تسامى بخلقه
ظلمات شرك أوحشتها .. أحقاد قلوب أرمضتها
جبال قاسية بقسوة قلوب قاطنيها .. أرض جرداء قاحلة بسوء فعال عامريها
نفوس ارتأت الثأر وسفك الدماء شجاعة .. وقهر الضعيف وسلبه حق لكل قوي متجبر .!
تلك هي حال مكة السالفة .. قبل بزوغ نجم الهدى في سمائها
فلما آن أوان توهج نور الرسالة .. اصطفى الله قرى مكة للهداية
فتسامى النور من بين الجبال .. وتعالى صدى خير من وطئ الثرى
صادعاً بدعوة التوحيد .. جامعاً لخصال الفضائل متمماً لها
فتهافتت القلوب نحو الصادق الأمين .. تتنسم أريج محاسن أخلاقه .. وتستقي من معينه الصافي
أرفق الخلق وأعدلهم .. أحلمهم بالجاهلين وأكرمهم .. أتقاهم وأوفاهم .. حسبه تزكية ربه جل وعلا
[ وإنك لعلى خلق عظيم ]
أقام للأخلاق قلاعاً .. وبشر من اعتلاها بخير محبة وجوار
[ إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً ]
وأبطل كل دعوى جاهلية .. فساوى بين البشر .. ونقض معاني الثأر وسفك الدماء إلا بحقها
عاشره الصحابة الكرام .. فهاموا بحبه وبذلوا الروح رخيصة لفداه .. وساروا على نهجه فتلألؤا في سماء الفضائل سعياً لكمال إيمانهم
[ أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً ]
حياته ملأى بوصايا جليلة وعظات ... وشوقاً لأمته ورحمات
فقد قال الحبيب - صلى الله عليه وسلم - :
[ وددت أَنِّي لقيتُ إخواني ] فقال الصحابة : نحن إخوانك قال [ أنتم أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني ] .
فلننتبع هدي من تمنى لقيانا ونقتدي به أملاً بقرب مجلس منه في الجنان
فيامن تنادى بحب النبي صلى الله عليه وسلم ..
متى تجعله واقعاً ونهج حياة .؟!