بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
صفات حامل القرءان
صفات حامل القرءان
|
صفات حامل القرءان
قال الإمام مكي بن أبي طالب في باب: صفة من يجب أن يقرأ عليه وينقل عنه، قال أبو محمد: يجب على طالب القرءان أن يتخير لقراءته وضبطه ونقله أهل الديانة والصيانة والفهم في علوم القرءان والنفاذ في علم العربية ( والتجويد بحكاية ألفاظ القرءان)، وصحة النقل عن الأئمة المشهورين بالعلم .
فإذا اجتمع للمرء ذلك كملت حاله، ووجبت إمامته .
فالقراء يتفاضلون في العلم بالتجويد …
فمنهم من يعلمه رواية وقياسًا وتمييزًا فذلك الحاذق الفطن .
ومنهم من يعرفه سماعًا وتقليدًا، فذلك الوهن الضعيف، لا يلبث أن يشك ويدخله التحريف والتصحيف، إذ لم يُبن على أصل ولا نقل عن فهم .
قال: فنقل القرءان فطنة ودراية أحسن منه سماعًا ورواية، قال: فالرواية لها نقلها، والدراية لها ضبطها وعلمها .
قال: فإذا اجتمع للمقرئ النقل والفطنة والدراية وجبت له الإمامة وصحت عليه القراءة إن كان له مع ذلـــك ديانة . اهـ(1) .
قال الإمام النووي: ثبت في صحيح مسلم- رحمه الله- عن تميم الداري قال: قال : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا لِمَنْ؟ قَالَ لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ" مسلم .
قال العلماء رحمهم الله: النصيحة لكتاب الله تعالى هي الإيمان بأنه كلام الله تعالى وتنزيله، ولا يشبهه شيء من كلام الخلق، ولا يقدر على مثله الخلق بأسرهم، ثم تعظيمه وتلاوته حق التلاوة، وتحسينها، والخشوع عندها، وإقامة حروفه في التلاوة وأن يذبَّ، عنه لتأويل المحرفين وتعرض الطاغين، وأن يصدِّق بما فيه، ويقف مع أحكامه ويتفهم علومه، وأمثاله، ويعتبر بمواعظه، ويتفكر في عجائبه ويعمل بمحكمه، ويسلم لمتشابهه، ويبحث عن عمومه وخصوصه وناسخه ومنسوخه، وينشر علومه . اهـ(1) .
قال الراغب الأصفهاني: إن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرءان العلوم اللفظية، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرءان في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه كتحصيل اللَّبن في كونه من أول المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه . اهـ(2) .
من كتاب زاد المقرئين، رسالة فيض المنان في لطائف القرآن
|