الملائكة في العقيدة الإسلامية
يؤمن كل المسلمين بأنّ الملائكة إنّما هم عباد الله المكرمون، وهم الرسل بينه تعالى وبين رسله وأنبيائه عليهم الصلاة والسلام ﴿جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ﴾
وأنها مخلوقات قائمة بنفسها
خلقها الله من نور كما جاء في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجانّ من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم))
أي بعكس طبيعة البشر المخلوقة من طين، وطبيعة الجن الذين خلقوا من نار.
وأنّ هذه المخلوقات النورانية اللطيفة لا يمكن لبشر رؤيتهم بصورتهم الحقيقية حيث لم يؤتِ الله أبصار البشر القدرة على ذلك؛ ويمكن رؤيتهم فقط في حالة تمثّلهم وتصوّرهم بهيئة بشرية بدلالة النص الشرعي الذي أخبر بذلك؛ وما رأهم في هيئتهم الحقيقية من الأمة الإسلامية إلا الرسول صلى الله عليه وسلم حيث رأى جبريل مرتين في صورته الملائكية التي خلقه الله عليها، والتي ذكرتا في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ﴾
، والأخرى في قوله: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى﴾
ورد في صحيح مسلم: ((أنّ عائشة رضي الله عنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن هاتين الآيتين فقال صلى الله عليه وسلم: إنما هو جبريل، لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين.
رأيته منهبطاً من السماء، سادّاً عِظَمُ خَلْقه ما بين السماء إلى الأرض))
وهم ليسوا كما زعم المشركون بناتاً لله عز وجل ولا أولاداً ولا شركاء معه ولا أنداداً - تعالى الله عن ذلك عزّ شأنه - يقول الله تعالى: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾
وقوله: ﴿وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ﴾
حيث يؤكد الله عز وجل في كلتا الآيتين أنّهم عباد له ومكرمون باللفظ ﴿عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾ ﴿عِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾.
و الله اعلممنقول للفائدة