روى المحدّث النوري قدّس سرّه في الصّحيفة العلويّة الثّانية بسنده عن الرّضا عليه السّلام عن آبائه عن الحسين عليه السّلام إنّ أعرابياً جاء إلى عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه فشكا إليه الفقر والخلة فقال له عليُُّ صلوات الله عليه : عليك بالإستغفار يا أعرابيّ فإنّ الله تعالى ذكره يقول إستغفروا ربّكمْ إنّه كان غفّاراً يرسلُ السّماء عليكمْ مدراراً ويمددكمْ بأموالٍ وبنينَ ويجعلُ لكمْ جنّاتٍ ويجعلُ لكمْ أنهاراً
فقال الأعرابي إنّي لأستغفر الله كثيراً وما أرى مالي يزداد
قال عليه السلام : لعلك لا تحسن أن تستغفر قال : فعلمني يا أمير المؤمنين
قال : يا أعرابي إذا آويتَ إلى فراشك فقل :
( اللّهمَّ اني أستغفركَ منْ كلَّ ذنبٍ قوي عليهِ بدني بعافيتكِ أوْ نالتهُ قدرتي بفضلِ نعمتكَ أوْ بسطتُ إليهِ يدي بسابغ رزقكَ أو اتّكلتُ فيهِ عندَ خوفي منهَ على أناتكَ أوْ وثقتُ فيهِ بحلمكَ أوْ عوّلتُ فيهِ على كريمِ عفوكَ اللّهمَّ إنّي أستغفركَ منْ كلِّ ذنبٍ خنتُ فيه أمانتي ونجّستُ بفعلهِ نفسي أوْ احتطبتُ بهِ على بدني أوْ قدّمتُ فيهِ لذّتي أوْ آثرتُ فيهِ شهوتي أوْ سعيتُ فيهِ لغيري أوْ استغويتُ إليه منْ تبعني أوْ غلبتُ عليهِ بفضلِ حيلتي أوْ أحلتُ فيهِ مولاي فلمْ تغلبني على فعلي إذْ كنتُ كارهاً لمعصيتي لكنْ سبقَ علمكَ بفعلي فحلمتَ عنّي لمْ تدخلني فيهِ جبراً ولمْ تحملني عليهِ قهراً ولمْ تظلمني فيهِ شيئاً )
وابكِ يا أعرابي وإن لم تجدْ البكاء فتباكَ
قال الحسين عليه السّلام فغاب عنّا الأعرابي سنة ثم عاد إلينا فقال يا أمير المؤمنين قد كثر مالي ولا أجد موضعاً أشدّ فيه إبلي وغنمي وأضع مالي كثرة.