أسس الأتصال الباطنى الحقيقى
اسس الاتصال الباطنى الحقيقى
..
.
إن الاتصال الباطني ليس بأمر سهل يمكن البلوغ إليه ببساطة، ولابد له من تمهيد أول يكون فكريا اعتقاديا، وذلك بإثبات ما يعتقده الإنسان مما هو حق لزم إثباته.ثم لابد من قوانين يجب إتباعها دون تغيير، ووسائل يجب اتخاذها بالتطبيق، فالإتصال الباطني عرف له فرق كبير في كلا الوجهين. ثم إن في البداية تدريب للإنسان أن يعرف أصول علم الاتصال الباطني وأسس معرفته مع معرفة الخطأ والصواب، حتى يتمكن الباحث من البلوغ
إلى ما يسعى إليه دون أن يكون فريسة للأشياء المتشابهة (مثل الشعوذة و الدجل و التيه بين الاقسام الروحانية و العزائم المغلوطة .. التى لن يستفيد منها شيئا). إن الفرق كله كامن في القوة المستفادة من موارد مختلفة طبيعية، وقوة أخرى لم تكن طبيعية، بل لها أصول قد يجهلها الإنسان في البداية. لم يكن الإيصال الباطني شيئا جديدا ولا اكتشافا خاصا بشخص معين أظهره للناس، إنما كانت هناك بحوث منذ القديم وطرق عرفت لها أهمية لوجود فعالية لها أثر على الإنسان. وكانت أغلب الطرق(طبعا الروحانية و الباطنية و السحرية ) هدفها الأول هو اكتساب قوة وسيطرة كلية سواء على الإنسان أو على قوى الطبيعية. واختلاف الناس في الطرق جعلت خلافا مستمرا بينهم ساق كثير الأمم إلى الحروب الظاهرية أو الصراع الباطني المعروف منذ القديم. وحقا إن الإنسان ليظن أن الحرب لا تكون الا ظاهرية، بينما أغلب الحروب الظاهرية لها أصل من حروب باطنية ترجع فعاليتها على الناس ظاهريا.(أصل كل حرب ظاهرية عشناها هو حرب باطنية قوية و ربما يعيد التاريخ نفسه بحروب قد كانت و رجعت بعد الابتعاد عن الدين) والذين يبحثون عن السلم ظاهريا كان أولى أن يبحثوا عن السلم الباطني ان الأمر لصعب للفهم، ولكنه أمر واقعي باطنييعرفه كل متصل بالباطن. إن الذين بإمكانهم تغيير القوى الطبيعية يمكنهم إشعال نار حرب ظاهرية لا يدرك من أصلها من هو يعيش عشية في نظره راضية. ولا يمكن أن نقول إن كل متصل بالباطن بإمكانه ترتيب فعالية لحرب ظاهرية. كما لا يمكن أن نعتقد أن كل من له امكانيه قلب القوى المحيطة بالإنسان يكون مجرما أو ملحدا ... بل إن هناك طائفتين متصارعتين يعرف بعضهما البعض. فالحرب الباطنية كانت قديما تسمى بحرب الآلهة، وكانت السبب في وجودها أشخاص نسبوا لأنفسهم الألوهية(مثل فرعون)، وكان الصراع بينهم سعيا لكسب أكثر قوة ممكنة من قوى الطبيعية(هؤلاء كانوا على علم بالطرق الباطنية ). وهذا الصراع كان يجلب البلاء على الناس ظاهريا، لذا سميت تلك الحروب بحرب الآلهة. كان يعتقد أن لا وجود للأساس باطني له فعالية ظاهرية، وأن ما يحكى عن الذين اكتسبوا الكرامات ما هو إلا خرافات أو أساطير ، إن الإنسان يتحكم في جسمه بقوى عقله ويتحرك كيف يشاء، وإذا ما طور الإنسان هذا التحكم بوسائل مدرسية، فإن بإمكانه التحكم في أشياء كثيرة محيطة به أو بعيدة عنه.
وفي العصر الحديث تعرف عند أشخاص كثيرين إمكانية التنويم المغناطيسي أو تحريك أشياء صغيرة من أنواع كثيرة، ولو طوروا اكتسابهم ذلك فإن الأمر يصبح أكثر خطورة وفعالية، فهذا ما يسعى إليه الكثير، وقد اعتمد القدماء على ما يسمى بتسخير الجان،وذلك للتمكن من السيطرة الكلية لما يسعون أليه. و كله يكون بواسطة القوى العقلية الموجودة في الإنسان. لم يكن اكتشاف الجاذبية أمرا حاليا كما يعتقد، بل القدماء أيضا فكروا في ذلك واستنتجوا استنتاجات كثيرة وطبقت، وبلوا إلى قوة كبيرة بذلك. وما أكثر الطرق المستعملة لاكتساب القوى الطبيعية، منها اليوغا والطرق المستعملة في فنون الحرب الآسيوية، وكذا التصوف الذي لا يمكن أن تنكر سطوته. والموضوع المهم في القول ليس ذكر وسائل الطرق المستعملة مع بيان أسمائها الكثيرة، بل الهدف من كل بحث هو اظهار القوى الباطنية. لا يمكن أن يعتبر الذي له قوة فعالية على الأشياء أنه قد تمكن من البلوغ إلى الأصل الباطني، فإن الكثير اتصالهم ليس الا إتصال بقوى الطبيعية (مثل الساحر الذى له علم بفنون السحر فقط) ذون التمكن من الاتصال الباطني الحقيقي (الحقيقة شيء هام ستتعرف عليه خلال الدروس المقبلة و التى ستغير تفكيرك تماما و بها ستكتسب القوى الربانية ). قد نجد كتبا كثيرة تتحدث عن الباطن ولكنها لا تظهر واقعا أساسيا يجعل فرقا بين القوى المستعملة وإظهار حقيقة الاتصال الذي يعتبر اتصالا باطنيا حقيقيا. فالقدماء حاربوا باطنيا وظاهريا واكتسبوا ما لا يمكن اكتسابه اليوم من قوة وسيطرة، وكانت البحوث الأولى تتركز حول ما في الطبيعة جميعا ودارسة القوة المحيطية بالإنسان مع البحث في الإنسان نفسه والعقل. واختلطت الأمور منذ القديم حتى فقدت الصبغة الحقيقية لمعرفة الأصل الثابت عن إمكانية الإنسان وقوة إدراكه وبلوغ علومه، لكن الواقع لم يتغير، والحقيقة باقية غير فانية حتى ولو منعت من قبل الكثير، فإنها تصل إلى من يسعى إليها.فالذين منعوا المعرفة و العلم ما كانوا إلا خائفين وأحبوا أن ينفردوا بما بلغوا إليه( مثل العلماء الذين طمسوا الرموز الروحانية و لم يسمحوا بعلومهم و أصبحت تؤخد بالاذن و الاجازة من الشيخ المعلم). فالتطبيقات عند الشعوب القديمة كانت بانفرد من يعتبر أصله من أصل إلهي كما كان يزعم الكثير. والدين كله لم يكن جاعل فرق بين خاص وعام، بل العلم للجميع. وكل من قال شيئا عن الباطن إلا ويقوله كلغز يصعب حله، ويقول إن العلم له أهله (علم الباطن من العلوم السرية و الخاصة و التى لا يتحدث فيها أكثر العلماء). كما أن أكثر الطرق تفرض فيها رياضة عقلية جسمية صعبة (مثل الخلوات عند الروحانيين)، وذلك بترك الطعام لمدة، واختيار مكان للعزلة، وما كان هذا إلا تشويها للواقع وانحرافا عن الأصل. فالاتصال الباطني لا يحتاج إلى مجهود مثل هذا ولا إلى خلوة طويلة، لكن له شروط، ، وشروطه معقولة لا تدعو إلى شيء مبهم أو نكر.