بسم الله الرحمن الرحيم
الإعجاز القرآنى فى كلمتى
" الملك" و"الفرعون"
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ (11) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (12)
إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (14)
إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا (15) وَأَكِيدُ كَيْدًا (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا (17)
هذا الموضوع للتذكير فقط
للتذكير ليس إلا ......
لتذكير كل جاحد
ولتذكير كل عابد .........
فالمعلومة – أعتقد – أنها معروفة للكثيرين
فلقد وردت فى كتاب دكتور موريس بوكاى حول القرآن و العهد القديم و العلم الحديث .
وهى من الدقة لدرجة أنها تنسف إدعائين فى ضربة واحدة .
فهى تنسف إدعاء النصارى و اليهود إقتباس القرآن من العهد القديم
وفى الوقت ذاته تنسف الإدعاء القائل بأن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم هو
مؤلف القرآن وأن القرآن من نتاج أفكاره .
القصة هى قصة بنى إسرائيل وتنطوى على قدر من المعلومات يخص حقبتين
تاريخيتين منفصلتين من تاريخ مصر القديمة فمن منا لا يعلم بقصة
دخول بنى إسرائيل إلى أرض مصر فى زمن يعقوب ؟
ومن منا لا يعلم بزمان خروجهم من مصر فى فى عهد نبى الله موسى
ولكن القرآن الكريم كان من الدقة فى الوصف إلى درجة أنه فصل بين حقبتين تاريخيتين
فى تاريخ مصر القديمة بكلمة واحدة .
ولتفهموا ما أنقله لكم علينا أن نقرأ آيات القرآن الكريم التى تتحدث حول سيدنا يوسف
عليه السلام فى مصر وكلها ن سورة يوسف :
” وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ
يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ (43) ” .....
” وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي
قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ (50) ” .....
” وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) "
”قَالُوا نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ (72) قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُمْ مَا
جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الْأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ (73) قَالُوا فَمَا جَزَاؤُهُ إِنْ كُنْتُمْ كَاذِبِينَ (74) قَالُوا
جَزَاؤُهُ مَنْ وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (75) فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاءِ
أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِنْ وِعَاءِ أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلَّا
أَنْ يَشَاءَ اللَّهُنَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) ” ......
وهكذا – على هذا المنوال – كلما تحدث القرآن عن مصر فى عهد نبى الله يوسف , ذكر
حاكمها بإسم ” الملك ” . وعلى العكس تماما , كلما تحدث القرآن عن مصر فى عهد
نبى الله موسى ذكر حاكمها بإسم ” الفرعون ” .
” ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُفْسِدِينَ ” الأعراف 103 .
” وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ” الأعراف 104 .
” ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا
مُجْرِمِينَ ” يونس 75 .
و هكذا , يتكرر الأمر مرارا وتكرارا على مدار القرآن فى إصرار شديد على التفرقة بين الإثنين .
ثم تأتى البحوث التاريخية بعد 1400 عام من نزول القرآن الكريم لتقول : نعم
القرآن صادق
هناك فرق كبير بين الحقبتين .
فالتاريخ المصرى القديم ينقسم إلى مراحل و حقبات أهمها ثلاث فترات
الدولة القديمة والتى أسسها ” مينا ” أو ” نارمر ” موحد القطرين
ثم تلتها الدولة الوسطى
ثم تلى ذلك الدولة الحديثة وهى التى أسسها ” أحمس ” بعد طرد الهكسوس من مصر .
وبغض النظر عن الصراع حول متى كان دخول الهكسوس مصر وهل كان ذلك معاصرا
أم لا لحقبة دخول بنى إسرائيل إلى مصر – بغض النظر عن كل ذلك – إلا أن البحوث
تثبت دخول الهكسوس مصر فى عهد الدولة الوسطى .
إلا أن كل البحوث التاريخية أثبتت – أيضا - أن لقب فرعون لم يظهر إلا متأخرا
فى عهد الدولة الحديثة
تحديدا فى عهد الأسرة 18 .
فإذا أضفنا الحقيقة التى أجمع عليها معظم الباحثين فى التاريخ الفرعونى وهى أن
الهكسوس دخلوا مصر و حكموا شمالها بالقوة فى عهد الدولة الوسطى وأن ذلك
صادف أيضا هجرة بنى إسرائيل إلى مصر - إذا أضفنا ذلك إلى الحقائق المذكورة
عاليه - لأصبحت دقة التفرقة بين الكلمتين مضاعفة .
لأنها لم تفرق بين حقبتين فقط بل فرقت بكل دقة حول جنسيتين مختلفتين كما نرى ,
بين الهكسوس الذين حكموا مصر فى عهد الدولة الوسطى وبين المصريين الأصليين
الذين إستردوا حكم مصر فى الدولة الحديثة .
فكيف لمحمد – صلوات ربى وسلامه عليه – وهو البدوى الأمى أن يعلم مثل هذه الفروق
الدقيقة فى لقب حاكم مصر فى حقبة زمنية تسبقه بآلاف السنين وفى أرض تبعد عنه
آلاف الكيلومترات ؟
كيف له أن يقتبس من العهد القديم ثم يصحح ما فيه من أخطاء ثم يتلوه قرآنا ؟
كيف له أن يعلم الفارق بين ” ملك ” و ” فرعون ” ؟
كيف له أن يفرق بين جنسين لم يراهما ولم يعايشهما ؟
أترك للمعاندين و الجاحدين الرد بكل حرية على هذا السؤال المحرج ............
منقول للفائدة