فإن الذي ورد في الأحاديث الصحيحة أن العائن يتوضأ ويغسل داخلة إزاره فيصب ماء ذلك الغسل على المعين، فقد جاء في سنن أبي داود عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين.
وفي حديث سهل بن حنيف: فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب عليه.. الحديث رواه مالك في الموطإ وغيره.
وفي مسند الإمام أحمد من قصة سهل بن حنيف المشار إليها: ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفئ القدح وراءه، ففعل به ذلك فراح سهل مع الناس ليس به بأس. صححه الأرناؤوط.
وفي السنن الكبرى للبيهقي: أن ابن شهاب ـ وهو تابعي من أشياخ الإمام مالك ـ قَالَ: الْغُسْلُ الَّذِي أَدْرَكْنَا عُلَمَاءَنَا يَصِفُونَهُ.. فذكر كيفية الغسل ثم قال: ثُمَّ يَقُومُ الذي في يَدِهِ الْقَدَحُ بِالْقَدَحِ فَيَصُبُّهُ عَلَى رَأْسِ الْمَعْيُونِ مِنْ وَرَائِهِ ثم يكفأ القدح على وجه الأرض من وراءئه.
وأما أثر القهوة: فلا نعرف للعلاج به أصلا، قال الشيخ ابن عثيمين في فتاواه: أما الأخذ من فضلات العائن العائدة من بوله أو غائطه، فليس له أصل، وكذلك الأخذ من أثره، وإنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه وداخلة إزاره، ولعل مثلها داخلة غترته وطاقيته وثوبه. والله أعلم.
م/ن