الخلوة أسلوب علاجي وأسلوب للتطورالروحاني نابع من ديننا الحنيف, وأصل الخلوة هو سنة الاعتكاف.
"الاعتكاف سنَّة مؤكدة،التزمها الرسول الله صلى الله عليه وسلم طوال حياته،و اعتكف أصحابه معه وبعده،ودرج على ذلك العلماء والعبَّاد والزهَّاد وطلاب الآخرة.والاعتكاف المسنون هواعتكاف الروح والجسد إلى الله في خلوة مشروعة تتخلص فيها النفس من أوضار المتاع الفاني، واللذة العاجلة، وتبحر الروح في الملكوت الطاهر؛ طالبة القرب من الحبيب مالك الملك ملتمسة لنفحاته المباركات.الاعتكاف المسنون هو الخلوة الصادقة مع الله تفكراً في آلائه ومننه وفضائله، واعترافاً بربوبيته وإلهيته وعظمته، وإقراراً بكل حقوقه، وثناء عليه بكل جميل ومحمود و قيام وذكر وقراءة قرآن، وإحياء لساعات الليل بكل طيب وصالح من قول وعمل.
وفي فوائد الخلوة
"لقد كان الهدف من استخدام أسلوب الخلوة هو تحويل النصائح والمواعظ والأفكار الايجابية إلى أفكار نشطة وفعالة بغرسها في الذهن عن طريق التأمل والتكرار في حالة من التركيز الذهني العالي وفى جومن الهدوء والاسترخاء يسمح بتحويل هذه المنظومات الأخلاقية والصياغات اللفظية إلى مفاهيم ومعتقدات تدفع الفرد دائماً إلى السلوك المرغوب ,كما تمنح الخلوة فرصة للتخلص من الأفكار السلبية الانهزامية المعوقة والمخاوف والوساوس المزعجة والمواقف والذكريات المؤلمة , بحيث يصل إلى درجة أن يأمر ذهنه بالتوقف فوراً عن التفكير فيهذه الأفكار السلبية أو أن يطردها من ذهنه ويحل محلها أفكاراً إيجابية تشحن طاقاته النفسية وتحفزها للانطلاق من جديد في الاتجاه الصحي السليم وتكمله مشوارالحياة بعزيمة وإرادة لا تلين" .
كما أن الخلوة تتيح للإنسان الابتعاد المؤقت عن عالم الضوضاء والهرج والمرج إلى واحة الخلوة بهدوئها وما تمنحه إياه من صفاء ذهني ونفسي يجعله يرى بوضوح حقيقة وأسباب مشاكله وهمومه .. ويرتب أفكارهوخططه وأهدافه .. ويشحن قواه المعنوية
.. ويشحذ همته وشجاعته لمواجهة الصعوبات .. واستعادة عزيمته ومضاعفة ثقته بنفسه.
إضافة إلى تجديد صلته بربه وتوثيقها.. وإدراك أن ضغوط الحياة ومشاكلها لا تستحق كلهذا العناء وأن الإنسان يستطيع أن ينجو منها عندما يريد إذا دخل إلى واحة الخلوة وأطلق العنان لخياله وتأملاته.كما تساعد على تعديل انفعالات الفرد وسلوكه بماتحتويه الخلوة من تأمل وتخيل وحوار ذاتي.
هذه هي الخلوة كما يجب أن تفهم وأن تتبع على هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غير هديه.