إن إختلاف خلق الإنسان عن خلق الملائكة والحيوان, وينبغي أن نعلم أن هذا الاختلاف في التكوين له علاقة باختلاف نوع التكليف أيضا, فالملائكة كلهم طائعون, لم يُبْتَلُوا بتكليف, والحيوانات كلها غرائز وشهوات ولم تبتلى بالتكليف, أما الإنسان فهو الذي حُمل الأمانة بالتكليف بعد أن خلقه الله مهيئا لذلك, قال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها, وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا).والإنسان وفق هذا التركيب الفريد العجيب ليس كغيره مجبرا في تصرفاته, بل له الاختيار التام والحرية الكاملة في أن يمتثل لأمر الله وفي أن يتمرد عليه, وهذه الإرادة الحرة بها يتميز الإنسان, فهو مخير في تصرفاته مما يدخل في إرادته من باب الفعل والترك. وقد جاء التعبير بهذه الحرية في الاختيار في قوله تعالى(لا إكراه في الدين, قد تبين الرشد من الغي), أي أنه لا إجبار على طاعة الله تعالى, بل المراد أن يختار الإنسان بمحض إرادته إما أن يدين بمنهج الله أو لا يدين, ولكن هذه الحرية لها ضريبتها وعواقبها, والحرية دائما غاليةٌ ومكلفة في الوقت نفسه. لهذا قال الله تعالى مباشرة في نفس الآية: ( فمن يكفر بالطاغوت ويومن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم) .
فإن صفاء الروح في قلب الانسان ، تجعله لا يلتفت إلى الوساوس التي تطرق باب أفكاره ، فتجده مبتسماً قانعاً ، وذلك لأن قوة الروح جعلته يناشد الله جل جلالة بأن يلهمه الصبر ، وجعلته يستأنس بحديث النبي : (إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه) فتراه راضياً بفقرة ، سعيداً في عيشته، مقتنعاً برزقه لا يلتفت إلا لما يرضى الله عز وجل في الكسب الحلال وتحصيل قوت اليوم ..
يقول الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز (إنا كل شيء خلقناه بقدر) لقد شاءت قدرة الله تعالى أن يخلق البشر على الشكل الذي نعلم, إن الانسان مركب من مادة سفلية وروح عُلوية لها نفخة ربانية. فلنبحث في سر هذا الخلق العجيب. تستطيع ان تقوي الروح بكثره الصلاه والتسابيح واهم شيء التكثير من قراءه القران وقول لا اله الا الله والصلاه على سيدنا محمد وعلى الله وصحبه وسلم قدر ما تستطيع ...
لكل شئ غذاء و قوة فغذاء الروح وقوته في الدين والعبادة حتى يمكن تلاحظ الذبن يعبدون الله كثيراتجدهم هادئين وقليلي المشاكل وكذلك أقوياء في قراراتهم ولا يتراجعون عنها.