قال المباركفوري في تحفة الأحوذي:
ثم المفهوم منه أنه إذا حدث بحديث صدق ليضحك القوم فلا بأس به كما صدر
مثل ذلك من عمر رضي الله تعالى عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم حين غضب
على بعض أمهات المؤمنين
.
قال الغزالي:
وحينئذ ينبغي أن يكون من قبيل مزاح رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلا يكون إلا حقاً ولا يؤذي قلباً ولا يفرط فيه.
فإن كنت أيها السامع تقتصر عليه أحياناً وعلى الندور فلا حرج عليك.
ولكن من الغلط العظيم أن يتخذ الإنسان المزاح حرفة ، ويواظب عليه ويفرط فيه
ثم يتمسك بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو كمن يدور مع الزنوج أبداً لينظر إلى رقصهم،ويتمسك بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة رضي الله عنها في النظر إليهم وهم يلعبون .
وقال المناوي في فيض القدير:
( ويل للذي يحدث فيكذب ) في حديثه ( ليضحك به القوم ويل له ويل له )
كرره إيذاناً بشدة هلكته وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل فضيحة
فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة
كان أقبح القبائح،
ومن ثم قال الحكماء:إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة.
والله أعلم .
عبد الله زقيل
وإليكم طائفة من الفتاوى القاطعة فى الأمر
كى لا يكون هناك حجة لمن يطلع على الموضوع ثم يأتى بتلك القصص
الكاذبة مرة أخرى لمجرد أن يُضحِك الناس ويحمل هو التبعة،،
حكم النكت في الإسلام
سؤال
ما حكم(النكت) في ديننا الإسلامي وهل هي من لهو الحديث علماً بأنها
ليست استهزاء بالدين..أفتونا مأجورين؟
الجواب
التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم
الإكثار من ذلك
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقاً،
أما ما كان بالكذب لا يجوز لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له"
والله ولي التوفيق.
العلامة/ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى
مجلة البحوث العدد/27،صفحة:87
والآن إخواني وأخواتي في الله علينا الحذر كل الحذر
فإن كان قد صدر منا في لحظة ما يغضب الله ورسوله
فها نحن قد عرفنا الحق الواضح وليس لنا حجة في عدم إتباعه
فقد قالها نبينا الكريم أن الويل لمن يحدث الحديث بالكذب ليضحك عليه غيره
وهذا حال النكت فهي عبارة عن أقوال و أفعال مكذوبة تُنسَب إلى بشر
لم يفعلوها كما أنها تعتبر غيبة في أوقات كثيرة
فقد سمعت الشيخ حسين يعقوب في أحد شرائطه الإسلامية لا أذكر اسمه
يقول أنه إذا قلت مثلاً مرة واحد صعيدي فعل كذا وكذا تبقى كده إغتبت كل
الصعايدة فأنت تنكت عليهم وتضحك عليهم البشر لتنعتهم بالغباء
فماذا ستفعل أمامهم يوم القيامة؟
هل ستتحمل أن تغتاب كل هؤلاء؟
وهكذا في معظم النكت المروية جميعها ينسب الغباء لأهل بلد معين
والبخل لأهل بلد آخر
يتبع