجن:
"فالجن هم مخلوقات أرضية خلقهم الله تعالي من قبل أن يخلق الإنسان من الطاقة" (طاقة النار) (وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ) (الحجر 27).إن في الجن فريق لم يؤمن بربه و فريق آخر يؤمن بالله تعالي ويوحد الله ويقرأ القرآن ولا يحقد علي أحد، ويحب المؤمنين من الناس، وممثلوا هذا الفريق من الجن يكونون علي استعداد لمؤازرة المؤمنين من الإنس وكشف مكايد الكافرين من بينهم من الذين اصطلحنا أن نسيمهم بالشياطين، وهذا يتضح بجلاء عندما نقرأ سورة الجن من الآية (1-28)، ونلاحظ أن هذه السورة التي نزلت من السماء باسم الجن تخبرالإنسان بكل ما يلزمه من الحقائق لمعرفة هذا المخلوق الذكي المرافق له فيهذه الأرض....
وفى النهاية أقول إن وسيلة وصولك الى الله هي الروح فمتى طهرت روحك و صدقت الله ولو تعارض ذلك مع العقل و حسابته فان روحك تسمو و يصير عقلك أداة لعمل الخير و لا يبقى مكان للشيطان فيك . اذا سألت فاسأل الله و اذا استعنت فاستعن بالله و اذا استعذت فاستعذ بالله واعمل ما عليك عمله في طاعة الله و دع التصرف لله .اللهم أجرنا من كيد الشيطان و أعوانه آمين.....
..............................