بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
|
أما جمع القرآن في مصحف واحد فقد تمت للمرة الأولى في عهد الخليفة أبى بكر الصديق بعد أن توفي النبي محمد بعام. فبعد غزوة اليمامة التي قتل فيها الكثير من الصحابة وكان معظمهم من حُفاظ القرآن، جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق وطلب منه أن يجمع القرآن في مكان واحد حتى لا يضيع بعد وفاة الحُفاظ.
فكلف أبو بكر الصحابى زيد بن ثابت
لما رأى في زيد من الصفات التي تؤهله لمثل هذه الوظيفة ومنها كونه من حفاظ
القرآن ومن كُتّابه على عهد النبي محمد وقد شهد زيد مع النبي العرضة
الأخيرة للقرآن في ختام حياته. ثم إن زيداً قد عُرف بذكائه وشدة ورعه
وأمانته وكمال خلقه.
روى البخاري في صحيحه عن زيد أنه قال: أرسل إليَّ أبى بكر بعد مقتل أهل
اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ -
أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقُرّاء
في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع
القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟ فقال
عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي
رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب
عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله
لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن،
قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي ؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم
أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت
فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف
التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه
الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري.
واتفق العلماء أن الصحابة كان لديهم مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه،
قبل جمع أبي بكر لها، إلا أن هذه المصاحف كانت جهودًا فردية لم تنل ما ناله
مصحف الصدٌيق من دقة البحث والتحري وبلوغه حد التواتر والإجماع من
الصحابة.
ثم بدأ زيد بجمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور
الرجال، وأشرف عليه وأعانه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة. واتبع
الصحابة طريقة دقيقة وضعها أبو بكر وعمر لحفظ القرآن من الخطأ، فلم يكتف
الصحابة بما حفظوه في قلوبهم ولا بما سمعوا بآذانهم ولا بما كتبوه بأيديهم
بل جعلوا يتتبعون القرآن واعتمدوا في جمعه على مصدرين اثنين أحدهما ما كتب
بين يدي رسول الله محمد والثاني ما كان محفوظا في صدور الرجال. وبلغت
مبالغتهم في الحيطة والحذر أنهم لم يقبلوا شيئا من المكتوب حتى يشهد شاهدان
عدلان أنه كتب بين يدي رسول الله محمد.
فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو
بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن
ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله
فاكتباه. وبذلك أخذ المصحف الذي أمر أبو بكر بجمعه الصفة الجماعية واتفق
الصحابة كلهم عليه ونال قبولهم فكان جمعهم له على أكمل وجه وأتمه.
|
|
أما جمع القرآن في مصحف واحد فقد تمت للمرة الأولى في عهد الخليفة أبى بكر الصديق بعد أن توفي النبي محمد بعام. فبعد غزوة اليمامة التي قتل فيها الكثير من الصحابة وكان معظمهم من حُفاظ القرآن، جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق وطلب منه أن يجمع القرآن في مكان واحد حتى لا يضيع بعد وفاة الحُفاظ.
فكلف أبو بكر الصحابى زيد بن ثابت
لما رأى في زيد من الصفات التي تؤهله لمثل هذه الوظيفة ومنها كونه من حفاظ
القرآن ومن كُتّابه على عهد النبي محمد وقد شهد زيد مع النبي العرضة
الأخيرة للقرآن في ختام حياته. ثم إن زيداً قد عُرف بذكائه وشدة ورعه
وأمانته وكمال خلقه.
روى البخاري في صحيحه عن زيد أنه قال: أرسل إليَّ أبى بكر بعد مقتل أهل
اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ -
أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقُرّاء
في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع
القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟ فقال
عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي
رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب
عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله
لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن،
قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي ؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم
أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت
فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف
التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه
الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري.
واتفق العلماء أن الصحابة كان لديهم مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه،
قبل جمع أبي بكر لها، إلا أن هذه المصاحف كانت جهودًا فردية لم تنل ما ناله
مصحف الصدٌيق من دقة البحث والتحري وبلوغه حد التواتر والإجماع من
الصحابة.
ثم بدأ زيد بجمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور
الرجال، وأشرف عليه وأعانه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة. واتبع
الصحابة طريقة دقيقة وضعها أبو بكر وعمر لحفظ القرآن من الخطأ، فلم يكتف
الصحابة بما حفظوه في قلوبهم ولا بما سمعوا بآذانهم ولا بما كتبوه بأيديهم
بل جعلوا يتتبعون القرآن واعتمدوا في جمعه على مصدرين اثنين أحدهما ما كتب
بين يدي رسول الله محمد والثاني ما كان محفوظا في صدور الرجال. وبلغت
مبالغتهم في الحيطة والحذر أنهم لم يقبلوا شيئا من المكتوب حتى يشهد شاهدان
عدلان أنه كتب بين يدي رسول الله محمد.
فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو
بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن
ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله
فاكتباه. وبذلك أخذ المصحف الذي أمر أبو بكر بجمعه الصفة الجماعية واتفق
الصحابة كلهم عليه ونال قبولهم فكان جمعهم له على أكمل وجه وأتمه.
|
أما جمع القرآن في مصحف واحد فقد تمت للمرة الأولى في عهد الخليفة أبى بكر الصديق بعد أن توفي النبي محمد بعام. فبعد غزوة اليمامة التي قتل فيها الكثير من الصحابة وكان معظمهم من حُفاظ القرآن، جاء عمر بن الخطاب إلى أبي بكر الصديق وطلب منه أن يجمع القرآن في مكان واحد حتى لا يضيع بعد وفاة الحُفاظ.
فكلف أبو بكر الصحابى زيد بن ثابت
لما رأى في زيد من الصفات التي تؤهله لمثل هذه الوظيفة ومنها كونه من حفاظ
القرآن ومن كُتّابه على عهد النبي محمد وقد شهد زيد مع النبي العرضة
الأخيرة للقرآن في ختام حياته. ثم إن زيداً قد عُرف بذكائه وشدة ورعه
وأمانته وكمال خلقه.
روى البخاري في صحيحه عن زيد أنه قال: أرسل إليَّ أبى بكر بعد مقتل أهل
اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إن عمر أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ -
أي اشتد وكثر - يوم اليمامة بالناس، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقُرّاء
في المواطن، فيذهب كثير من القرآن، إلا إن تجمعوه، وإني لأرى أن تجمع
القرآن، قال أبو بكر: قلت لعمر كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؟ فقال
عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله صدري، ورأيت الذي
رأى عمر. قال زيد: وعمر عنده جالس لا يتكلم، فقال أبو بكر: إنك رجل شاب
عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله، فتَتَبع القرآن فاجمعه. فوالله
لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن،
قلت: كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي ؟ فقال أبو بكر: هو والله خير، فلم
أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، فقمت
فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعُسب وصدور الرجال…وكانت الصحف
التي جُمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حتى توفاه
الله، ثم عند حفصة بنت عمر. رواه البخاري.
واتفق العلماء أن الصحابة كان لديهم مصاحف كتبوا فيها القرآن أو بعضه،
قبل جمع أبي بكر لها، إلا أن هذه المصاحف كانت جهودًا فردية لم تنل ما ناله
مصحف الصدٌيق من دقة البحث والتحري وبلوغه حد التواتر والإجماع من
الصحابة.
ثم بدأ زيد بجمع القرآن من الرقاع واللخاف والعظام والجلود وصدور
الرجال، وأشرف عليه وأعانه في ذلك أبو بكر وعمر وكبار الصحابة. واتبع
الصحابة طريقة دقيقة وضعها أبو بكر وعمر لحفظ القرآن من الخطأ، فلم يكتف
الصحابة بما حفظوه في قلوبهم ولا بما سمعوا بآذانهم ولا بما كتبوه بأيديهم
بل جعلوا يتتبعون القرآن واعتمدوا في جمعه على مصدرين اثنين أحدهما ما كتب
بين يدي رسول الله محمد والثاني ما كان محفوظا في صدور الرجال. وبلغت
مبالغتهم في الحيطة والحذر أنهم لم يقبلوا شيئا من المكتوب حتى يشهد شاهدان
عدلان أنه كتب بين يدي رسول الله محمد.
فعن عروة بن الزبير قال: لما استحرَّ القتل بالقراء يومئذ، فرِقَ أبو
بكر على القرآن أن يضيع - أي خاف عليه - فقال لعمر بن الخطاب وزيد ابن
ثابت: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله
فاكتباه. وبذلك أخذ المصحف الذي أمر أبو بكر بجمعه الصفة الجماعية واتفق
الصحابة كلهم عليه ونال قبولهم فكان جمعهم له على أكمل وجه وأتمه.