موعظة من أواخر سورة القيامة
قال الله عزوجل
كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ () وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ () وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ () وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ () بِٱلسَّاقِ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ () فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّىٰ () وَلَـٰكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ () ثُمَّ ذَهَبَ إِلَىٰ أَهْلِهِ يَتَمَطَّىٰ () أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ () ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ () أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى () أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ () ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ () فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ () أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِـيَ ٱلْمَوْتَىٰ
===============
معنى الايات :
ما زال السياق الكريم في تقرير عقيدة البعث والجزاء فقوله تعالى { كَلاَّ } أي ليس الأمر كما تحسب أيها الإِنسان أن الله لا يجمع عظامك ولا يحييك ولا يجزيك انظر إليك وأنت على فراش الموت إلى أين يكون مساقك إذا بلغت روحك التراقي من عظام حلقك وقال عوادك وممرضوك هل من راق يرقيك أو طبيب يداويك
وأيقنت أنه الفراق لدنياك وأهلك وذويك، والتفت ساقك اليمنى باليسرى وشدة فراقك الدنيا بشدة إقبالك على الآخرة هنا انظر إلى أين يذهب بك أما جسمك فإِلى مقره في الأرض تواريك، وأما روحك فإِلى ربك ليحكم فيك. وقد كذبت بآياته وكفرت بآلائه. فلا صدقت ولا صليت، ولكن كذبت وتوليت كان هذا نصيبك من دينك، وأما دنياك، فقد كنت تتمطى استكبارا وتتبختر إعجابا.
إذاً { أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } أي وليك الهلاك في الدنيا { ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ } أي وليك العذاب في الأخرى وعودة إلى تقريعك وتوبيخك يا من كفرت ربك وتنكرت لأصلك اسمع ما يُقال لك أحسبت أنك تترك سدى، تعيش سبهللا، لا تؤمر ولا تنهى، لا يؤخذ منك ولا تُعطى كلا ألم تك قبل كفرك وجحودك نطفة قطرة ماء من منيّ تمنى قل بلى أو أولى لك فأولى، ثم كنت علقة فخلقك الله جل جلاله منها فسوىّ خلقك بتعديل أعضائك فجعل من نوعك الذكر والأنثى.
قل لي بربك هل تنكر ذلك فإِن قلت لا. قلنا أليس الله بقادر على أن يحيى الموتى؟ سبحانك اللهم بلى.
منقول بترتيب
((أيسر التفاسير لأبي بكر الجزائري ))