ماذا قالت أم المؤمنين عائشة ـ رضي الله عنها ـ على فراش
موتها ؟!!
قال الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ في مسنده ( 1 /
276 ــ رقم 2496 أو 1 / 349 ــ رقم : 3262 ) : حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ابن خثيم عن ابن أبى
مليكة عن ذكوان مولى عائشة
أنه استأذن لابن عباس على عائشة وهى تموت
وعندها ابن أخيها عبد الله بن عبد الرحمن فقال هذا ابن عباس يستأذن عليك
وهو من خير بنيك.
فقالت دعني من ابن عباس ومن تزكيته.
فقال لها عبد الله بن عبد الرحمن إنه قارئ لكتاب الله فقيه في دين الله
فائذني له
فليسلم عليك وليودعك.
قالت : فائذن له إن شئت.
قال فأذن له فدخل ابن عباس ثم سلم وجلس وقال أبشري يا أم المؤمنين
فوالله ما بينك وبين أن يذهب عنك كل أذى ونصب أو قال وصب وتلقي الأحبة
محمدا وحزبه - أو قال أصحابه -
إلا أن تفارق روحك جسدك.
فقالت وأيضا.
فقال ابن عباس كنت أحب أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه ولم يكن
يحب إلا طيبا وأنزل الله عز وجل براءتك من فوق سبع سموات فليس في الأرض
مسجد إلا وهو يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار
وسقطت قلادتك بالأبواء فاحتبس النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنزل والناس
معه فى ابتغائها - أو قال في طلبها -
حتى أصبح القوم على غير ماء فأنزل الله عز وجل (فتيمموا
صعيدا طيبا) الآية
فكان فى ذلك رخصة للناس عامة في سببك فوالله إنك لمباركة.
فقالت دعني يا ابن عباس من هذا فوالله لوددت
أنى كنت نسيا منسيا. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في
فتح الباري ( 8 / 484 ) ما نصّه :
وفي هذه القصة دلالة على سعة علم ابن عباس وعظيم منزلته بين الصحابة
والتابعين ،
وتواضع عائشة وفضلها وتشديدها في أمر دينها ،
وأن الصحابة كانوا لا يدخلون على أمهات المؤمنين إلا بإذن ،
ومشورة الصغير على الكبير إذا رآه عدل إلى ما الأولى خلافه ،
والتنبيه على رعاية جانب الأكابر من أهل العلم والدين ،
وأن لا يترك ما يستحقونه من ذلك لمعارض دون ذلك في المصلحة .
منقــــــــــــــــــول