أدعية من قلوب طاهرة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم اجعل العيون منا فوَات بالعبرات ، والصدور منا محشَوة بالعبر والحرقات ، واجعل قلوبنا غوَاصة في موْج قَرْع أبواب السماوات ، تائهة من خوْفك في البوادي والفلوات وافتح لأبصارنا بابا إلي معرفتك ، ولإفهامنا إفهاما إلي النظر في نور حكمتك ، يا حبيب قلوب الوالهين ، ومنتهي رغبة الراغبين .
اللهم أنت آنس المؤنسين لأوليائك ، إلهي سري إليك مكشوف ، وأنا إليك ملهوف ، وإذا أوحشني الذئب آنسني ذكرك ، عالما بأن أزمٌة الأمور بيدك ، وأن مصدرها ممن قضائك إلهي ، مَن أوْلي بالذل والتقصير مني وقد خلقتني ضعيفا ؟ ومَن أولْي بالعفو منك وعلمك بي سابق وأمرك بي محيط ؟ أسألك بوجوب رحمتك وانقطاع حجتي وتفقٌري إليك وغناك عني أن تغفر لي خطيئتي الظاهرة والباطنة .
اللهم إنا نبات نعمك فلا تجعلنا حصائد نقمك ، اللهم أعطنا ما تريده منا ، يا من أعطانا الإيمان به غير سؤال ، ولا تمنعنا عفوك مع السؤال فإنا إليك آيبون ، ومن الإصرار علي معصيتك تائبون ، اللهم تقبٌل ما مَنَنْتَ به علينا من الإسلام والإيمان الذي به هديتنا ، واعف عنا ، إلهي ، نعمك محيطة بنا ، وأنت المذخور لشكرها ، وعزتك ما شكرك أحد إلا بك .
اللهم إني أسألك يا خير السامعين ، وبجودك ومجدك يا أكرم الأكرمين ، وبكرمك وفضلك يا أسمح السامحين ، وبإحسانك ورأفتك يا خير المعطين ، أسألك سؤال خاضع خاشع متذلل متواضع إلهي ، وسيدي ، ومولاي ضيٌَعتُ نفسي بالذنوب فردٌها عليٌ بالتوبة ، أنت تعلم أن الكريم من عبادك يعفو عمَن ظلمه وقد ظلمتُ نفسي وأنت أكرم الأكرمين فاعف عني ، إلهي ، أنت تعلم أن إبليس عدوٌ لك ولي ، وليس شيء أنْكَي لكمده وأقطع لكيده من غفرانك لي فاغفر لي يا أرحم الراحمين .
اللهم إني أسألك حسن الإقبال عليك ، والإصغاء إليك ، والفهم عنك ، والبصيرة في أمرك ، والنفاذ في طاعتك والمواظبة علي إرادتك ، والمبادرة في خدمتك ، وحسن الأدب في معاملتك ، وبرد التسليم إليك ، والنظر إلي وجهك .
إلهي ، وسيدي ، وسندي أنا بك عائذ مستغيث مستخير من تكاثف مخاوف علل سري ومن لزوم ذلك ضميري وقلبي ، حتى يكاد ذلك أن يملأ صدري ، ويوقف عليَ الانبساط إلي ذكرك عقلي ولساني ، ويمنع من الحركة في الخدمة جسمي ، فأنا في حبس ما يعارضني من ذلك من النقص والتقصير أسألك أن تخرج ذلك عن ذكري ، وتمنعه من قلبي ، واجعل أوقاتي بالليل وفي النهار بذكرك معمورة ، وبخدمتك وعبادتك موصولة ، وارزقني من طعم ذلك اللذائذ السابغة يا أكرم الأكرمين .
اللهم إن نجَيتني نجيْتني بعفوك ، وإن عذبتني عذبتني بعدلك ، رضيت ما بي لأنك ربي وأنا عبدك ، إلهي ، أنت تعلم أني لا أقوى علي النار ، وأنا أعلم أني لا أصلح للجنة فما الحيلة إلا عفوك ، إلهي ، ما أظنك تحاسب غداً بعدلك مَن غشيته اليوم بفضلك ، وعفوك يستغرق الذنوب ، ورضوانك يستغرق الآمال ، ولولا أنك بالعفو تجود ما كان عبدك بالذنب يعود.