إن وقوع البلاء على المخلوقين هواختباراً لهم, وتمحيصاً لذنوبهم , وتمييزاً بين الصادق والكاذب منهم قال الله تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) وقال تعالى( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ)
و قال تعالى( الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّاوَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) وأكمل الناس إيمانا أشدهم إبتلاء تكفير الذنوب ومحو السيئات ورفع الدرجة والمنزلة في الآخرة .
إن الانسات الذي ضعف إيمانه إذا نزل به البلاء تسخط و سب الدهر , ولام خالقه في أفعاله وغابت عنه حكمة الله في قدره واغتر بحسن فعله فوقع في بلاء شر مما نزل به وارتكب جرماً عظيماً.أن يعلم الانسان أن هذا البلاء مكتوب عليه لامحيد عن وقوعه واللائق به ان يتكيف مع هذا الظرف ويتعامل بما يتناسب معه.
فاذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه الى نعمة وفتح لهباب المناجاة ولذة العبادة , وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله عز و جل.
ليتأمل العاقل هذا بنفسه وفي غيره وليعلم أن إجابة الله لسائليه ليست لكرامة السائل عليه.
بل يسأله عبده الحاجة فيقضيها له وفيها هلاكه وشقوته ويكون قضاؤها له من هوانه عليه وسقوطه من عينه ويكون منعه منها لكرامته عليه ومحبته له فيمنعه حماية وصيانة وحفظًا لا بخلاً.وهذا إنما يفعله بعبده الذي يريد كرامته ومحبته ويعامله بلطفه فيظن بجهله أن الله لا يحبه ولا يكرمه.ويراه يقضي حوائج غيره فيسيء ظنه بربه وهذا حشو قلبه ولا يشعر به والمعصوم من عصمه الله والإنسان على نفسه بصيرة.
يَا غَافِلاً عَنْ صُرُوْفِ الدهر فِي سَنَةٍارْغَبْ بِنَفْسِكَ عَمَّا سَوْفَ تَتْرُكُهُ مَاذَا يَغُرُّكَ مِنْ دَارِ الفَنَاءِ فامْهَدْ لنَفْسِكَ فالسَّاعَاتُ فَانِيَةٌ.
اللهم يا من فتح بابه للظالمين واظهر غناءه للراغبين وأطلق للسؤال السنة السائلين (لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُون ) نسألك يا حي يا قيوم أن تجعلنا من أوليائك المتقين وحزبك المفلحين أمين يا رب العالمين