الرياء - والعياذ بالله
عن أمير المؤمنين الفاروقعمر رضي الله عنه أنه رأى رجلاً يطأطئ –أي ينزل رأسه- رأسه في الصلاة، يظن أن ذلكهو تمامُ الخشوع في الصلاة،
فقال له الفاروق: "يا صاحب الرقبة، ارفع رقبتك! ليسالخشوع في الرقاب ولكن الخشوع في القلوب"
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالبٍرضي الله عنهم قال: "للمرائي ثلاث علامات: يكسل –أي يكسل عن العبادة- إذا كانوحده،وينشط إذا كان في الناس،ويزيد في العمل إذا أُثنيَ عليه –أي مدحهالناس-،وينقُصُ إذا ذّم"
وعن عكرمة رضي الله عنه: "إن الله يعطي العبد على نيتهما لا يعطيه على عمله، لأن النية لا رياء فيها"
وقال قتادة رضي الله عنه: "إذا راءى العبد يقول الله عزّ وجلّ: انظروا إلى عبدي يستهزئ بي"
تعريفالرياء :- الرّياء داءٌ يُميتُ القلوب، ويَجلبُ الخطوب،فهو للعمل مُبيد، وعن القربِمن الله يُحيد.. ومن إبتُلِيَ به ضاع عمله كلّه، ومن وُقِيَ منهُ حاز على الثوابجلّه..
أنواع الرياء:
النوع الأول:
الرياء في الدين بالبدن:
كإظهارالتعب ليوهِمَ الناس أنه قام الليل،
وإظهار الحزن ليوهِمَ الخلق أنه خائف منالله تعالى ومن عذابه، ومشفقٌ على حال الأمة.
وإظهار النحول ليوهم الناس أنهمجتهدٌ في الصوم.
النوع الثاني:
الرياء بالزي والهيئة:
كحفّ الشارب وإعفاءاللحية وتقصير الثوب وإبقاء أثر السجود ولبس الثياب الغليظة، ليظهر للناس أنه زاهدفي الدنيا وأن قلبه متعلّق بالآخرة وأنه متّبعٌ للسنة المطهرة.
النوعالثالث:
الرياء بالقول:كإظهار الوعظ والنطق بالحكمة وحفظ الأحاديث ليوهم البشرأنه غزير العلم ومعنيٌّ بأحوال السلف.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإظهارالغضب على المنكرات والمعاصي، وترقيق الصوت بالقرآن، وذلك كله ليوهم المسلمين أنهمشفقٌ من عذاب ربه.
النوع الرابع:
الرياء بالعمل:
كالمراءاة بالصلاةوالتهجّد والحج والعمرة والصدقة وغيرها من العبادات.
فإذا صلى بجانبِ أحدهمعالمٌ من أهل الدين، خشع في صلاته وأطرق رأسه، ولربما ذرفت عيناه، فإذا انصرف ذاكالعالم أسرع في صلاته لا يدري ما يقول.
النوع الخامس:
المراءاة بالأصحابوالزائرين:
كالذي يجبر نفسه على زيارة أحد الصالحين أو العبّـاد، ليُقال: إنّفلاناً زار فلاناً العابد الزاهد.
فإن ذهب بعدها زائراً لرئيس أو وزير، قيل: إنهم يتركون بزيارته لعظم مرتبته في الدين.
وكالذي يكثر من ذكر الشيوخ والعلماءوالفقهاء، ليُعْلِمَ الناس أنه صاحب علم ومعرفة ومخالطة لأهل العلم والفقه، فيكبربذلك في نفوس الناس.
علينا جميعا تصحيح النيه وجعلها خالصة لله تعالي واليكمالحديث التالي عن النيه
من كانت الدنيا همه فرق الله عليه أمره وجعل فقرهبين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له ومن كانت الآخرة نيته جمع الله له أمرهوجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3329
خلاصة حكم المحدث: صحيح
رحم الله من سمع مقالتي حتى يبلغها غيره ، ثلاثا لا يغل عليهن قلب امرئمسلم : إخلاص العمل لله ، والنصح لأئمة المسلمين ، واللزوم لجماعتهم ، فإن دعاءهميحيط من وراءهم إنه من تكن الدنيا نيته يجعل الله فقره بين عينيه ، ويشتت عليهضيعته ، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له ومن تكن الآخرة نيته يجعل الله غناه في قلبه، ويكفيه ضيعته ، وتأتيه الدنيا وهي راغمة .
الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3254
خلاصة حكم المحدث: صحيح
والله ولي التوفيق وهو المستعان
اللهم صلي علي محمد وعلي آل محمدكما صليت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد
اللهم باركعلي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي إبراهيم وعلي آل إبراهيم في العالمين انكحميد مجيد
الله ينور قلوبنا وقلوبكم بالعلم والدين ويشرح صدورنا وصدوركمبالهدي واليقين ويرفع مقامنا ومقامكم في عليين ويحشرنا ويحشركم بجوار النبي الأمينأمين ولمن قال أمين
اللهم اجعل أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمينوالصلاة والسلام علي اشرف المرسلين أمين ولمن قال أمين