ما الفرق بين الرَوح والرُوح ؟
هل تعرف الفرق بين الرَوْح والرُوح ؟
( الرَوْح .. بفتح الراء .. ، والرُوح .. بضم الراء )
لفظ الرَّوْح بالفتح ثم السكون .. لم يرد فى القرآن سوى مرتين فقط 1- فى سورة يوسف {يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ }يوسف87
2- وفى سورة الواقعه {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ }الواقعة89
جاء فى التفسير الوسيط عند سورة يوسف « ولا تيأسوا من روح الله» أى: ولا تقنطوا من فرج الله وسعة رحمته، وأصل معنى الروح .. التنفس . يقال: أراح الإنسان إذا تنفس ، ثم استعير لحلول الفرج.
وكلمة « روح » - بفتح الراء- أدل على هذا المعنى، لما فيها من ظل الاسترواح من الكرب الخانق بما تتنسمه الأرواح من رحمة الله ..
.. وقوله تعالى ( إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ ) تعليل لحضهم على التحسس أى : لا تقصروا في البحث عن يوسف وأخيه ، ولا تقنطوا من رحمة الله، فإنه لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون، لعدم علمهم بالله- تعالى- وبصفاته وبعظيم قدرته ، وبواسع رحمته ...
أما المؤمنون فإنهم لا ييأسون من فرج الله أبدا، حتى ولو أحاطت بهم الكروب ، واشتدت عليهم المصائب ..
وجاء فى تفسير التحرير والتنوير "
وَالرَّوْحُ- بِفَتْحِ الرَّاءِ: النَّفَسُ- بِفَتْحِ الْفَاءِ- اسْتُعِيرَ لِكَشْفِ الْكَرْبِ لِأَنَّ الْكَرْبَ وَالْهَمَّ يُطْلَقُ عَلَيْهِمَا الْغَمُّ وَضِيقُ النَّفَسِ وضيق الصَّدْر، كَذَلِك يُطْلَقُ التَّنَفُّسُ وَالتَّرَوُّحُ عَلَى ضِدِّ ذَلِكَ، وَمِنْهُ اسْتِعَارَةُ قَوْلِهِمْ: تَنَفَّسَ الصُّبْحُ إِذَا زَالَتْ ظُلْمَةُ اللَّيْلِ."
ثانيا : عن آية سورة الواقعه ..
قال فى التفسير الوسيط " فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيم "
والروح : بمعنى الراحة والأمان والاطمئنان والريحان شجر طيب الرائحة.
أى: فأما إن كان صاحب هذه النفس التي فارقت الدنيا ، من المقربين إلينا السابقين بالخيرات.. فله عندنا راحة لا تقاربها راحة ، وله رحمة واسعة ، وله طيب رائحة عند قبض روحه ، وعند نزوله في قبره ، وعند وقوفه بين أيدينا للحساب يوم الدين، وله جنات ينعم فيها بما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر."
وقال
صاحب تفسير البيان في آية الواقعه " فَرَوْحٌ " أى فله استراحة ، وقرئ بضم الراء وفسر بالرحمة لانها سبب لحياة المرحوم فاطلاقه على الرحمة استعارة تصريحية وبالحياة الدائمة التي لا موت فيها ..
قال بعضهمالروح يعبر به عن معان ..
فالروح .. روح الأجسام الذي يقبض عند الممات وفيه حياة النفس
والروح .. جبرائيل لانه كان يأتي الأنبياء بما فيه حياة القلوب
وعيسى .. روح الله لانه كان من نفخ جبرائيل وأضيف الى الله تعظيما
وكلام الله .. روح لانه حياة من الجهل وموت الكفر
ورحمة الله .. روح كقوله تعالى وأيدهم بروح منه اى برحمة
والروح .. الرزق لانه حياة الأجساد
...
وفي القاموس الرُوح بالضم .. ما فيه
الروح ما به حياة الأنفس
وبالفتح .. الراحة والرحمة ونسيم الريح ومكان روحانى طيب
والرُوحاني بالضم ما فيه
الروح
وفي كتاب الملل والنحل الروحاني بالضم من
الروح والروحاني بالفتح من
الروح ، والرَوح والرُوح متقاربان ..
فكأن الروح جوهر والروح حالته الخاصة به .. انتهى "
خلاصة أقول :
هى أن
الرُوح بضم الراء .. هى ما يسكن الجسد
و
الرَوح بفتح الراء .. هى الأحوال التى تطرأ على هذه الروح ( من غم ضيق او فرح وراحه )
والله أعلم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وسلم