التدين فطرة:
مفهوم الدين في الاصطلاح الإسلامي: الإيمان بذات إلهية جديرة بالطاعة والعبادة، من خلال النصوص التي تحدد صفات تلك الذات، وتبين القواعد العملية التي ترسم طريق عبادتها، والشواهد على ذلك كثيرة منها:
*الشواهد العقلية:
1 - إن فطرة التدين أصيلة في الإنسان، وهذا أمر لا يقبل المراء بناء على الشواهد التاريخية والواقعية. ومع أن علماء المقارنة بين الأديان -على اختلاف مللهم - متفقون على تأصل العقيدة الدينية في طبائع بني الإنسان. - إن ظاهرة التدين- المتمثلة في البحث عن قوة عليا- تعم البشر جميعهم، ولا يستغنون عنها بغريزة من الغرائز الأخرى كحب البقاء، أو حب النوع، أو حب المعرفة، أو حب الوطن أو غير ذلك من الغرائز.
3 - إن الدين لم يكن لازما من لوازم الجماعات البشرية لأنه مصلحة وطنية أو حاجة حياتية حيوية، لأن الدين قد وجد قبل وجود الأوطان، ولأن الحاجة الحيوية تتحقق أغراضها في كل زمن، وتتوافر أسبابها في كل حالة،ولا يزال الإنسان بعد تحقق هذه الأغراض في حاجة إلى الدين. لكن الدين كان لازما؛ لأنه يقرر مكان الإنسان الفرد في الكون أو في الحياة، و يبين للإنسان العلاقات بين الكائنات جميعا،ويبين مصدر الحياة، ولأن الإنسان لا يقنع بالحياة المحدودة، فهو يسعى إلى حياة الخلود، ويريد لنفسه أن تتصل بالكون كله في أوسع مداه.
*-شواهد من الطبيعة:
1 - إن من طبيعة الإنسان أنه عندما يقع في مأزق- ولا يجد في القوى المادية معينا ومنقذا له- فإنه يلجأ إلى الله تعالى متضرعا إليه بالدعاء حتى ينقذه مما هو فيه. قال تعالى: {وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا {67} الإسراء
2 - إن النفوس مجبولة على حب من يحسن إليها، لذلك تعظمه وتتقرب إليه، وهذه الفطرة ثابتة حتى في الحيوان. أما ترى أن الكلب يكون وفيا لصاحبه، حتى إنه يدافع عنه بنفسه ويموت دونه! لذلك فإن الإنسان مفطور على معرفة ربه الذي خلقه، وعلى عبادته لذا قال الله تعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم {6} الذي خلقك فسواك فعدلك {7} في أي صورة ما شاء ركبك {8} [سورة الانفطار].
م/ن