القران الكريم و خصائص تتعلق بأسلوبه ولغته
خصائص تتعلق بأسلوبه ولغته
أنه لا يعلو عن أفهام العامة ولا يَقَصُر عن مطالب الخاصة . وهذان مطلبان لا يدركهما الفصحاء والبلغاء من الناس ، فلجأوا إلى قاعدة يعتذرون بها فقالوا : ( لكل مقام مقال ) أمّا أن يأتي كلام واحد يُخاطب به العلماء والعامة ، والملوك والسوقة ، والأذكياء ومن دونهم ، والصغير والكبير ، والذكر والأنثى ويرى فيه كل منهم مطلبه ، ويدرك من معانيه ما يكفيه ، ما لا نجده على أتمه وأكمله إلا في القرآن الكريم وحده . يقرأ فيه العامي فيشعر بجلاله ويذوق حلاوته ، ولا يتلوى عليه فهمه فتذركه هيمنته ، ويستولي عليه بيانه ، وتغشاه هدايته فيخشع قلبه ، وتدمع عيناه فينقاد له ويذعن . ويقرأ فيه العالم فيدرك فصاحته ، وتهيمن عليه بلاغته ، ويملكه بيانه ، وتنجلي له علومه ومعارفه ، وتدهشه أخباره وأنباؤه فيجد فيه زمام فكره ، وقيادة عقله ، ومنهج علمه ، ومحار فكره ، ورفعة شأنه فيذعن . ( ربنا وسعت كل شيءٍ علمًا ) ( غافر : 7 ) ثم يرفع يديه : ( ربّ زدني علمًا ) ( طه : 144 ) فتدركه الخشية ويذعن لربه ويؤمن بشرعه .
والآيات هي هي هنا وهناك لم تتغير ولم تتبدل .
ومن خصائص أسلوب القرآن الكريم : تصوير المعاني : ويراد بها إظهار المعاني بكلمات تكاد أن تجعلها بصورة المحسوس حتى تهم بلمسها بيديك وحتى تلج غلى ذهنك مترابطة متكاملة ، لا تكلف ذهنك مشقة تركيبها ، ولا تثقفه بمهمة تجميعها ، فتقسره قسرًا على الفهم والإدراك ، بل تفجؤه بانطباعها فيه بمجرد توجهه إليها . وتفسير سيد قطب رحمه الله تعالى له عناية خاصة بهذا المعنى ، وتميز فيه بين سائر المفسرين . وتصوير المعاني يكون أحيانًا بطريقة التجسيم أي بجعلها في صورة مجسمة قابلة للوزن والكثافة . فقد وصف الله سبحانه العذاب بأنه غليظ في قوله سبحانه ( ومن ورائه عذاب غليظ ) ( إبراهيم : 17 ) واليوم بأنه ثقيل . ( ويذرون رائهم يوماً ثقيلاً ) ( الإنسان : 27 ) فنقل العذاب من كونه معنى مجرداً إلى شيء ذي غلظ وسُمك ، كما نقل اليوم زمن لا يُمسك إلى شيء ذي كثافة ووزن .
وهناك خصائص أخرى كثيرة لأسلوب القرآن منها : نظمه ، ووقعه ، وجودة السبك ، وإحكام السرد ، وتعدد الأساليب ، واتحاد المعنى ، والجمع بين الإجمال والبيان ، وإيجاز اللفظ مع وفاء المعنى وغير ذلك .
منقول للفائدة