عرفت شجرة جوزة الطيب منذ قديم الزمان قبل التاريخ الميلادي، إذ كانت تستخدم ثمارها كنوع من البهار التي تعطي للأكل رائحة و نكهة لذيذة ، و استخدمها قدماء المصريين دواء لآلام المعدة و طارد للريح .
و هى شجرة ارتفاعها حوالي عشرة أمتار، دائمة الخضرة، و لها ثمار شبيهة بالكومثرى، و عند نضجها يتحول ثمارها إلى غلاف صلب، و هذه الثمرة هي ما يعرف بحوزة الطيب، و يتم زراعنها في المناطق الاستوائية و في الهند / اندونسيا / سيلان .
و هي نبات يتبع الفصيلة البسباسية، و قد عرفه العرب و استعملوا بذوره، و تتميز أشجاره بالأوراق المتبادلة كاملة الحافة، بيضاء الأسطح السفلي، أما الأزهار فهي بيضاء صغيرة في مجموعات خيمية، و الثمار لحمية تفتح بمصراعين أو أربعة. و تعرف بجوزة الطيب.
تُلقّب ثمرة جوزة الطيب بلقب أميرة الأشجار الاستوائية، و إن مبعث هذه التسمية أن هذه الثمرة لها جنسانة، مذكر و مؤنث، و إن نبتة واحدة من الجنس المذكر كافية لإخصاب عدد كبير من الجنس المؤنث.
و تنمو شجرة الطيب في المناطق الاستوائية، و يبلغ ارتفاعها حوالي عشرة أمتار، و هي تشبه أشجار الأجاص.
و يبدأ جني جوزة الطيب بقطع القشرة الإضافية و غمرها في ماء مالح، ثم تجفيفها، و هكذا تبقى محتفظة بصفاتها المعطرة لتباع في الأسواق كإحدى التوابل، كما تدخل في تركيب بعض الأدوية و المشروبات التي تساعد على هضم الطعام.
أما الجوزة ، فإنها تعرض لحرارة خفيفة لتجف ببطء، و بعد شهرين تقريبا تستخرج من قشرتها و يضاف إليها الكلس الناعم لحفظها من التعفن و الحشرات.
أما الجوز التجاري فهو يؤخذ من النوع الرمادي الذي يطلى بالكلس فيبدو شكله الخارجي أجعد و أشبه بالدماغ، و هو يحتوي على النشا و المواد الزلالية، و على الزيت الكثيف العطري الذي يمنحه رائحته الخاصة، و طعمه الحاد اللذيذ.
و تباع جوزة الطيب على شكل مسحوق معبأ في أنابيب صغيرة، أو أكياس، و يفضّل أن تشترى كاملة و ليس مطحونة، و أن تحفظ في وعاء زجاجي محكم الإغلاق، لاستعمالها أولا بأول .
يحتوي جوز الطيب على زيت طيار يشمل البورينول و الأوجينول و دهن صلب و نشا.
المستعمل منها نواة الجوزة تستعمل كما هي أو مطحونة ويستخلص منها زيت عطري.
ـ تعتبر جوزة الطيب من المواد المنشطة و الطاردة لرياح المعدة.
ـ يستعمل زيت جوز الطيب في صناعة المراهم التي تعالج الروماتيزم، و هو منبه جنسي قوي، و يحذر من إدمانه؛ لأنه قد يؤدي إلى ضعف دائم .
ـ يستعمل مبشور جوز الطيب لتعطير الحلوى الجافة و المشروبات الهاضمة، و في صناعة العطور و معاجين الأسنان.
يستحصل على ثمار جوزة الطيب من نبات myristica fragrans, و تعتبر هذه الثمار من التوابل الشائعة الاستعمال في أغلب دول العالم , و قد استخدمت هذه الثمار لقرون عديدة كمواد مهلوسة في أماكن متعددة من جنوب آسيا, و ثمر جوزة الطيب بيضية الشكل صغيرة, و يستخدمها المتعاطي و ذلك بوضع فصين منها في الفم و استحلابها.
و تسبب جوزة الطيب بجرعات صغيرة تأثيرا منشطا, أما إذا اعصيت بجرعات كبيرة (15- 20 جم) فأنها تسبب حدوث الهلوسة.
و أهم المواد الفعالة في جوزة الطيب مركب الميريستسين Myresticin الذي يسبب النشوة و الهلوسات اللمسية و البصرية, و يشبه تأثير هذا المركب تأثير كل من الأمفيتامين و المسكالين.
و تأثيرها مماثل لتأثير الحشيش ، و في حالة تناول الجرعات الزائدة يصاب المرء بطنين في الأذن / الإمساك الشديد / إعاقة التبول / القلق / التوتر / و هبوط في الجهاز العصبي المركزي قد يؤدي إلى الوفاة .
فجوزة الطيب من المواد المسكرة، و تناولها حرام عند عامة الفقهاء، و قد أجاز بعض الفقهاء إدخال قليل منها في البهارات ما دام هذه القليل لم يدخل في حد الإسكار لقلته ، و أكثر الفقهاء على المنع منها مطلقًا، للحديث الشريف: ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ).
استيرادها ممنوع بالمملكة العربية السعودية بذاتها ، و اقتصر استيرادها مخلوطة ( يصعب فصلها ) مع التوابل بنسبة 20 % .
جوزة الطيب لعلاج الروماتيزم وأغراض جنسية
أظهرت دراسات مخبرية أن بالإمكان الاستفادة من الزيوت المتطايرة التي تستخرج من جوزة الطيب في علاج أمراض الروماتيزيوم.
و أوضح الباحثون في نشرة طبية صادرة عن شركة دوائية مختصة في العلاج بالأعشاب أن عصر جوزة الطيب و هي ساخنة ينتج زيتا ثابتا يعرف بزبدة الطيب و هي المادة التي يمكن استخدامها لعلاج الروماتيزيوم.
كما يمكن استخدام هذه الثمرة التي يشيع استعمالها في الكثير من دول العالم في آسيا و أفريقيا و أوروبا لأغراض جنسية و لكن الإدمان عليها يؤدي إلى ضعف جنسي و اضطرابات عصبية خطيرة و تعتبر مادة مهلوسة إذا أخذت بجرعات كبيرة.
و تتصدر جوزة الطيب أهم التوابل و تعتبر مادة منكهة منعشة تضاف إلى القهوة و الطعام و أنواع من الحلوى و هي مادة هاضمة و طاردة للغازات كما قد تضاف أحيانا إلى بعض الأدوية لتحسين طعمها ومذاقها.
و تجمع ثمار جوزة الطيب من شجرة كبيرة دائمة الخضرة يطلق عليها لقب أميرة الأشجار الاستوائية لأن نبتة واحدة من الجنس الذكر تكفي لإخصاب عدد كبير من الإناث.
يشتهر عن جوزة الطيب أنه من البهارات التي تمنح مذاقا طيبا للطعام و نكهة محببة لدى الكثيرين و ما لا نعرفه و لا يعرفه الكثيرون أن لها فوائد أخرى علاجية كما يؤكد دكتور بيتر جوليان بمعهد الصحة و البيئة الفرنسي حيث يوضح إن لها تأثيرا إيجابيا في علاج مشكلات الجهاز الهضمي كما تعمل على فتح الشهية، و تستطيع كذلك أن تقلل من الشعور بالتعب و من حدة القيء، كما يمكن استخدامها في حالات الإسهال فهي تعمل على تنشيط المعدة و تدفئتها كما تحد من آلام البطن.
و يضيف دكتور بيتر جوليان أنها موصوفة في الأرق و لكن بمقدار بسيط بأن تضاف رشة بسيطة منها علي كوب ماء دافئ يتم تناوله قبل النوم على ألا تزيد الجرعة حتى لا تسبب في الإصابة بالوخم و أحيانا بالتسمم، كما أن إضافة رشه بسيطة على فنجان من النعناع الدافئ مرة أو اثنتين يوميا من شأنه تخفيف آلام البطن و القولون.
أما عن الفوائد في حالات الروماتيزم و علاج المفاصل فيؤكد أن دهن المفاصل بالزيوت المستخرجة من جوزة الطيب من شأنه أن يخففه من الآلام عن طريق توصيل الدم إلي هذه المناطق، و أن إضافة بعض الماء على مسحوق جوزة الطيب تعد مرهما لعلاج هذه الآلام كما يساعد على علاج الأكزيما إذا ما استخدمناه بانتظام حيث يمكن الاحتفاظ بهذا المرهم لبعض الوقت.
و أخيرا ينصح دكتور بيتر جوليان بأن استخدام جوزة الطيب عن طريق الفم يجب أن يكون بحذر حتى و نحن نعد الطعام فزيادته و لو بقدر بسيط تعطي مرارة و بقدر أكبر قد تسبب مشاكل صحية رغم فوائده العلاجية العديدة .