بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صل وسلم وبارك على سيد الاولين والآخرين وخير خلق الله اجمعين
الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، أرسلَ نبيَّهُ بالْهُدَى ودِينِ الحقِّ المبينِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ،وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وأَشْهَدُ أَنَّ سيدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ،فاللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، وعلى مَنْ تَبِعَهُمْ بإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: لقَدْ دَعَا إبراهيمُ عليهِ السلامُ ربَّهُ العلاَّمَ أَنْ يبعَثَ فِي ذريتِهِ رسولاً يعلِّمُهُمُ الكتابَ والحكمةَ والأحكامَ فقالَ:رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
وبشَّرَ عيسَى عليهِ السلامُ برسولٍ يعقبُهُ فِي السنينَ والأعوامِ، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ
فكانَ ميلادُهُ ميلادَ رسالةٍ وأُمَّةٍ وحضارةٍ نَضَّرَتْ وجْهَ التاريخِ، وبُدِّلَتِ الأرضُ غيرَ الأرضِ، فعَمَّ الإيمانُ، وانتشرَ السلامُ، وأَشْرَقَ النُّورُ علَى البَرِّ والبَحْرِ والإنسانِ والحيوانِ والنَّباتِ والْجَماداتِ، وكانَ مولدُهُ -علَى الراجِحِ- فِي يومِ الاثنينِ ليلةَ الثانِي عشرَ مِنْ ربيعٍ الأولِ عامَ الفِيلِ، فكانَ أَسْعَدَ يومٍ طَلَعَتْ فيهِ الشَّمْسُ.
وتبتهَجُ القلوبُ فِي هذهِ الأيامِ، وهيَ تتذكَّرُ مولدَ خيرِ الأنامِ، نبيِّنَا محمدٍ عليهِ أفضلُ صلاةٍ وأزكَى سلامٍ، الذِي مَنَّ اللَّهُ تعالَى بهِ علَى المؤمنينَ، قالَ تعالَى:لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ
فهذه الليلة المقبلة علينا هي ذكرى لمولد خير من يمشي على قدم وهي الليلة التي من الله علينا باحسن ما خلق وجعله لنا رسولا وقال عبادي كونوا مسلمين لله
فنسال الله ان يعيدها علينا وعلى امة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم وهي في احسن الاحوال
ونسال الله عز وجل ببركة حبيبه ان يعم السلام والوآم بين كل المسلمين
آمين