ولا تسئ الظن بأحد ..
فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ..
وبعض الناس ليس بينه وبين ترك منكره .. إلا أن يسمع موعظة صادقة ..
فلماذا لا تكون الموعظة منكـ
؟!؟!؟
يقول تعالى: ( وَلتكُن مِنكُم أُمّة يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويَأمُرُونَ بِالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المنكَرِ وأُولئك هُمُ المفلحِونَ ) (3).
المخاطب بهذه الآية القرآنية هم المؤمنون كافة ،
وأنت من هؤلاء المومنين.
( ألم تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره).
إذن الخطاب لكـ
فارعن سمعك وبصركـ وابدأ بالتبليغ ..
ولكن بالرفق واللين واياك من أن تقطع شعرة معاويه
يقول الله سبحانه وتعالى لموسى عليه السلام وأخاه هارون وهما ذاهبان ليدعوان
فرعوون لعبادة الله
وأنت تعلمون من هو فرعون وما هو تجبره وطغيانه على الله وخلق الله
رغم كل ذلك يقول الله لهما
( فقولا له قولا لينا )
قرأ قتاته رضي الله عنه هذه الآيات فبكت عيناه من خشية الله وقال:
يارب توصي موسي وهارون أن يقولا له قولا لينا .إذا كان هذا حلمك بفرعون الذي قال أنا ربكم الاعلي
. فكيف يكون حلمك بعبد قال سبحان ربي الاعلي
كان زاذان الكندي مغنياً .. صاحبَ لهو وطرب .. فجلس مرة في طريق يغني .. ويضرب بالعود ..
وله أصحاب يطربون له ويصفقون ..
فمر بهم عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .. فأنكر عليهم فتفرقوا ..
فأمسك بيد زاذان وهزه وقال :
ما أحسن هذا الصوت لو كان بقراءة كتاب الله تعالى ..
ثم مضى .. فصاح زاذان بأصحابه .. فرجعوا إليه .. فقال لهم : من هذا ؟
قالوا : عبد الله بن مسعود ..
قال : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!
قالوا : نعم .. فبكى زاذان ..
ثم قام .. وضرب بالعود على الأرض فكسره ..
ثم أسرع فأدرك ابن مسعود .. وجعل يبكي بين يديه ..
فاعتنقه عبد الله بن مسعود .. وبكى وقال :
كيف لا أحب من قد أحبه الله ..
ثم لازم زاذان ابن مسعود حتى تعلم القرآن .. وصار إماماً في العلم ..
إن كنت تتهم نفسك بالقصور في آداء العبادات فابدأ مع نفسك من هذه الدقيقة
ولا تؤجل التوبه .. لتكون بعدها داعيه لله بقلب ثابت ولسان قوي
فكلكم راعي وكلكم مسؤول عن رعيته
لا تؤجل التوبة
نور حياتكـ بالهدى ...واسلك طريق التائبين..
واعمر فؤادك بالتقى ..فالعمر محدود السنين ..
لأن العرق المسلم يجمعنا
والهدف يوحدنا هذا نداء لك من ربي وربكـ
( يَا أيُّها الَّذِينَ آمنُوا قُوا أنفُسَكُم وأهلِيكُم نَاراً وقُودُها النَّاسُ والحِجارةُ... )
م/ن..