بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
قصيدة ابي حنيفة في مدح الرسول
يا سيد السادات جئتك قاصداً أرجو رضاك واحتمي بحماكا
والله يا خير الخلائق إن لي قلباً مشتاقا لا يروم سواكا
وبحق جاهك إنني بك مغرم والله يعلم أنني اهواكا
أنت الذي لولاك ما خلق امرؤ كلا ولا خلق الورى لولاكا
أنت الذي من نورك البدر اكتسى والشمس مشرقة بنور بهاكا
أنت الذي لما رفعت إلى السما بك قد سمت وتزينت أسراكا
انت الذي ناداك ربك مرحبا ولقد دعاك لقربه و حباكا
أنت الذي فينا سألت شفاعة ناداك ربك لم تكن لسواكا
أنت الذي لما توسل آدم من زلة بك لم تكن لسواكا
وبك الخليل دعا فعادت ناره برداً وقد خمدت بنور سناكا
ودعاك ايوب لضر مسه فأزيل عنه الضر حين دعاكا
وبك المسيح أتى بشيراً مخبرا بصفات حسنك ما دحا لعلاكا
وكذلك موسى لم يزل متوسلاً بك في القيامة محتم بحماكا
والانبياء وكل خلق في الورى والرسل والأملاك تحت لواكا
لك معجزات أعجزت كل الورى وفضائل جلت فليس تحاكى
نطق الذراع بسمه لك معلناً والضب قد لباكا حين اتاكا
والذئب جاءك والغزالة قد أتت بك تستجير و تحتمي بحماكا
وكذا الوحوش أتت إليك وسلمت وشكى البعير إليك حين رآكا
و دعوت أشجاراً أتتك مطيعة و سعت مجيبة لنداكا
والماء فاض براحتيك وسبحت صم الحصى بالفضل في يمناكا
وعليك ظللت الغمامة في الورى والجذع حن إلى كريم لقاكا
وكذاك لا اثر لنعلك في الثرى والصخر قد غاصت به قدماكا
وشفيت ذا العاهات من امراضه وملأت كل الأرض من جدواكا
ورددت عين قتادة بعد العمى وأبن الحصين شفيته بشفاكا
و كذا حبيب وابن عفر بعدما جرحا شفيتهما بلمس يداكا
و علي من رمد به داويته في خيبر فشفى بطيب لماكا
و مسست شاة لام معبد بعد ما نشفت فدرت من شفا رقياكا
و دعوت عام القحط ربك معلنا فانهل قطر السحب حين دعاكا
و دعوت كل الخلق فانقادوا إلى دعواك طوعا سامعين نداكا
و خفضت دين الكفر يا علم الهدى و رفعت دينك فاستقام هناكا
أعداك عادوا في القليب يجمعهم صرعى وقد حرموا الرضى بجفاكا
في يوم بدر قد أتتك ملائك من عند ربك قاتلت أعداكا
الفتح جاءك يوم فتحك مكة والنصر في الاحزاب قد وافاكا
هود و يونس من بهاك تجملا وجمال يوسف من ضياء سناكا
قد فقت يا طه جميع الانبياء طراً فسبحان الذي سواكا
و الله يا يس مثلك لم يكن في العالمين وحق من نباكا
عن وصفك الشعراء يا مدثر عجزوا وكلوا عن صفات علاكا
إنجيل عيسى قد اتى بك مخبراً ولنا الكتاب أتى بمدح حلاكا
ما ذا يقول المادحون وما عسى أن تجمع الكتاب من معناكا
والله لو أن البحار مدادهم والشجر أقلام جعلن لذاكا
لم تقدر الثقلان تجمع نزره أبداً وما اسطاعوا له إدراكا
بك لي فؤاد مغرم يا سيدي و حشاشة محشوة بهواكا
فإذا سكت ففيك صمتي كله و إذا نطقت فمادحاً علياكا
و إذا سمعت فعنك قولاً طيبا و إذا نظرت فما أرى إلاكا
يا مالكي كن شافعي في فاقتي إني فقير في الورى لغناكا
يا أكرم الثقلين يا كنز الغنى جد لي بجودك و ارضني برضاكا
أنا طامع في الجود منك ولم يكن لأبي حنيفة في الأنام سواكا
فعساك تشفع فيه عند حسابه فلقد غدا مستمسكاً بعراكا
فلأنت أكرم شافع ومشفع و من التجا بحماك نال رضاكا
فاجعل قراي شفاعة لي في غد فعسى أرى في الحشر تحت لواكا
صلى عليك الله يا علم الهدى ما حن مشتاق إلى مثواكا
و على صحابتك الكرام جميعهم والتابعين وكل من والاكا
منقول للفائدة